دمشق والمعارضة تسابقان الزمن بتكثيف الاشتباكات على الأرض
تتزايد الاشتباكات بين القوات الحكومية وفصائل المعارضة بسوريا في محاولة لكسب مزيد من الأرض وكسب قوة في فرض واقع جديد بعد أزمة الكيماوي
تواصلت، الجمعة، الاشتباكات العنيفة بين القوات السورية الحكومية وفصائل المعارضة المسلحة في محافظتي دمشق وإدلب، وسط ضبابية الأجواء حول مستقبل سوريا بعد الضربة الجوية الأمريكية الأولى لقاعدة عسكرية تخص دمشق.
وأعلن الجيش السوري الحكومي، الجمعة، سقوط قتلى ومصابين من تنظيم داعش الإرهابي خلال عمليات للجيش على تجمعاته ومحاور تحركاته في ريف حمص الشرقي بوسط سوريا.
ونقلت وكالة سانا الحكومية للأنباء عن مصدر عسكري أن وحدات من الجيش والقوات الرديفة "قصفت صباح اليوم تجمعات ومحاور تحرك لإرهابيي داعش في منطقة مزارع الزيتون وظهور البرشة ومزرعة راشد وقمة جبل ابن عرصان جنوب فتحة محسة بريف حمص الجنوبي الشرقي".
وبين المصدر أن العمليات "أوقعت عددا من إرهابيي التنظيم التكفيري بين قتيل ومصاب ودمرت أسلحة وذخائر كانت بحوزتهم".
من ناحيته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان (مركز معارض مقره لندن ويقول إنه يستقي أخباره من نشطاء) إن اشتباكات عنيفة جرت، الجمعة، بين القوات الحكومية وحلفائها من جانب، وفصائل المعارضة المسلحة من "فيلق الرحمن" و"جيش الإسلام" و "حركة أحرار الشام" و"لواء فجر الأمة" من جانب آخر على محاور حي القابون شرق دمشق.
وترافقت الاشتباكات العنيفة التي تحاول القوات الحكومية عبرها التقدم في المنطقة، مع قصف بنحو 10 صواريخ يعتقد أنها من نوع أرض-أرض، وقصف بأكثر من 15 قذيفة مدفعية.
ولم ترد إلى الآن معلومات عن خسائر بشرية.
وفي حمص، بوسط سوريا، تجددت الاشتباكات العنيفة في محور جبل شاعر بالريف الشرقي للمدينة، بين القوات الحكومية وحلفائها وبين تنظيم داعش.
أما في محافظة إدلب، بشمال غرب سوريا، والواقع معظمها تحت سيطرة المعارضة المسلحة، فقد نفذت الطائرات الحكومية غارة على مناطق في مدينة جسر الشغور وغارة أخرى على مناطق في قرية السكرية بريف جسر الشغور، ولم ترد أنباء عن إصابات.
ويبدو أن كل طرف من أطراف الصراع، ومن ورائه حلفاؤه الدوليون، يسعى لإحراز أكبر مكسب على الأرض، لفرض كلمته في الصراع الدائر بين القوى الدولية في مجلس الأمن حول مستقبل سوريا، ومستقبل الرئيس بشار الأسد في الحكم.
واحتدم هذا الصراع بعد ما أثار مقتل 86 شخصا بما يشتبه أنه غاز السارين في بلدة خان شيخون بمحافظة إدلب، من صراع سياسي عنيف بين القوى الدولية الرافضة أو الداعمة للرئيس السوري، وتبادل إلقاء التهم حول المسؤول عن استخدام هذا الغاز، وتجلي هذا الصراع في جلسات مجلس الأمن الدولي الأخيرة.