"المنطقة الآمنة" بسوريا تقسم الائتلاف الحاكم بألمانيا
مقترح لوزيرة الدفاع الأمريكية بشأن المنطقة الآمنة في سوريا يتسبب في مشكلات وأزمة كبيرة مع الطرف الثاني للائتلاف الحاكم
تسبب مقترح وزيرة الدفاع الألمانية إنجريت كرامب كارنباور بإقامة منطقة آمنة مراقبة دوليا شمالي سوريا في أزمة وانقسام شديدين داخل الائتلاف الحاكم.
وقالت صحيفة بيلد الألمانية واسعة الانتشار، الثلاثاء، إن مقترح وزيرة الدفاع التي تشغل أيضا رئاسة الحزب الديمقراطي المسيحي "تنحدر منه المستشارة أنجيلا ميركل" تسبب في مشكلات وأزمة كبيرة مع الطرف الثاني للائتلاف الحاكم الحزب الاشتراكي الديمقراطي "يسار وسط".
- "سوريا الديمقراطية": طبقنا شروط وقف إطلاق النار بالكامل
- "الأسلحة الكيميائية" تبحث استخدام تركيا أسلحة محرمة شمالي سوريا
والإثنين، دعت كارنباور في مقابلات صحفية مع منصات مختلفة أبرزها وكالة الأنباء الألمانية "حكومية" برلين والاتحاد الأوروبي لبذل المزيد من الجهود لوقف الأزمة الراهنة في شمال سوريا.
واقترحت في سبيل ذلك إقامة منطقة آمنة مراقبة دوليا في المنطقة الملاصقة للحدود مع تركيا.
وأشارت وزيرة الدفاع إلى أنها توافقت على هذا الأمر مع المستشارة أنجيلا ميركل، وأرسلت رسائل نصية "إس إم إس" بالمقترح لوزير الخارجية هايكو ماس المنحدر من الحزب الاشتراكي الديمقراطي.
بدوره، شكك ماس في جدوى مقترح كارنباور، وهاجم طريقتها في التواصل مع زملائها الوزراء في الحكومة، قائلا، الثلاثاء: "لا أؤمن بدبلوماسية الـ"إس إم إس"، محذرا من استمرار هذه الأسلوب في التواصل بين أطراف الحكومة.
وشن خبير الشؤون الخارجية في الحزب الاشتراكي الديمقراطي نيلس شميت، في تصريحات صحفية اليوم، هجوما على وزيرة الدفاع.
ولفت شميت إلى "قادة الائتلاف الحاكم قضوا ساعات في مناقشة الوضع في شمال سوريا، والسيدة كارنباور لم تتفوه بكلمة عن مقترحها"، حسب ما نقلته الإذاعة الألمانية "دويتشه فيله".
فيما كتب عضو البرلمان الألماني عن الحزب نفسه فلوران بوست على صفحته بموقع التدوينات القصيرة "تويتر": "يبدو أن السيدة كارنباور لا تعرف كيف يسير العمل الحكومي"، مضيفا "يتم الاتفاق على المقترحات مع شركاء الائتلاف قبل إعلانها".
ووفق بيلد، فإنه من الواضح أن وزيرة الدفاع لم تبلغ سياسيي الحزب الاشتراكي الديمقراطي باقتراحها قبل إعلانه، ما سبب أزمة كبيرة وانقساما شديدين في أروقة الحكومة.
لكن الصحيفة ذاتها نقلت عن مصادر حكومية رفيعة لم تذكرها أن ميركل تقف في صف وزيرة الدفاع.
كانت وكالة الأنباء الألمانية نقلت عن ميركل قولها في اجتماع للحزب الديمقراطي المسيحي، صباح الثلاثاء، إن تأسيس منطقة حماية دولية في شمال سوريا "أمر يستحق المحاولة"، مضيفة أن ألمانيا يجب أن تفعل شيئا في أزمة تدور أحداثها على أبواب أوروبا.
من جهة أخرى، ذكرت صحيفة بيلد أن هناك محاولات لاحتواء الأزمة داخل الائتلاف الحاكم، حيث تلتقي ميركل وكارنباور من جهة مع ماس ونائب المستشارة المنحدر من الحزب الاشتراكي الديمقراطي أولف شولتز من جهة أخرى خلال ساعات.
وتضاف هذه الأزمة إلى أزمات عدة ضربت الائتلاف الحاكم خلال الأشهر الماضية، ودفعت مراقبين لتوقع انهياره قبل نهاية العام الجاري، وفق بيلد.
وفي الأشهر الأخيرة، تعرض الائتلاف الذي تقوده ميركل المنحدرة من الاتحاد المسيحي إلى هزات سياسية عنيفة، في ضوء الخلافات بين طرفيه حول قضايا عدة أبرزها قضايا المناخ والرقمنة وميزانية الدفاع، ثم تعرض الاشتراكي الديمقراطي لهزيمة كبيرة في الانتخابات الأوروبية في مايو الماضي أدت لاستقالة زعيمته أندريا ناليس وبقائه حتى اليوم بدون قيادة منتخبة.
aXA6IDE4LjIyNy43Mi4yNCA= جزيرة ام اند امز