خبراء يتوقعون لـ«العين الإخبارية» ترتيبات أمنية تركية سورية تمهد لقمة
توقع خبراء أتراك وسوريون أن تعقد تركيا وسوريا لقاءات أمنية لوضع ترتيبات لحلحلة الأزمة بين البلدين.
ويعتقد الخبراء أن إرادة تجاوز القضايا العالقة بين أنقرة ودمشق باتت مصلحة للبلدين، ما يعزز فرص لقاء قمة في الأفق.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الجمعة، إنه لا يستبعد لقاء محتملا مع الرئيس السوري بشار الأسد للمساعدة في استعادة العلاقات الثنائية بين الجارتين.
وقطعت تركيا العلاقات مع سوريا بعد الأزمة التي اندلعت عام 2011، إذ دعمت أنقرة الفصائل والمجموعات التي كانت تطالب بالإطاحة بالأسد.
وقال الأكاديمي والمحلل السياسي التركي الدكتور عبدالمطلب أربا إن الرئيس أردوغان عمد إلى تصفية الأزمات السياسية مع دول الإقليم وقطار المصالحات الذي عبر من القاهرة والرياض، وآن له أن يمر بدمشق.
وأوضح أن لقاءات على مستوى الاستخبارات وكبار المسؤولين الأمنيين ستجري خلال الفترة المقبلة، نظرا لوجود إرادة تركية لتحسين العلاقات مع سوريا، وهو أمر ربما أسهمت فيه كل من إيران وروسيا.
وأشار إلى أنه يمكن أن يكون هناك اجتماع قريب بحضور روسيا وسوريا وإيران وحتى ممثلين من المعارضة السورية، موضحا أن أردوغان يريد تحريك الملف مما يعني الدفع السريع نحو تفاهم ملموس.
ولفت الخبير التركي إلى أن الاستقرار السياسي تركيا لمدة أربع سنوات مقبلة في تركيا سوف يدفع بالرئيس أردوغان للاهتمام بقضايا الإقليم، وعلى رأسها عودة العلاقات مع الجارة الجنوبية.
مخاطر الحرب الشاملة
الخبير السياسي التركي يوسف كاتب أوغلو يرى أن لغة المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة تفرض نفسها على الملف السوري التركي، مشيرا إلى أن التغيرات الجيوسياسية التي تعصف بالمنطقة والتهديدات الإقليمية تدفع نحو طي صفحة الخلافات بين أنقرة ودمشق.
وأوضح أوغلو في حديث لــ"العين الإخبارية" أن تركيا تريد أن نزع فتيل أي تهدد لأمنها القومي الذي يعتبر أولوية قصوى، وهي تعتقد الآن أن وحدة الأراضي السورية ضروري للقضاء على المنظمات الإرهابية في الشمال السوري.
وتابع أن تركيا تعمل على فتح قنوات دبلوماسية لتعاون استراتيجي للحفاظ على الأمن والاستقرار في شمال سوريا، مضيفا استشعار أنقرة الخطر من احتمال توسيع دائرة الحرب في المنطقة لتشمل لبنان.
وأشار كاتب أوغلو إلى أن أزمة اللاجئين وغيرها من القضايا، ربما يتم تنحيتها الآن للتركيز على التهديدات الأمنية.
الشمال مفتاح الحل
من جهته، رأى المحلل السياسي السوري من برلين إبراهيم كابان أن الرغبة في التقارب التي تميز خطابات المسؤولين الأتراك والسوريين تعكس إرادة تجاوز الأزمة نحو التطبيع.
وأضاف كابان، في حديث لــ"العين الإخبارية"، أن تركيا ترى أن عودة النظام السوري والجيش على الحدود مع تركيا ضمانة لأمن حدودها الجنوبية.
ورجح المحلل السوري أن المرحلة الأولى لتطبيع العلاقات ستشهد تطبيعا اقتصاديا أمنيا مع وجود غرفة عمليات مشتركة، لافتا إلى أن ذلك ربما تنشط مجددا حوارات آستانة وسوتشي برعاية روسيا وإيران.
وشدد على أن التقارب الحقيقي بين دمشق وأنقرة سوف يأتي من بوابة سحب الدولة التركية قواتها من الشمال السوري مع عودة الجيش إلى المنطقة مما يعيد التوازن من جديد.
وتوقع أن يسبق لقاء الرئيسين الأسد وأردوغان اجتماعات أمنية واستخباراتية وعلى المستوى وزارة الدفاع وعلى مستوى الخارجية وعلى مستوى المسؤولين رفيعي المستوى.
تعقيدات على الطريق
ورأى الباحث المصري في الشؤون التركية مصطفى صلاح أنه يمكن القول إن السياسة التركية تجاه سوريا هي جزء من سياسة إقليمية أوسع تتعلق بإنهاء حالة التوتر والخلافات مع دول المنطقة، لكنه لفت إلى تعقيدات أكثر صعوبة في الملف السوري قد تؤخر إنجاز التطبيع.
وأضاف صلاح، في حديث لــ"العين الإخبارية"، أن سوريا لها حالتها الخاصة وملفاتها الشائكة التي تتميز بتداخل أكثر من قوى إقليمية ودولية، وهو ما يعني وجود صعوبات كثيرة تحيط بمسار هذه العملية.
ولفت إلى أنه من المتوقع أن مشاركة طرف ثالث لتسهيل عمليات التفاوض والخروج بتوصيات حول كل ملف عالق بين دمشق وأنقرة، مشددا على ضرورة أن تقدم تركيا تنازلات لتحقيق تقدم على مسار التطبيع مع سوريا.
aXA6IDE4LjExOC4xOS4xMjMg جزيرة ام اند امز