الأطفال السوريون والتعليم الألماني.. معاناة كبيرة لأحلام صغيرة
الأطفال السوريون يعانون في ظل النظام التعليمي الجديد خاصة في ظل ضعف مستوى اللغة الألمانية لديهم وحاجتهم لمساعدات تعليمية إضافية
يعاني آلاف من أبناء اللاجئين السوريين في ألمانيا من صعوبات جمة مع نظام التعليم الإلكتروني المتبع في البلاد حاليا بسبب إغلاق العديد من المدارس، ضمن الاجراءات الاحترازية لمكافحة فيروس كورونا المستجد.
ووفق صحيفة "بيلد" الألمانية، يعاني الأطفال السوريين كثيرا في ظل النظام التعليمي الجديد، خاصة في ظل ضعف مستوى اللغة الألمانية لديهم وحاجتهم لمساعدات تعليمية إضافية بخلاف الدروس الاعتيادية.
ففي شقة تبلغ مساحتها 90 مترا في برلين، تعاني أسرة "غزوغلي" السورية مع نظام التعليم الإلكتروني، خاصة في ظل 4 أطفال في مراحل تعليمية مختلفة في المدارس الألمانية.
الفطل الأول هو فاروق غزوغلي (11 سنة) في الصف السادس بالمرحلة الابتدائية، ويمثل التعليم المنزلي بالنسبة له ولأشقائه الثلاثة الصغار صعوبة بالغة.
ويقول فاروق: "من الصعب جدًا فهم النصوص نظرًا لوجود الكثير من الكلمات الصعبة فيها".
وبالكاد يتحدث والد ووالدة فاروق اللغة الألمانية، لذلك لا يمكنهم مساعدته لغويا.
ويرى والد فاروق، محمد غزوغلي (39 عاما)، أن أطفاله بحاجة ماسة للرعاية والمساعدة التعليمية، وإلا سيتخلفون عن ركب أقرانهم من التلاميذ.
وكان المعلمون يقدمون لفاروق والأشقاء الثلاثة الآخرين مساعدة تعليمية إضافية، ويمنحهوهم اهتماما أكبر، وقت انتظام الدراسة في المدارس، لكن ذلك الوضع لم يعد موجودا الآن.
ومنذ أسابيع، أغلقت المدارس الألمانية أبوابها ضمن الإجراءات الاحترازية لمكافحة فيروس كورونا المستجد، وبات التعليم الإلكتروني هو أساس تلقي الدروس التعليمية في البلاد، حيث تبث الدروس عبر الإنترنت.
ورغم ضعف مستوى الطفل فاروق في اللغة الالمانية، لكنه يحاول مساعدة أشقائه الثلاثة الأصغر منه سنا، في دروسهم.
ووصلت العائلة بأكملها إلى ألمانيا عام 2015 عبر تركيا، ثم اليونان، ثم المجر والنمسا، وكانت الأم رنا تعمل معلمة في حلب شمالي سوريا، فيما كان الأب محمد موظفا في شركة اتصالات.
وقالت رنا للصحيفة الألمانية: "على سبيل المثال، يمكننا مساعدة الأطفال في الرياضيات، ولكن ليس في مواد أخرى لأننا لا نتحدث الألمانية جيدًا بعد".
بدوره، حذر الخبير التعليمي الألماني بيرند سيجيلكوف من آثار إغلاق المدارس على الأطفال من أصول مهاجرة.
وقال: "يلاحظ مراقبوا منصات التعليم الإلكتروني أن العديد من الأطفال المنحدرين من أصول مهاجرة نسوا بالفعل كيفية التحدث بالألمانية لأنهم يقضون يومهم كاملا في المنازل ولا يتحدثون سوى اللغة الأم".
وتابع: "نحن قلقون جدا من انفصال هؤلاء الطلبة بشكل كامل عن النظام التعليمي بسبب الوضع الحالي".
ويتواجد نحو مليون لاجئ سوري في كل أنحاء ألمانيا، بينهم عشرات الآلاف من الأطفال المدمجين في النظام التعليمي، والمتأثرين بشكل سلبي من نظام التعليم الإلكتروني وعدم وجود مساعدة تعليمية إضافية من معلميهم.