الناتو وروسيا وأوكرانيا إلى تركيا.. صدفة أم ترتيب؟

"لا شيء يحدث على سبيل الصدفة في عالم السياسة، وإذا حدث ذلك فاعلم أن ذلك مخطط له كي يظهر وكأن كل شيء قد حدث على سبيل الصدفة".
مقولة الرئيس الأمريكي الأسبق فرانكلين روزفلت استدعاها الإعلان عن اجتماع غير رسمي لوزراء خارجية دول الناتو في تركيا خلال الفترة بين 14 و16 مايو/أيار الجاري.
الاجتماع سيحضره وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو وفقا لبيان وزارة الخارجية، لمناقشة إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
وأضافت الوزارة "استعدادا لقمة حلف شمال الأطلسي المقررة في لاهاي في يونيو المقبل، سيعمل الوزير على دعم سياسة الرئيس (الأمريكي دونالد) ترامب الرامية إلى ضمان مساهمة حلفائنا بشكل عادل في جعل الحلف أكثر قوة وزيادة فعاليته".
اللافت في الأمر أن الاجتماع سيعقد بالتزامن مع مفاوضات مباشرة اقترحها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع أوكرانيا في تركيا أيضا يوم 15 مايو الجاري.
اقتراح بوتين وإن لم يُعلن رسميا تبنيه، إلا أن ردود الفعل الأولية تدفع في اتجاه عقد الاجتماع، إذ وافق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على استضافة بلاده للمحادثات.
كما دخل أردوغان على خط إقناع دول أوروبية مهمة بالدفع في اتجاه قبول اقتراح بوتين، فتحدث إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي قلل من المبادرة الروسية واعتبرها "غير كافية"، وأبلغه بأنه "تسنى التوصل إلى نقطة تحول تاريخية نحو إنهاء الحرب وأنه يجب اغتنام الفرصة".
وأعربت كييف عن استعدادها لإجراء مفاوضات مباشرة مع موسكو.
وتوقع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأحد، أن تلتزم روسيا بوقف إطلاق نار لمدة 30 يومًا اعتبارًا من يوم الإثنين، وأكد الاستعداد لإجراء محادثات سلام تهدف إلى إنهاء الحرب.
أما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فقال في منشور على منصته "تروث سوشيال": "قد يكون هذا يومًا عظيمًا لروسيا وأوكرانيا".
وأضاف: "فكروا بمئات الآلاف من الأرواح التي سيتم إنقاذها مع اقتراب حمام الدم اللامتناهي من نهايته".
ردود الفعل تلك تُظهر أن الأرجح أن اجتماع الخميس سيعقد في تركيا بين روسيا وأوكرانيا، في بلد يستضيف بالتزامن اجتماعا لوزراء خارجية دول الناتو، فهل هذا التزامن أتي من قبيل الصدفة أن أنه جرى ترتيبها؟.
aXA6IDMuMTM3LjIyMi4xIA==
جزيرة ام اند امز