بالصور.. مزون المليحان لاجئة سورية تلقي خطابا أمام قمة العشرين
عندما أجبرت الحرب السورية مزون المليحان على الفرار من بلادها، لم تكن تعرف أنها بعد سنوات قليلة ستقف وجها لوجه أمام قادة العالم.
عندما أجبرت الحرب السورية الشابة مزون المليحان على الفرار من بلادها، لم تكن تعرف أنها بعد سنوات قليلة ستقف وجها لوجه أمام قادة العالم الذين يشارك بعضهم في الحرب التي مزقت بلادها.
تستعد المليحان لإلقاء خطاب أمام قادة العالم في قمة مجموعة العشرين المقامة يومي الجمعة والسبت، وستتحدث المليحان في خطابها عن حقوق التعليم بوصفها أصغر سفيرة للنوايا الحسنة في "اليونيسيف"، وفقًا لصحيفة "ميرور" البريطانية.
وفرت عائلة المليحان "19 سنة" من سوريا منذ 5 سنوات، وأصبحت الشابة داعية للتعليم عندما كانت تبلغ 14 سنة بعد أن وصلت إلى مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن.
"أن تصبح صوتًا للأطفال اللاجئين".. هذا هو هدف المليحان التي تستعد لإلقاء خطابها على منصة من أكبر المنصات في العالم، بعد أن كانت تعيش في مدينة درعا السورية مع أشقائها الثلاثة ووالدها راكان الذي كان مدرسًا في مدرسة ابتدائية محلية.
لكن عندما ازداد الصراع المميت سوءًا فرت الأسرة تحت جنح الظلام وشقوا طريقهم إلى المخيم، وفي اليوم الأول هناك نظرت مزون حول الخيام الرطبة وسألت والدها "أين المدرسة؟".
تعيش أسرة المليحان في المملكة المتحدة؛ حيث تلقت مزون مؤخرًا جائزة من منظمة نيوكاسل للسلام والوحدة نظير جهودها، كما عينت "اليونيسيف" مزون سفيرة للنوايا الحسنة في يونيو/حزيران الماضي، بعد سنوات قليلة من مساعدة "اليونسيف" لها في مخيم الزعتري.
وتقول المليحان لموقع "كرونيكل لايف" البريطاني، إنها أول لاجئة تصبح سفيرة للنوايا الحسنة، معربة عن تقديرها لهذا المنصب، وموضحة أنه منصة رائعة يمكنها من خلال الكفاح من أجل الحق في التعليم.
وترى المليحان أن الحديث باسم الأطفال حول العالم مسؤولية ضخمة، مؤكدة أنها سوف تفعل كل ما في استطاعتها لمساعدة الأطفال وأن تكون صوتهم وتخبر الآخرين عن صعوباتهم، مضيفة "لا أريد أن يكون هذا المنصب مجرد لقب سفيرة للنوايا الحسنة.. أريد أن أصنع اختلافًا".
وتتذكر مزون اللحظة التي غيرت حياتها، فتقول إن قصتها بدأت عندما اندلعت الحرب، لتتحول المدينة السلمية التي تصفها بالوطن إلى منطقة عنف مرعبة، موضحة أنهم أٌجبروا على الفرار من وطنهم وترك كل شيء وراءهم، فقد كان الوضع صعبًا جدًا.
الفرار أصاب المليحان بالحزن، فلم تكن ترغب في مغادرة وطنها وأصدقائها وأقاربها ودولتها حيث ولدت فضلًا عن مدرستها، موضحة "لم أكن راغبة في الرحيل وعاجزة عن استكمال تعليمي".
عندما وصلت المليحان وأشقاؤها الأصغر سنًا إلى المعسكر، أصيبت مزون بالصدمة، فدون كهرباء أو ماء واضطرارها للعيش في خيمة مع أسرتها، تغيرت حياتها بالكامل.
وتقول المليحان إن حياتها تغيرت عندما أدركت أن هناك مدرسة في المعسكر، فأدركت أنه لا يوجد تحديات في مواجهة الحصول على التعليم؛ لأنه بالتعليم يمكن أن تغير هذا الوضع الصعب الذي تعيشه وتصنع اختلافًا في حياتها.
صدمة وحالة حزن أخرى عاشتها المليحان عندما ذهبت إلى المدرسة ووجدت أن هناك العديد من الفتيات في مثل عمرها لا يعتبرن المدرسة أولوية، فاجتهدت مزون لتشجيعهن ثم أخبرت نفسها أن تبدأ مهمتها الخاصة وتشجع الناس على العودة إلى المدرسة.
وبدأت مزون ذلك في الفصل بالمدرسة، فكانت كلما التقت شخصًا تخبره عن أهمية التعليم، ثم أصبحت معروفة بأنها صوت الأطفال، فهي ترى أن التعليم حق للأطفال في جميع أنحاء العالم "هناك أطفال تعاني وأرغب في أن أكون صوتهم".
بعد 3 سنوات من العيش في معسكر اللاجئين، تمكنت المليحان وأسرتها من الانتقال إلى المملكة المتحدة، وقضت عاما ونصف العام في مدرسة كينتون وسوف تلتحق بكلية نيوكاسل في سبتمبر/أيلول المقبل.
وتعهدت مزون الملقبة بملالا سوريا ألا تستسلم عن نضالها من أجل التعليم، كما أنها أصبحت صديقة أصغر فائزة بجائزة نوبل للسلام ملالا يوسفزاي التي أطلق تنظيم طالبان النار عليها عندما كانت تبلغ 15 سنة لجهودها في التوعية بأهمية التعليم، وتصفها مزون بأنها إنسانة رائعة..
وتوضح مزون أنها لم تتوقف عن ممارسة أنشطتها عندما وصلت إلى المملكة المتحدة، فلا تزال تكافح من أجل الحق في التعليم وستستمر في ذلك للأبد.
وتعرب مزون عن سعادتها بقدرتها على الذهاب إلى المدرسة يوميًا والعيش في مكان آمن، مضيفة أن سعادتها لن تكتمل حتى يمتلك كل طفل الحق نفسه والقدرة نفسها على الحصول على التعليم.
وبينما تستعد المليحان لمواجهة بعض أقوى الأشخاص في العالم في قمة مجموعة العشرين، لا تخشى من مواجهة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي.
وتقول المليحان إنها لا تشعر بالتوتر؛ فهي لديها ما تقوله لهم، موضحة "أحتاج أن أخبرهم أن التعليم حق، وأن مجرد توفير ملجأ لا يكفي فيجب عليهم أيضًا توفير الأمل".