ما الهدف التركي في "عفرين" السورية؟
عفرين كانت سؤالا معقدا للإجابة عنه، لكن الآن يبدو أن القادة الأتراك يريدون تحديد أهدافهم.
مع تفاقم الأزمة في شمال سوريا يوميا، ما الهدف المحتمل للنظام التركي هناك؟ تركيا هي حليف للناتو لكنها أطلقت مؤخرا عملية عسكرية ضد مجموعة دربتها الولايات المتحدة وسلحتها لقتال تنظيم داعش الإرهابي خلال الثلاث سنوات الماضية، إذا إلى أين يؤدي هذا؟
ذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أنه من الصعب التخيل، بالنظر إلى مقدار القوات التي يبدو أن النظام التركي نشرها في هذه المرحلة، أنهم لديهم الأعداد لشق طريقهم داخل مساحات كبير من شمال سوريا، مثل عفرين التي يسيطر عليها الأكراد، والسيطرة عليها إلى أجل غير مسمى.
وأشارت الشبكة الأمريكية إلى أن الوضع سيكون فوضويا، وسيسفر عن بعض الخسائر التركية كما سيستغرق وقتا، موضحة أن الاحتمال الأقرب أن هذا متعلق بمضايقة الأكراد السوريين وإدخالهم فيما يشبه الترتيب السياسي.
وبالنظر إلى الجغرافيا المستقبلية وانفصال شمال سوريا بعد داعش، كانت عفرين سؤالا معقدا للإجابة عليه، لكن الآن يبدو أن القادة الأتراك يريدون تحديد أهدافهم، مع مشاهدتهم لسيطرة النظام على حلب والتحرك تجاه إدلب، وراحة الأكراد السوريين في شرق نهر الفرات بدعم أمريكي.
تحديد تلك الأهداف بالضبط لا يزال غير واضح، لكن تركيا تحصل على جزء مما تريده بالفعل، ويتمثل ذلك في الضجة الدبلوماسية حولها، وانشغال ممثلي حلف الناتو ومسؤولي الولايات المتحدة بالاستماع للمخاوف التركية والتخفيف من حدتها.
وأشارت الشبكة الأمريكية إلى أن هذا الهجوم التركي يبدو مرتبطا بإعلان الولايات المتحدة أنها ستدرّب قوة كردية سورية مكونة من 30 ألفا في شمال شرق سوريا، فلطالما حذرت تركيا من أنها لن تتسامح مع سيطرة الأكراد السوريين على كثير من حدودها مع سوريا.
ربما تكون أنقرة أقل طموحا فبدلا من الرغبة في أن يصبح قطاع واسع من الحدود الشمالية الغربية منطقة آمنة تساعد تركيا في السيطرة عليها، ستفكر في أن هذا العرض للقوى عبارة عن رسالة داخلية للمصوّتين الأتراك ورسالة أخرى خارجية لكثير من الفصائل المختلفة التي تبحث أمر سوريا الآن في أنه يجب سماع صوت تركيا.
وقد أفادت تقارير، الثلاثاء، بأن العملية العسكرية لتركيا في عفرين تسببت في نزوح 5 آلاف مدني من سكان المنطقة.
وذكرت الأمم المتحدة خلال تقرير، أنها مستعدة لتقديم المساعدة إلى لـ50 ألف شخص موجودين في عفرين، وأن لديها إمدادات لـ30 ألفا حال زيادة عمليات النزوح إلى المناطق التي تسيطر عليها حكومة سوريا في حلب.