خبير بالشأن الكردي: "غصن الزيتون" ستكون شوكة في حلق النظام التركي
توقعات بأن يلقى الجيش التركي استنزافا على يد القوات الكردية المسلحة والمدربة على يد الولايات المتحدة
توقع رئيس المركز المصري للدراسات والبحوث الكردية رجائي فايد أن تستغرق عملية "غصن الزيتون" العسكرية التركية في عفرين السورية مدة طويلة، وأن تكون"شوكة" في حلق أنقرة.
وفي لقاء مع بوابة "العين الإخبارية، وصف فايد العملية التركية في عفرين بـ "المتعثرة" و "الصعبة"، موضحا أن الوحدات العسكرية لم تحقق تقدما يذكر في المدينة السورية.
وأطلقت أنقرة، السبت الماضي، عملية عسكرية في عفرين شمال سوريا، التي يسيطر عليها مقاتلون أكراد، تحت اسم "غصن الزيتون" وذلك بمساعدة الجيش السوري الحر الموالي لها.
عملية ممتدة
وتوقع فايد أن تأخذ "غصن الزيتون" وقتا طويلا، نظرا لوعورة المنطقة السورية وصعوبة تضاريسها، فضلا عن تمسك الأكراد بالمنطقة واستعدادهم لمقاتلة الوحدات التركية خاصة بعد انتصارهم على تنظيم داعش الإرهابي في مدينة الرقة.
ولفت رئيس المركز المصري للدراسات والبحوث الكردية إلى أنه رغم ما يعلنه النظام التركي من أن العملية العسكرية تستهدف محاربة وحدات حماية الشعب الكردية، إلا أن الهدف الحقيقي يتمثل في إنشاء "منطقة آمنة" تحمي الداخل التركي.
ويعتبر النظام التركي وحدات حماية الشعب -الذراع العسكرية لقوات سوريا الديمقراطية- امتدادا لحزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه إرهابيا.
كذلك توقع المحلل السياسي أن تدفع العملية في عفرين أكراد الداخل إلى القيام بعمليات عسكرية ضد تركيا، أو على الأقل تنظيم احتجاجات ومظاهرات تضامنا مع الأكراد السوريين.
وفيما يتعلق بالأكراد، أوضح أن وحدات حماية الشعب الكردية لن تتردد في الرد بكل قوتها، خاصة وأنهم مدعومون بالسلاح الأمريكي، ما قد يجعل عفرين موقعا لاستنزاف الجيش التركي.
وأعلنت وحدات حماية الشعب الكردية، أمس، النفير العام، داعية المدنيين إلى الدفاع عن عفرين.
موقف أمريكي غامض
ويبدو الموقف الأمريكي غير متبلور بشكل معلن حتى الآن من العملية العسكرية التركية، فمن ناحية يعلن وزير الخارجية ريكس تيلرسون أن بلاده تجري مناقشات مع تركيا لإقامة "منطقة آمنة"، فيما يعتبر وزير الدفاع عملية "غصن الزيتون" تشتيت الجهود الرامية لدحر داعش في سوريا.
وتعليقا على ذلك رأى فايد أن واشنطن في إشكالية بين حلفائها الأكراد وتركيا العضو في حلف "الناتو"، متوقعا استمرار الدعم العسكري الأمريكي للأكراد، خاصة مع وقوف روسيا بصف أنقرة.
ومع التوغل التركي في عفرين، انتقد عدد من الدول الكبرى العملية العسكرية، معربة عن قلقها من عواقبها، ولكن دون اتخاذ موقف جاد من الأمر، في موقف مشابه لما حدث وقت التدخل التركي في شمال سوريا العام الماضي بعملية استمرت أشهرا تحت اسم "درع الفرات".
وأفادت تقارير، أمس، أن "غصن الزيتون" أدت إلى نزوح قرابة 5 آلاف مدني من عفرين، فضلا عن مقتل 54 من مقاتلي الأتراك والأكراد.