كتاب بريطاني: سوريا كانت ملاذا آمنا للاجئين منذ 200 عام
كتاب بريطاني جديد يتناول أزمة اللاجئين السوريين، ويفجر مفاجأة عن تاريخ سوريا مع قضية اللجوء منذ 200 عام.
بعد أن كانت ملاذا آمنا للاجئين منذ 200 عام، باتت سوريا نتيجة الحرب الداخلية الدائرة الآن منذ 2011، دولة مصدّرة للاجئين على مستوى العالم، وذلك بعد أن تم تشريد نصف الشعب السوري البالغ عدده 23 مليون نسمة، فيما وصفته الأمم المتحدة بأزمة اللاجئين الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية.
وفي كتاب بعنوان "سوريا: خلق وإخفاء دولة لاجئين"، تناولت الكاتبة البريطانية وأستاذة الأنثروبولوجيا والهجرة القسرية في جامعة أكسفورد، داون شاتي، المسألة السورية، وما أسفرت عنه من كارثة إنسانية عالمية.
صحيفة فايننشال تايمز قالت في تقريرها، الذي تناول عرضا مختصرا لكتاب شاتي، إنه بالرغم من المحاولات الدولية لتسوية الصراع السوري، شهدت محافظة إدلب خلال الأسابيع الأخيرة، تدفقا هائلا للاجئين الذين فروا من مناطق سورية أخرى، لكنهم تعرضوا لسلسلة من هجمات النظام السوري الجوية والمدفعية.
وفي مفارقة مريرة، أشار الكتاب إلى أن سوريا كانت في القرنين الماضيين، أفضل مكان للاجئين، فعلى مدار الـ200 عام الماضية، استقبلت سوريا الأقليات الدينية التي أجبرت على هجر منازلها، حيث وجد الشركس في القرنين الـ18 والـ19 وحتى العراقيين الهاربين من صدام حسين في القرن الـ21، ملاذا آمنا داخل حدود سوريا.
وتعتقد شاتي في كتابها، أن أمل سوريا يكمن في ماضيها، ويرصد كتابها تجربة سوريا مع الهجرة من خلال مصادر ومقابلات مع أفراد من مجتمعات الأقليات، التي أجمعت على كرمها وتسامحها مع كل من طلب اللجوء إليها.
ومن بين الشهادات التي اقتبستها شاتي في كتابها، تلك الخاصة بمجموعة من الأمريكيين الذين وصلوا إلى سوريا وهم أطفال غير مصحوبين بذويهم بعد اغتيال عائلاتهم في أوائل القرن العشرين.
وفي كتابها تتذكر الكاتبة دمشق قبل 2011، ووصفت الشوارع الجانبية بأنها كانت مكدسة بعائلات من العرب السوريين والآرمن والدروز والفلسطينيين والشركس والألبان والكوسوفيين، وعدد قليل من اليهود السفارديين والمزراحيين.
وأضافت: "دمشق أو المجتمع السوري كان يتميز بالعيش المشترك المتسامح"، ولفتت إلى أن معظم اللاجئين السوريين جراء الحرب الداخلية، حاولوا البقاء قرب موطنهم الأصلي، لذا انتقوا إلى تركيا والأردن ولبنان.
aXA6IDMuMTQ0LjEwNi4yMDcg جزيرة ام اند امز