نرى عفاريت أردوغان تهاجم عفرين الكردية في شمال سوريا،
منذ أن اعتلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كرسي رئاسة الجمهورية التركية يوم 28 أغسطس 2014 وقبلها منذ كان رئيساً للوزراء منذ العام 2003، بدا للجميع كم كان غير طيّبٍ في مواقفه وخياراته السياسية وانحيازه لحزبه الشيطاني الإخوان المسلمين.
واحدة من السقطات الكبرى لأردوغان جاءت في عدائه العنصري الواضح للأكراد، لا داخل تركيا فقط، ولكن في شمال سوريا والعراق أيضاً، مضافاً إليه استقواؤه على الكيانات العربية التي أضعفها التآمر الفارسي الإخواني عليها تحت يافطة "الربيع العربي" ومُخرجاته الشيطانية.
وفي الأيام والأسابيع القليلة الماضية ظهر محاولاً استرداد حكم أجداده العثمانيين بالخطابة الخاوية من كل منطق، والبعيدة عن حكم كل عقل، بادّعائه أن جدّه فخر الدين باشا كان مدافعاً عن مقدسات المسلمين في مكة والمدينة المنورة، وتعريف قناة الجزيرة البائسة لهذا الجنرال التركي المحتل لبلاد العرب على أنه "قائد عسكري شارك في عدة حروب، كُلِّف بحماية المدينة المنورة من هجمات الإنجليز وحلفائهم من قبائل عربية، ورفض الاستسلام بعد هزيمة الإمبراطورية العثمانية في الحرب العالمية الأولى وانسحاب جيوشها من الحجاز"."
ولكن واحدةً من السقطات الكبرى لأردوغان جاءت في عدائه العنصري الواضح للأكراد، لا داخل تركيا فقط، ولكن في شمال سوريا والعراق أيضاً، مضافاً إليه استقواؤه على الكيانات العربية التي أضعفها التآمر الفارسي الإخواني عليها تحت يافطة "الربيع العربي" ومُخرجاته الشيطانية، وصولاً إلى سعيه المحموم للسيطرة على أية بقعة أرض عربية بغض النظر عن أهميتها الاستراتيجية، أو مدى تحقيقها للأمن التركي المزعوم.
فها نحن نرى عفاريت أردوغان تهاجم عفرين الكردية في شمال سوريا، باتفاق وتواطؤ خفي بين النظامين التركي الإخواني والصفوي الإيراني، ونحن نعلم يقيناً أن هجوم الجيش التركي من شمال عفرين يقابله هجوم حلفاء إيران ومرتزقتها من جنوب وشرق إدلب، في صفقة واضحة لاقتسام السيطرة على الشمال السوري دون اعتبار أنه أرض سورية عربية، أسقطها الهلال الشيعي من أولوياته في الوصل بين طهران وبيروت.
عفرين الأكراد كما كردستان العراق، وكوباني والحسكة والقامشلي هي مساحات أمان للعنصر الكردي في خضم نشوء كيان داعش الإرهابي، وتمدده في العراق والحرب السورية المشتعلة منذ العام 2011، ونحن نرى أنها أرض خاضعة لسوريا لا تفريط فيها، من مبدأ الحفاظ على سيادة الدول وحقِّها المشروع في وحدة أراضيها، هذا المبدأ الذي قدّمنا لأجله الدماء الزكية من خيرة جنودنا البواسل في قواتنا المسلحة العاملة في اليمن الشقيق.
كما نرى أن عفرين لا تستوجب هذا القدر من القوة التركية المفرطة الغاشمة، كما لا تستحق هذا الصمت العالمي عن قتل المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ، القتل نفسه الذي حصد أرواح الأيزيديين في العراق والسوريين على امتداد سوريا، بفعل اليد التركية الخفية في دعم وتجهيز ولمّ شمل إرهابيي العالم من القاعدة والداعشيين في العراق وسوريا، وبعد كل هذا ألا يجب أن نطرح التساؤل المشروع عن آليات تحديد جرائم الحرب والإبادة الجماعية، وتسمية مجرمي الحرب بأسمائهم ليعرفهم العالم وينبذهم التاريخ؟!!!
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة