طرد ممثلي الحوثي بسوريا.. عزلة عربية وفشل جديد للمليشيات
لم تصنف مليشيات الحوثي عربيا كمنظمة إرهابية فحسب وإنما اشتد عليها الخناق مؤخرا، بعد أن وقعت بشر أعمالها، وهو ما توج بطرد بعثتها من سوريا.
ضربة موجعة أشعلت نار الخلافات بين قادة مليشيات الحوثي بعد طرد ممثلهم بغطاء "سفير" من السفارة اليمنية في دمشق، عبدالله صبري، باعتباره شخصا غير مرغوب به، وذلك بعد أن فاحت رائحة فساده للداخل والخارج.
ويعتبر طرد ممثل المليشيات من السفارة اليمنية في دمشق بمثابة ضربة جديدة للحوثيين، الذين يواجهون عزلة دولية متزايدة، فضلا عن كونه يثبت فشل المليشيات في إدارة البعثات الدبلوماسية.
وأرجع مسؤولون يمنيون طرد ممثل مليشيات الحوثي من سوريا إلى أنه جزء من تشديد العزلة الدولية على المليشيات التي تسعى لتحسين صورتها دوليا، لكنها تجد صعوبة في ذلك بسبب ارتهان قرارها ومواقفها المتشددة ضد السلام.
الحوثي مجرد عصابة
وقال وكيل وزارة الإدارة المحلية اليمنية عبداللطيف الفجير إن طرد ممثل مليشيات الحوثي من السفارة اليمنية في دمشق يؤكد من جديد أن العالم العربي والدولي بات ينظر للمليشيات بأنها "مجرد عصابة" لا تتعايش مع أحد.
وأكد المسؤول اليمني، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن الحوثيين لا يمكنهم التحول إلى دولة، وهو ما يدركه العالم العربي والدولي وستظل مليشيات منفلتة مسلوبة القرار ومرتهنة لدولة إقليمية نافذة تجتهد في تنفيذ مخططاتها.
وأشار الفجير إلى دور الدبلوماسية اليمنية خلال السنوات الماضية في كشف إجرام مليشيات الحوثي في المحافل العربية والدولية، وهو ما جعل العالم يعي حقيقة هذه المليشيات خصوصا بعد رفضها كل جهود السلام.
وقال إن "كشف مليشيات الحوثي دبلوماسيا جعل الجميع يتخلى عنها ويرفض الاعتراف بها بما فيه الدولة الإقليمية النافذة الداعم الأساسي لها والتي لولا دعمها الناعم للمليشيات أصبحت في عزلة داخلية وإقليمية ودولية أشد".
وأضاف الفجير أن "طرد سوريا لممثل مليشيات الحوثي يعد انتصارا مهما وحقيقيا للجبهة الدبلوماسية اليمنية باعتبارها قطعت الطريق أمام المليشيات وتفتح للحكومة اليمنية نافذة جديدة في قلب دمشق لتسهم في خدمة الشرعية".
واعتبر أن ذلك يعد جزءا من تشديد العزلة العربية على مليشيات الحوثي بعد أن أخلت ونكثت بجميع الاتفاقيات والمعاهدات التي كانت ترمي للسلام.
فشل ذريع
في السياق ذاته، قال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني إن مليشيات الحوثي الإرهابية فشلت في إدارة بعثة دبلوماسية واحدة مُكنت من إدارتها خارج إطار القوانين والقرارات الدولية.
وأضاف الإرياني أن المليشيات لم تفشل فحسب وإنما "انتهى الأمر بالكشف عن سلسلة فضائح تؤكد تورطهم في قضايا أخلاقية وفساد مالي وإداري وصلت للمحاكم، وتراشق للاتهامات بين ممثليها بالمسؤولية عن الفشل والإخفاق".
وتابع قائلا: "هذا الفشل والانكشاف ليس مفاجئا فقد قادت المليشيات الحوثية منذ انقلابها الغاشم البلد برمته ومؤسسات الدولة في المناطق الخاضعة بالقوة لسيطرتها نحو الانهيار الكامل في مختلف المناحي، وتسببت بأكبر أزمة إنسانية على مستوى العالم، وتاجرت بدماء اليمنيين ومعاناتهم وآلامهم لتحقيق مكاسب مادية".
ودعا اليمنيين في مناطق سيطرة الحوثي إلى التوحد خلف المجلس الرئاسي لحسم معركة استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب وإرساء الأمن والاستقرار والدفع بعجلة التنمية، بعد أن ثبت للقاصي والداني فشل المليشيات وفسادها، وأنها عاجزة عن تقديم شيء لليمن واليمنيين سوى الموت والفقر والبؤس والمجاعة.
تراشق وخلافات
وتسبب طرد بعثة مليشيات الحوثي من سوريا بتراشق وخلافات بين قادة المليشيات والذين تبادلوا التهم والتخوين.
وكشفت المعارك البينية والاتهامات المتبادلة بين قادة المليشيات على منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي (تويتر سابقا) عن وقع الخسارة السياسية التي تلقتها مليشيات الحوثي بعد طرد ممثلها من السفارة اليمنية في دمشق.
واتهم القيادي في المليشيات المعين رئيساً لمجلس إدارة مؤسسة الثورة للصحافة عبدالرحمن الأهنومي، سفير المليشيات سابقا في سوريا "نايف القانص" الذي عين بمنصب "سفيراً" في دمشق عام 2016 بـ"الفساد".
وقال الأهنومي إن "الذي أزكم الأنوف كان نايف القانص وقد طردوه قبل أعوام"، كما اتهم قيادي آخر يدعى خليل العمري بالتحول إلى "ذباب ناقل لوسائل إعلام موالية للتحالف العربي"، حسب قوله.
السفير الحوثي السابق نايف القانص رد على الأهنومي قائلا إن "من أزكم ريحة السفارة سابقاً ولاحقاً هم غلمانكم وأطفالكم الذين عبثوا فيها، أما نايف القانص فانتهت فترة عمله وسلم السفارة وأنتم من ضيعها بتصرفاتكم وتجاوزاتكم للأعراف الدبلوماسية وتعيين الأطفال".
وأضاف "في الأعراف الدبلوماسية أي دبلوماسي يطرد تحدد له مدة للمغادرة ولا يحق له أن يبقى ساعة واحدة بعد انتهاء المدة في الدولة المطرود منها، كما حدث مع غلمانكم"، إشارة لطرد سفير المليشيات بدمشق عبدالله صبري ومن معه.
وكانت مليشيات الحوثي قد عينت في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، عبدالله علي صالح صبري ممثلا لها في سوريا بمنصب "سفير"، خلفاً لنائف القانص الذي كانت قد عينته مطلع مارس/آذار 2016 في ذات المنصب.
وقالت مصادر لـ"العين الإخبارية" إن السلطات السورية طالبت ممثلي الحوثي في السفارة اليمنية بإخلاء السفارة دون المساس بمحتوياتها".
وأشارت المصادر إلى أن عناصر الحوثي في دمشق بدأت بالفعل في إخلاء السفارة.
ولم يصدر تعقيب رسمي سوري على تلك الأنباء، إلا أن نشطاء يمنيين احتفوا بالقرار السوري على وسائل التواصل الاجتماعي.
وكان وزير الخارجية اليمني أحمد بن مبارك قال، في تصريحات صحفية، إن الجانب السوري أبلغهم بقرار تسليم مقرّ سفارة اليمن في دمشق للحكومة الشرعية اليمنية، لافتاً إلى أن نظيره السوري فيصل المقداد أبلغه بهذا الإجراء، وأنه تم الطلب من ممثل مليشيات الحوثي تسليم مبنى السفارة ومغادرتها.
وبحسب الوزير اليمني فإن الحكومة اليمنية بصدد تعيين بعثة دبلوماسية لبدء مهامها في دمشق خلال الفترة المقبلة.
aXA6IDMuMTQ4LjEwNi40OSA= جزيرة ام اند امز