بالصور.. سوري يمتلك 2500 قطعة تراثية يحول منزله إلى متحف مجاني
السوري هيثم طباخة، البالغ من العمر 65 عاماً، يقدم لزوار بيته في مدينة دمشق القديمة، دروساً مجانية في التاريخ.
ما بدأ كهواية قبل نحو نصف قرن من الزمان تحول إلى شغف لجامع تحف في دمشق حوّل بيته إلى دائرة معارف، يُحصّل الراغب في معرفة ما بها من معلومات ضالته من خلال التجول فيها، مُتيحا لزواره فرصة للاطلاع على التراث التاريخي والتقليدي السوري.
ومع امتلاكه ما يزيد على 2500 قطعة تراثية يقدم جامع التحف هيثم طباخة (65 عاماً) لزوار بيته، في دمشق القديمة، دروساً مجانية في التاريخ .
وبدأت هواية جمع طباخة للقطع التراثية عندما كان عمره 12 عاماً، إذ بدأ في شراء وجمع القطع التي يرى أن لها أهمية. وقال وهو جالس في بيته القديم بالحي القديم ويرتدي ملابس تقليدية إنه اعتاد على ادخار المال لشراء تحف تراثية مختلفة.
وأضاف طباخة، الذي يملك محل ملابس في دمشق القديمة: "لي هواية بهذا التراث، كلما أجد قطعة أشتريها، يتبادر إلى ذهني قطعة ثانية أرغب في شرائها فلا أترك مكاناً إلا وأبحث فيه حتى أجدها".
ويوضح طباخة أن فكرة المتحف جاءت بعد أن اشترى بيتاً خاصاً لمجموعته من القطع الأثرية. وأشار إلى أن المتحف لا يهدف إلى الربح، وأن ما يهمه هو أن يرى الناس سعداء في مكانه، ولذلك فإنه لا يفرض أي رسوم على دخول المتحف ومشاهدة محتوياته.
ودرس طباخة وضع كل قطعة أو أداة في متحفه من ملعقة وحتى كرسي حلاق قديم وتذاكر سينما، مستشيرا صديقا له يدعى محمد المصري.
وقال المصري: "دائماً ما يستشيرني في وضع القطع بالأماكن الصحيحة وخاصة في المجال الفني والسينمائي، وهناك تعاون بيننا، وفي بعض الأحيان أشتري له بعض القطع حتى يكمل متحفه". ويلتقي طباخة بأصدقائه في المتحف ويتذكر الأيام الخوالي.
ويقول جامع التحف إنه لن يفكر أبداً في بيع أي من القطع لديه، موضحا أن معزتهم لديه تعادل معزة أبنائه.
وقال مشرف وفد طلابي زار متحف طباخة، يدعى عبدالكافي المرعب: "قضايا كثيرة يجهلها الطالب لأنها قضايا قديمة جداً. يعني هذه الآلات وهذه المعدات التي جمعها الأستاذ هيثم هي كلها أشياء قديمة جداً، يعني لا يمكن للطالب أن يتعرفها إذا ما رآها عن كثب أو عن قرب".
وما زال طباخة يعيش في ستينيات القرن الماضي مع أصدقائه الذين يجتمعون معا ويستعيدون ذكرياتهم.
ويقول طباخة إن وصيته لأبنائه هي أن ينقذوا كنزه وألا يبيعوا أياً من القطع التي سيورثها لهم بغض النظر عما يحدث.