القوات الكردية تهدد بترك حراسة سجناء داعش لصد العدوان التركي
قائد كردي يحذر من أن استمرار التوغل التركي سيدفع لنقل قوات سوريا الديمقراطية التي تحرس عناصر التنظيم الإرهابي إلى خط المواجهة قريبا
هددت قوات سوريا الديمقراطية، السبت، بالتخلي عن حراسة المعتقلات التي تضم مقاتلي داعش، نتيجة استمرار العدوان التركي على الأراضي السورية.
ونقلت صحيفة الجارديان البريطانية، عن أحد قادة القوات قوله: "إن حراستهم لن تكون أولوية بالنسبة لنا، مع استمرار القوات التركية في التوغل في الأراضي الكردية لليوم الثالث على التوالي، حيث سيتم نقلهم إلى خط المواجهة قريبا".
وأضاف، خلال مؤتمر صحفي، نقلته الصحيفة أن "الأولوية ستكون للدفاع عن أرضنا إذا واصل الجيش التركي هجماته".
يثير هذا التطور احتمالية فرار عناصر التنظيم المتشدد من السجون التي تعاني وفق تصريحات المسؤولين الغربيين من نقص الموظفين وحالة من الاضطراب.
وأشارت الجارديان إلى أنه في الوقت الذي يحاول فيه الجنود الأتراك بلوغ "الطريق السريع إم 4" الاستراتيجي الذي يربط المدن الرئيسية بالشمال، أظهرت تقارير من مركز "روج آفا" الإعلامي التابع للأكراد أن محاولات استهداف السجون ربما تكون قد بدأت بالفعل.
وقال مسؤولون إن سيارة مفخخة انفجرت خارج سجن يضم معتقلي داعش يدعى الغويران، مساء الجمعة، بالقرب من مدينة الحسكة، وخلال الليلة نفسها ظهرت تقارير تفيد بتمكن 5 من عناصر داعش من الهرب من سجن نافكور في القامشلي، إثر الفوضى الناجمة عن غارة جوية تركية.
وأكدت معلومات الاستخبارات، التي حصلت عليها القوات الكردية في شمال سوريا، أن خلايا داعش النائمة والانتحاريين يعملون في المنطقة بهدف رئيسي هو استهداف السجون، في محاولة لتحرير عناصر التنظيم السابقين.
قبل اندلاع القتال، كانت قوات سوريا الديمقراطية تدير شبكة من المعسكرات تضم قرابة 100 من عناصر داعش وزوجاتهم، بينهم عشرات المواطنين البريطانيين.
ويجري احتجاز 12 ألفا من عناصر داعش -ثلثهم من الأجانب- في 7 سجون جنوبا بالقرب من مدينة الرقة، حيث تشير تقارير إلى وقوع سلسلة من الهجمات بعد فترة وجيزة من غزو تركيا.
وأوضحت الجارديان أنه تم الإبلاغ عن وقوع اضطرابات في الجنوب الشرقي، بينها محاولة للهروب في مخيم ضخم للنازحين يضم 70 ألف سيدة وطفل، بينهم عشرات الآلاف من أفراد عائلات عناصر داعش، محتجزون في ظروف فوضوية.
ذكرت إحصاءات من مركز معلومات روج آفا، أن 45 مدنياً قتلوا نتيجة القصف المدفعي التركي، وأصيب 85 آخرون.
وقال المتحدث باسم المركز "قد يكون عدد الضحايا أكبر لأن فريقنا غير قادر على الوصول إلى العديد من المواقع المستهدفة بسبب الطائرات الحربية والمدفعية التركية، وكذلك إطلاق النار العشوائي".
وتواصل القوات التركية عدوانها العسكري، الذي بدأته الأربعاء الماضي، على الشمال السوري، وسط انتقادات ومخاوف دولية من أن يتسبب الاعتداء في إعادة إحياء تنظيم داعش الإرهابي الذي دُحر مطلع العام الجاري على يد قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي.
وقوبل العدوان التركي الذي تسبب في مقتل وإصابة العشرات بتنديد عربي ودولي واسع، فيما لوحت الولايات المتحدة بفرض عقوبات على نظام رجب طيب أردوغان.
وأعلنت الإدارة الكردية في شمال سوريا، في وقت سابق السبت، نزوح ما يقرب من 200 ألف شخص بسبب الهجوم التركي الذي يستهدف قرى ومدن المنطقة.