ذكرى "ثورة سوريا".. صلوات ودعوات لإنهاء عشرية الدم والجوع
مع حلول الذكرى العاشرة لثورة سوريا تجد دمشق نفسها في وضع صعب اقتصاديا وسياسيا، وسط دعوات وصلوات من أجل السلام.
واندلعت احتجاجات مطالبة بالديمقراطية في منتصف مارس/آذار 2011، لكنها تطورت إلى حرب متعددة الأطراف، استقطبت قوى عالمية وحصدت أرواح مئات الآلاف وشردت الملايين.
وبعد مرور عشر سنوات، نجح الرئيس السوري بشار الأسد في إدارة الحرب، وإبقاء قبضته على جزء كبير من مساحة البلاد بعد سنوات من القتال في كل شبر فيها.
لكن لا تزال تركيا تسيطر على قطاعات من الشمال الغربي، ولا يزال للولايات المتحدة وجود في الشمال الشرقي، وهي منطقة رئيسية لإنتاج النفط والقمح.
فيما تسيطر جماعة مرتبطة بالقاعدة على محافظة إدلب الشمالية الغربية، وتسيطر القوات الكردية السورية المدعومة من الولايات المتحدة على مساحات في الشمال الشرقي.
صعوبات اقتصادية
وبعيدا عن الحرب والسياسة، فإن التحدي الأكبر الذي يواجهه الأسد في الفترة الراهنة هو الاقتصاد.
فالاستياء السائد بعد الحرب من الفساد، وعلو أسعار السلع الغذائية وانهيار العملة وانقطاع الكهرباء المتكرر ونقص البنزين، يفاقم من المصاعب التي تواجهها أُسر كثيرة فقدت بالفعل عزيزا عليها أو أكثر.
وقال تقرير صدر عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر قبل أيام إن ما يقرب من نصف الشباب السوري فقدوا دخلهم بسبب الصراع.
وذكر التقرير الذي نشرت وكالة رويترز مقتطفات منه أن نحو ثمانية من كل عشرة شبان يواجهون صعوبات من أجل توفير الطعام والضروريات الأخرى.
وأضافت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في تقريرها "تعرضت النساء على وجه الخصوص لضربة اقتصادية شديدة، حيث أفاد نحو 30% بعدم وجود دخل على الإطلاق لإعالة أسرهن".
وفي هذا الإطار، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس إن سوريا لا تزال "كابوسا حيا"، حيث يواجه حوالي 60 بالمئة من السوريين خطر الجوع.
وأوضح جوتيريس "من المستحيل أن ندرك بشكل كامل حجم الدمار في سوريا، لكن شعبها عانى من بعض أسوأ الجرائم التي عرفها العالم هذا القرن.. حجم الفظائع يصيب الضمير بالصدمة".
وأضاف في تصريحات للصحفيين "توارت سوريا عن الصفحات الرئيسية. ومع ذلك، لا يزال الوضع هناك كابوسا حيا"، داعيا المجتمع الدولي لبذل الجهود لإغاثة السوريين.
وقال جوتيريس: "هناك حاجة إلى توسيع إمكانية وصول المساعدات الإنسانية.. تكثيف تسليم المساعدات عبر الخطوط وعبر الحدود ضروري من أجل الوصول إلى المحتاجين في كل مكان"، متابعا "لهذا دعوت مجلس الأمن مرارا إلى التوافق حول هذه المسألة الحيوية".
دعوات وصلوات
بدوره، وصف البابا فرنسيس الحرب الأهلية السورية، أمس، بأنها أحد أخطر الكوارث الإنسانية في هذا العصر، مضيفا أن الذكرى العاشرة لاندلاعها يجب أن تحفز الجميع للسعي إلى إيجاد "بصيص أمل" للبلد المدمر.
وقال البابا للمئات في ساحة القديس بطرس في عظته الأسبوعية "أجدد ندائي لأطراف النزاع لكي يُظهروا بوادر حسن النية، لكي ينفتح بصيص أمل للسكان المنهكين".
كما دعا المجتمع الدولي إلى التزام "حاسم" لإنهاء القتال والمساعدة في إعادة البناء والتعافي الاقتصادي، قبل أن يقود صلاة من أجل "سوريا الحبيبة والمعذبة".
عقوبات بريطانية
وبخلاف الدعوات والصلوات من أجل إحلال السلام، أعلنت بريطانيا الإثنين فرض عقوبات جديدة على ستة حلفاء للأسد بينهم وزير الخارجية ومستشارون مقربون.
وتشمل قائمة العقوبات وزير الخارجية فيصل المقداد، ولونا الشبل مستشارة الأسد والممول ياسر إبراهيم ورجل الأعمال محمد براء قاطرجي وقائد الحرس الجمهوري مالك عليا والرائد بالجيش زيد صلاح.
وتسببت الحرب الأهلية السورية في مقتل نحو نصف مليون شخص وتشريد نصف سكان سوريا قبل الحرب البالغ عددهم 23 مليونًا، بما في ذلك أكثر من 5 ملايين لاجئ، معظمهم في البلدان المجاورة.