"اجتماع القاهرة" حول حلب .. آمال عريضة لمواجهة أزمة كبيرة
وزراء الخارجية العرب يجتمعون في القاهرة الإثنين المقبل لبحث الموقف في حلب.
صراع مسلح متأجج بأطراف متعددة، وأوضاع إنسانية بلغت ذروة التردي، وسجالات دولية تدور بين القوى المختلفة حول رؤى الخروج من الأزمة.
مشاهد تلخص الوضع في "حلب" السورية، دفعت العرب إلى النظر مجدداً نحو المدينة، وبحث الطرق اللازمة للسيطرة على الوضع المأساوي، ووقف نزيف الدماء.
فقد بادرت دولة الكويت، اليوم الأربعاء، بطلب عقد دورة غير عادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب، يوم الإثنين المقبل، بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية بالقاهرة، لبحث تطورات الأوضاع الحالية الخطيرة في حلب.
ووفقاً لمصادر دبلوماسية بالقاهرة، فقد تمت الاستجابة، وكانت المملكة العربية السعودية وقطر والأردن بين الدول التي أيدت الطلب الكويتي.
وأمام الاستجابة، تبقى الإجابة.. ما المطلوب من الوزراء العرب لإنقاذ الموقف وإعادة ترتيبه، لتحقيق آمال عربية عريضة في مواجهة الأزمة الكبيرة بحلب؟
خبير العلاقات الدولية والدبلوماسي المصري رخا أحمد حسن، أكد أنه في هذه اللحظات العصيبة التي تعيشها دولة سوريا مطلوب من وزراء الخارجية العرب بالدرجة الأولى التنسيق مع المملكة العربية السعودية ودولة قطر تحديداً، لتضغطا على ما يطلق عليه إعلامياً "مجموعة الرياض"، المكونة من التحالف السوري المعارض غير المتورط في أعمال إرهابية، بقبول التفاوض مع النظام السوري، الذي باتت سيطرته على محافظة حلب واضحة جداً.
وأوضح "رخا"، في تصريحات لبوابة "العين" الإخبارية، أن "حلب" نقطة مفصلية في المشهد السوري، ورجحت كفة النظام والجانب الروسي، وعلى هذا الأساس يجب أن يتدخل العرب لوضع حل سياسي مناسب للخروج من الأزمة ووقف القتال، مُثنياً على الموقف الكويتي الذي دعا وزراء خارجية العرب لاجتماع عاجل.
ومن جانبه، قال الدبلوماسي المصري وخبير العلاقات الدولية جمال بيومي، إن دول الخليج العربي تحديداً عندما تلجأ للجامعة العربية تكون علامة للتفاؤل، حيث إنها الأقرب إلى الاستقرار بين دول المنطقة والأحرص على إطفاء نار الفتن وحل المشكلات.
وقال لبوابة "العين" الإخبارية، إن دعوة دولة الكويت وزراء الخارجية العرب لاجتماع عاجل ينبئ عن اتجاه عربي موحد للم الشمل العربي، الذي يتجاذب أطرافه الآن روسيا وأمريكا، مؤكداً أن توحد العرب سيكون هي الاهم على الإطلاق والأجدى في الوصول إلى نتائج حقيقية على الأرض.
وأشار بيومي إلى أن كل من المملكة العربية السعودية والإمارات والكويت دول لها من الثقل الإقليمي والعربي ما يمكنها من التواصل مع جميع أطراف الأزمة السورية، وربما يخرج اجتماع ووزراء خارجية العرب بالوصول إلى طاولة التفاوض ومن ثمّ "لم الشمل" بشكل أكبر.
من جانب آخر، أكد الدبلوماسي وخبير العلاقات الدولية حسين هريدي، أن نجاح اجتماع وزراء الخارجية العرب في إيجاد حل لأزمة "حلب" السورية يتوقف على عدة مفاهيم وأسئلة، يجب أن تتفق على إجاباتها كل الدول العربية.
وأوضح لـ"العين" أن الأسئلة تتلخص في تحديد مفهوم الأزمة السورية الحالية، وهل تعني انتصار جيش النظام، أم هل المقصود الأزمة الإنسانية التي بات يعاني منها المواطن السوري، وأخيراً هل المقصود بحلب التي سيجتمعون من أجلها "حلب مكتملة" أم الجانب الشرقي الذي دارت فيه رحى الحرب فقط؟
وأكد أنه لو اجتمع الوزراء دون الاتفاق حول هذه الأمور الثلاثة، فلن يخرجوا بأي حل سياسي.
وأشار هريدي إلى خطورة اختزال أزمة سوريا في "الأحياء الشرقية لحلب"، مبيناً أنه يجب أن يدرك العرب أن الأزمة أعمق وأوسع بكثير من مصير الجماعات المسلحة هناك.
aXA6IDE4LjExOS4xNjcuMTg5IA== جزيرة ام اند امز