تنس الطاولة «لعبة عائلية» في أولمبياد باريس 2024
تشهد منافسات أولمبياد باريس 2024 ظاهرة ملحوظة، وهي زيادة عدد الأشقاء المتنافسين في لعبة تنس الطاولة.
وهناك ما لا يقل عن 8 أزواج من الأشقاء من بين 96 رياضيا يمثلون 32 فريقا يتنافسون في تنس الطاولة، وهي نسبة أعلى من المعتاد في التنافس الرياضي عالي المستوى.
بعض هؤلاء اللاعبين يأتون من عائلات ذات جذور عميقة وتقاليد في تنس الطاولة، بينما استلهم آخرون الإلهام من الرغبة في السير على خطى الشقيق الأكبر وإيجاد متعة الوجود بقربه.
أحد أشهر الأشقاء في هذه الرياضة، هما الفرنسيان أليكسيس وفيليكس لوبرون، اللذان شجعا بعضهما البعض داخل الملعب وخارجه.
وقال فيليكس، الذي ركض لاحتضان شقيقه بعد فوزه بالميدالية البرونزية، وهي الأولى لفرنسا في هذه الرياضة منذ عام 2000 "تنس الطاولة رياضة عائلية، إنها دائما جزء من عائلتنا".
وأضاف فيليكس، الذي كان والده بطلا فرنسيا وشارك عمه في الأولمبياد من قبل "أعيش حلمي بأن أكون هنا مع أخي".
وعندما شعر فيليكس الأصغر بالتوتر قبل مباراة الميدالية، لجأ إلى شقيقه أليكسيس طلبا للدعم خاصة وأن أليكسيس كان قد خرج من المنافسة أمام نفس المنافس، البرازيلي هوجو كالديرانو، في وقت سابق من منافسات الفردي.
وأكد السويدي أنطون شالبيرغ تأثير الأسرة على قراره بممارسة تنس الطاولة، وكذلك شقيقته الصغرى كريستينا، ويشارك كلاهما في الأولمبياد للمرة الثانية معا.
وقال شالبيرغ: "أود أن أقول إن والدينا لعبا دورا كبيرا، لعب والدي ووالدتي وحتى عمي وجدي بعض الشيء، لذلك لم يكن لدي خيار سوى ممارسة تنس الطاولة".
الحلم يصبح حقيقة
لكن الإلهام لم يكن فقط مقتصرا على الوالدين، وبالنسبة للبرازيلية جوليا تاكاهاشي (19 عاما)، كانت شقيقتها برونا الأكبر منها بخمس سنوات، هي مصدر إلهامها.
وقالت تاكاهاشي، التي وصفت الذهاب إلى الألعاب الأولمبية مع شقيقتها بأنه حلم تحقق، "ألعب بسببها".
وأضافت: "عندما كنت في السادسة من عمري، كنت أشاهدها تلعب وفكرت لماذا لا؟ ثم بدأت اللعب، وهذه هي حياتي الآن".
لكن التنافس في الرياضة مع أحد أفراد الأسرة المقربين ليس بالأمر السهل دائما، ويمكن أن يضيف التنافس بين الأشقاء بعض التعقيد لعلاقتهم، وأشهر مثال على ذلك كان أسطورتي التنس سيرينا وفينوس وليامز.
ورغم كونهما زميلين في الفريق الأولمبي الفرنسي، فإن الشقيقين لوبرون غالبا يواجهان بعضهما البعض في مسابقات الفردي، ويتمتع أليكسيس بسجل أفضل على الرغم من تصنيف فيليكس العالمي الأعلى.
حتى الأشقاء المتنافسين في فئات مختلفة يمكن أن يشعروا بالضغط الذي يفرضه نظراؤهم الأكبر سنا.
وقال الياباني توموكازو هاريموتو، الذي ينحدر أيضا من عائلة ذات صلة باللعبة: "بالنسبة للشقيق الأكبر إذا نجحت الأمور لا تكون هناك مشكلة، لكن بالنسبة للشقيق الأصغر فإنه يكون تحت قدر أكبر من الاهتمام والضغط".
وقال هاريموتو عن شقيقته ميوا (16 عاما) والتي تشارك لأول مرة في الأولمبياد ضمن فريق السيدات الياباني: "أحترم أختي كثيرا، فهي تواجه الكثير من الضغوط ومع ذلك لا تزال تقدم أداء جيدا وتستمر في التحسن".
وأشار هاريموتو إلى أنه على الرغم من عدم وجود خطط حالية، إلا أنه سيكون من الرائع للغاية أن "يلعب الزوجي المختلط مع أخته في الأولمبياد بالمستقبل".
aXA6IDE4LjIxNi43MC4yMDUg جزيرة ام اند امز