اللاذقية المرفهة.. تغرد بعيدا عن الحرب السورية

الحياة المميزة بالرفاهية في اللاذقية الساحلية تعكس الانقسام الحاد في الأوضاع في سوريا، على المستوى السياسي والمعيشي

وضعت الحرب الأهلية السورية بصمتها على أنحاء كثيرة في البلد الذي شهدت بعض مدنه تدميرا كبير، لكن الوضع في مدن كاللاذقية الساحلية، مختلف تماما، حيث الرقص والغناء والاسترخاء، في مشهد يعكس التناقض الكبير الذي يعيشه الشعب في ظل الحرب المندلعة منذ أكثر من 6 سنوات. 

• "أسبوع الموضة" يزين اللاذقية.. والدمار يشوه حلب

ففي تقرير نشرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية أظهر أن سكان تلك المدينة الواقعة غرب سوريا على ساحل البحر المتوسط تسعى للحفاظ على سمعتها ومكاسبها كجاذبة للباحثين عن الراحة والاستجمام والمشاريع التجارية المربحة.

ولفتت إلى أن اللاذقية أصبحت شاطئا مناسبا وبسعر بسيط لأخذ إجازة سريعة والاستراحة من الحرب التي أنهكت السوريين.

وأضافت أن سياحا لبنانيين يقصدون هذه المدينة أيضا لأنها أرخص بكثير من الشواطئ في بلادهم، فضلاً عن قربها.

وفي شاطئ "Cote D'Azur" الذي يقع على الحافة الشمالية من المدينة يقول أحد السوريين: "يعاني كثير من الأشخاص من مشكلات في حياتهم اليومية. من الصعب العيش في هذا البلد. الذهاب إلى الشاطئ يساعد هؤلاء على الاسترخاء".

فيما يضيف آخر، افتتح مشروعه الخاص: "الأسعار هنا منخفضة جدا. وهناك فرصة جيدة للبدء في مشروع تجاري. نهدف إلى جذب السوريين من الطبقة العليا".

وتابع: "سوريا متضررة. ونعاني من ألم شديد بسبب الحرب. هناك حاجة للسعادة في هذا البلد".

وتساعد القوات الروسية، الجيش السوري في إحكام قبضته على المدينة التي تشهد حوادث إرهابية وتفجيرات أقل من مدن أخرى.

وأعرب أحد السكان عن قبوله للتدخل الروسي لدرجة أنه أطلق على المقهى الذي يمتلكه "Moscow Cafe"، لافتا أن المقهى أصبح الآن أكثر شعبية لا سيما بسبب تمركز عدد كبير من الجنود الروس بالقرب منه.

ونشرت "سي إن إن" فيديو لشباب يتراقصون ويغنون في حفلات ليلية لا تنبئ أبدا عن وجودهم في بلد تمزقه الحرب.

واختتمت الشبكة الأمريكية تقريرها بأن الحفلات والمنتجعات الشاطئية تثير الصدمة في البداية، معربة عن دهشتها من قدرة هؤلاء السوريين على عيش حياة عادية جدا بهذا القدر رغم ما يمر به آخرون داخل البلاد.

وخلال الحرب التي تشهدها سوريا منذ 6 سنوات، دائما ما يتكرر ظهور لقطات وصور تظهر التناقض الكبير في أحوال المدن.

ففي عام 2016  نقلت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية صوراً لمئات الشباب والشابات يرقصون على أنغام الموسيقى في حفلة على شاطئ اللاذقية، وبجانبها تغطية عن الدمار والهلاك الذي يصيب المنطقة في حلب .

وأمس الخميس شهدت مدينة دمشق افتتاح معرض دمشق الدولي لأول مرة منذ عدة سنوات وسط حفل بهيج.