مقبرة طه حسين تثير الجدل مجدداً.. هل اخترقها الجسر؟ (خاص)
عادت أزمة مقبرة عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين (1889- 1973) إلى نقاشات الأوساط الثقافية المصرية مرة أخرى.
جاء ذلك بعد تداول مجموعة من الصور على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، تُظهر بدء تنفيذ كوبري فوق مدفن المقبرة مباشرة في العاصمة المصرية القاهرة، ضمن أعمال التطوير الجارية في المنطقة.
وكشفت الصور المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي عن "وجود عمود الكوبري داخل حدود المدفن" في منطقة مقابر قرافة سيدي عبد الله بحي الخليفة، وأثارت الصور جدلاً كبيراً خلال الساعات القليلة الماضية، حيث فسر البعض هذا الأمر بأنه تمهيد لهدم المقبرة.
أزمة سابقة
بدأت أزمة مقبرة طه حسين بعدما شارك مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي في مصر صوراً للمقبرة وعلى جانبي مدخلها علامتان حمراوان وكلمة "إزالة".
وازدادت حدة الأزمة في سبتمبر/أيلول 2022، بسبب تشكيل الأنباء المتواترة حينها عن هدم قبره انزعاجاً كبيراً في الأوساط الشعبية والأدبية على حد سواء.
رفات حائرة
وأعلنت حينها عائلة طه حسين أنهم يتشاورون حول نقل رفاته إلى خارج مصر، بعد تداول أنباء عن نية السلطات المصرية هدم قبره، ضمن مشروع لتوسيع وإنشاء طرق جديدة.
ومع ذلك، أعلنت حفيدة طه حسين أن العائلة تراجعت عن هذه الفكرة، وأشارت إلى أن هذا القرار جاء بعد اجتماعات ومشاورات بين أفراد العائلة، واستقرت آراؤهم في النهاية على عدم نقل الرفات إلى الخارج والاحتفاظ بمقبرته كما هي في منطقة التونسي بالخليفة، في قلب القاهرة القديمة، نظرًا للمحبة التي أظهرها الجميع للأديب الراحل.
ونفت السلطات المصرية، من جانبها، ما تردد حول هدم قبر طه حسين، وأظهرت صور محو كلمة "إزالة" من واجهة المرقد.
ومع تداول الصور الجديدة وتكاثر التكهنات حول هذا الأمر، كشفت ابنة حفيدة طه حسين، الدكتورة مها عون، حقيقة الوضع في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية".
ترميم مقبرة طه حسين
وأكدت حفيدة عميد الأدب العربي صحة الصور المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مضيفة أن الجسر العلوي يمر فوق القبر، ولا توجد أعمدة داخل حدود المرقد، وسيتم ترميم القبر عند الانتهاء من الجسر.
وأشارت إلى أن جميع الجهات المختصة تواصلت مع أسرة الأديب الراحل للاتفاق على هذا الأمر، وأخطروهم قبل بدء تنفيذ الكوبرى أعلى المدفن.
وأكدت في نهاية حديثها لـ"العين الإخبارية" أن الأسرة لن تنقل رفات الأديب الراحل خارج مصر، وهذا ما استقر عليه رأي الأغلبية في العائلة بعد مناقشات طويلة بينهم.
ويرى سيد محمود، رئيس تحرير مجلة "القاهرة الثقافية" السابق، أن أزمة مقبرة طه حسين ليست الأولى التي يثور فيها جدل بشأن هدم مقابر تخص رموزا وشخصيات تاريخية، فبين الحين والآخر تتجدد هذه الأزمة بسبب عمليات التطوير القائمة في البنية التحتية.
وأكد محمود لـ"العين الإخبارية" أن الأمر برمته يشكل خطورة كبيرة، خاصةً أن إزالة مقابر رموز مصر التاريخية وعلاماتها التراثية، يثير العديد من التساؤلات حول جدوى خطة التطوير وتداعيات إزالة مناطق تعد رسميًا بين تراث القاهرة.
وتطرق للحديث عن مقبرة عميد الأدب العربي، قائلاً إن أسرة طه حسين بالتأكيد لديها ضمانات عديدة من جميع الجهات المعنية التي تضمن لهم بقاء المقبرة كما هي، وعدم المساس بها في ظل توسعة الطرق بالمنطقة المحيطة بالمقبرة.
aXA6IDMuMTM3LjE5OC4xNDMg جزيرة ام اند امز