كنز لا يقدر بثمن.. سوري يجمع 10 آلاف قطعة فنية في 73 عاما
التحف والقطع الفنية تملأ أركان الطوابق الثلاثة من المبنى الذي اضطر عبدالله لشرائه لاستيعاب مجموعته التي تضم أكثر من 10000 قطعة.
يستعرض عاشق التحف السوري خليل عبدالله البالغ من العمر 80 عاما مجموعته الفنية التي بدأ في تجميعها عندما كان عمره 7 سنوات فقط ويقول باعتزاز وفخر إنها "ليست للبيع".
تملأ التحف والقطع الفنية من الأثاث المزخرف بدقة بالغة إلى الخزف الصيني والقطع النحاسية المنقوشة أركان الطوابق الثلاثة من المبنى الذي اضطر عبدالله لشرائه لاستيعاب مجموعته التي تضم أكثر من 10000 قطعة.
وقال عبدالله إن التحف كانت تشغل مساحة منزله بالكامل، وهو ما لم يكن مصدر سعادة دائما لزوجته، لكنه كان يرفض فكرة البيع.
ويوضح: "إذا عندي قطعة مكررة أبدلها لأني ما محتاج ثمنها، يعني عندك قطعة حلوة وأنا عندي قطعتين أبدل واحدة بواحدة وإنت بدك تبدلي، ممكن أبدلها و لكن ما بيع (لا أبيع)".
لم يكن العثور على التحف والقطع الفنية وشراؤها أمرا سهلا على مدى السنوات الطويلة الماضية.
وأشار عبدالله إلى أنه قدم تضحيات، وكان يلغي في بعض الأحيان دعوات العشاء ليدخر المال من أجل شراء القطع الفنية.
ويوضح: "يعني مثلا بدي أشتري قطعة وما معي ثمنها، مثلا بدي أعزمك على مطعم العزومة تكلف ٥٠٠٠ ليرة، بلغي العزومة وبشتري قطعة".
وأضاف أنه بصفته صاحب شركة شحن، أتيحت له الفرصة للتواصل مع الناس من جميع أنحاء العالم والسفر بنفسه إلى الخارج، الأمر الذي ساعده في الحصول على قطع نادرة وثمينة.
ومن أحب القطع إلى نفسه سيف صنع في عام 1870، أهداه له صديق للعائلة.
وعندما اندلعت الحرب في سوريا، حاصرته المخاوف من احتمال تعرض مجموعته للخطر نظرا لموقع منزله قرب الخطوط الأمامية.
ولأنه كان موجودا في القاهرة في ذلك الوقت، اعتمد على ابنه الذي قام، بمساعدة 30 رجلا آخرين، بنقل التحف إلى مكان أكثر أمانا.
ويقول ابنه أحمد عبدالله: "هم وانزاح لأنها مقتنيات عمره ومقتنيات كتير مهمة بالنسبة له فالفرحة لا توصف لأن حسيته كتير انبسط إنهم صاروا بمكان آمن".
ويحلم عبدالله بافتتاح سوق (بازار) يتمكن فيه عشاق الآثار وهواة جمع التحف والسياح من شراء أو بيع أو تبادل القطع الأثرية بينما يتم فتح المبنى أمام الجمهور وتحويله إلى متحف.
وأكد عبدالله: "أنا بأجر أماكن (أقوم بتأجير أماكن) حتى الناس تيجي وتشوف يلي بيحب يشتري بيشتري بس من عندي لأ.. أنا ما أبيع وماني محتاج بيع. بس (لكن) البازار بيصير كهواية من جهة وبيع وشراء من جهة تانية".