واشنطن بوست: سوريا ساحة معركة "بربرية" بعد غارات ترامب
لا تزال سوريا تعاني من تعرض المدنيين للقصف على الرغم من غارات ترامب الجوية.
مر شهر منذ أن دفع الهجوم بغاز السارين الذي شنه نظام بشار الأسد على قرية خان شيخون السورية، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لشن غارات جوية على قاعدة الشعيرات السورية.
وتجزم المعارضة السورية والنظام الدولي وكافة الشواهد والمنظمات الدولية ماعدا روسيا وإيران، الداعميتن لنظام الأسد، بأن الرئيس السوري يمتلك عشرات الأطنان من غاز السارين أو من الكلور.
وبحسب صحيفة الـ"واشنطن بوست"الأمريكية، فإن البيت الأبيض منذ القصف الأمريكي لقاعدة الشعيرات السورية العسكرية ما تقوم به الطائرات السورية والروسية من قصف الأهداف المدنية حول سوريا بصورة يومية بواسطة مخترق التحصينات والقنابل العنقودية والفوسفور والبراميل المتفجرة المحملة بالشظايا.
والسؤال هنا.. هل جعل ترامب السوريين أكثر أمانا؟.
تجيب الصحيفة على لسان رائد الصالح، مدير منظمة الدفاع المدني السوري المعروفه باسم "الخوذ البيضاء" بأنه "للأسف لا".. الغارات الجوية الأمريكية نجحت في وقف استخدام الأسلحة الكيمائية، ولكن لا يزال القتل مستمراً بجميع أنواع الأسلحة الأخرى".
وقال الصالح، إن المنظمة نفسها أصبحت هدفاً أساسياً للهجمات والقصف الروسي منذ أن قدمت أدلة على هجوم السارين، فبعد الهجوم الصاروخي الأمريكي تعرض مركز الخوذ البيضاء في خان شيخون للقصف، واحتمى طاقم العمل في ملجأ تحت الأرض، ولكن تعرضت جميع عرباتهم للدمار، كما تعرض مرفقان من مرافق المنظمة بالجوار للقصف.
في غضون ذلك، أطلقت روسيا حملة هجوم شاملة ضد المنظمة، إذ اتهمتها ماريا زاخاراوفا، المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية بالتعاون مع تنظيم داعش الإرهابي، بالإضافة إلى توفير ذريعة للولايات المتحدة لإجراء عمل عدواني.
ووصفت الصحيفة الأمريكية منظمة "الخوذ البيضاء" بأنها "جزيرة الإنسانية" في مشهد بربري قاتم، إذ أحصت المنظمة حوالي 91 ألف شخص تم إنقاذهم منذ إنشائها في شمال سوريا في 2013.
وأوضح مدير المنظمة السورية، أن المنظمة الإغاثية تمتلك الآن 3.300 عامل في 120 مركزاً عبر 9 محافظات سورية، وقُتل من أفرادها نحو 184 شخصاً وأصيب 500 آخرون، من بينهم 8 قتلوا في غارة جوية يوم السبت الماضي.
وقعت العديد من الخسائر في قصف متعمد لعمليات الإنقاذ، ومع ذلك يقول الصالح، إن هناك قائمة انتظار طويلة لمتطوعين مستعدين للانضمام عند فتح أبواب التقديم، حيث إن هناك 10 متطوعين يحصلون على طلبات من 700 شخص.
وبالرغم أن عمال الإنقاذ داخل المنظمة يتحصلون على راتب شهري يصل إلى حوالي 150 دولاراً، إلا أن حافزهم الحقيقي هو إنقاذ أصدقائهم وجيرانهم.
وقال فاروق حبيب، منسق المساعدات والتدريب بالمنظمة، إنهم في كل مرة ينتشلون رضيعاً من الركام يجدون الحافز للمضي قدماً.
وحظى منظمة "الخوذ البيضاء" بدعم دولي قوي، حيث تقدم أغلب الحكومات الغربية الكبرى تمويلات ومساعدات إغاثية لها، ومن بينها أكثر من 20 مليون دولار من إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، كما جذبت حملة إلكترونية أكثر من 12 مليون دولار لها من المساهمات.
وعن كيفية إنهاء المذبحة السورية، قال الصالح، إن "اليوم الوحيد الذي لم يتعرض فيه السوريون للقتل منذ 2011 هو 28 فبراير/شباط 2016، عندما دخل اتفاق بوقف إطلاق النار بوساطة الولايات المتحدة وروسيا حيز التنفيذ".
لكن سرعان ما انهار هذا الاتفاق، وأضاف الصالح أنه "السبيل الوحيد للخروج هو التوصل لحل سياسي نابع من إرادة جادة من القوى السياسية الكبرى".
وأنهت الصحيفة تقريرها بالقول، إن شن غارة جوية أمريكية واحدة لا تكفي، وإنه ما لم يكن لدى ترامب استعداد لاتخاذ المزيد من الإجراءات ضد بشار الأسد ووقف قتل المدنيين في سوريا ستستمر الخوذ البيضاء في الحفر تحت الأنقاض.