كيف تؤدي صلاة التهجد في رمضان بالشكل الصحيح وما هو أفضل وقت لها؟

صلاة التهجد من أعظم العبادات التي يؤديها المسلم خلال الليل، وهي من الصلوات النافلة التي تقرب العبد من الله سبحانه وتعالى. وقد وردت مشروعيتها في القرآن الكريم.
قال الله تعالى: "ومن الليل فتهجد به نافلة لك" (الإسراء: 79). والتهجد في اللغة يعني السهر والقيام بعد النوم، أما في الاصطلاح الشرعي، فهي صلاة تُؤدى بعد الاستيقاظ من النوم خلال الليل، إليكم فضل صلاة التهجد في رمضان، والفرق بينها وبين قيام الليل.
فضل صلاة التهجد في شهر رمضان
صلاة التهجد في شهر رمضان من أعظم القربات التي يتقرب بها العبد إلى الله، فهي صلاة يقوم بها المسلم في جوف الليل، حيث يكون القلب أكثر خشوعًا والنفس أكثر صفاءً. وقد حثَّ النبي ﷺ على قيام الليل، خاصة في رمضان، لما فيه من الفضل العظيم والمغفرة والرحمة. قال الله تعالى: "وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا" (الإسراء: 79).
وفي العشر الأواخر من رمضان، يزداد فضل التهجد، حيث يتحرى المسلمون ليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر. فمن قامها إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدم من ذنبه، كما جاء في الحديث الصحيح. لذلك، فإن المحافظة على صلاة التهجد في رمضان تُعد من أسباب نيل رضا الله، وتحقيق القرب منه، ونيل عظيم الأجر والثواب
كيف أصلي صلاة التهجد بطريقة صحيحة؟
لأداء صلاة التهجد بالشكل الصحيح، اتبع الخطوات التالية:
البدء بركعتين خفيفتين كما كان يفعل النبي ﷺ.
- أداء الركعات مثنى مثنى، كما ورد في الحديث الشريف: "صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى" (متفق عليه).
- إطالة الركوع والسجود قدر الاستطاعة مع الإكثار من الدعاء.
- ختم الصلاة بالوتر، ويجوز أن يكون بركعة واحدة، أو ثلاث، أو خمس حسب الاستطاعة.
- القراءة جهرًا أو سرًا وفقًا لما يعين المصلي على الخشوع.
متى تبدأ صلاة التهجد ومتى تنتهي؟
يبدأ وقت صلاة التهجد بعد صلاة العشاء ويستمر حتى أذان الفجر. ومع ذلك، فإن أفضل وقت لأدائها هو الثلث الأخير من الليل، لقوله ﷺ: "ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟" (متفق عليه).
ما الفرق بين صلاة التهجد وصلاة قيام الليل؟
كثير من الناس يخلطون بين صلاة التهجد وقيام الليل، لكن هناك فرق بينهما:
قيام الليل: يشمل أي نوع من العبادات التي تُؤدى في الليل، سواء كانت صلاة أو ذكرًا أو تلاوة للقرآن.
التهجد: يختص بالصلاة بعد النوم ثم الاستيقاظ منها.
وبذلك، يُعتبر التهجد نوعًا خاصًا من قيام الليل، حيث يتطلب النوم قبله، في حين أن قيام الليل أعم وأشمل.
هل يجوز صلاة التهجد بعد صلاة التراويح؟
نعم، يجوز للمسلم أن يصلي التهجد بعد التراويح، خاصة في العشر الأواخر من رمضان. فمن صلى التراويح ثم نام، يمكنه أن يستيقظ لاحقًا ويؤدي التهجد، ويُستحب أن يختم صلاته بالوتر، فإن كان قد أوتر بعد التراويح فلا حاجة لإعادته.
كيفية تقسيم صلاة التهجد خلال العشر الأواخر
لتحقيق أقصى فائدة من صلاة التهجد خلال العشر الأواخر من رمضان، يمكن تقسيمها كما يلي:
- النوم بعد صلاة العشاء بوقت كافٍ للراحة.
- الاستيقاظ في الثلث الأخير من الليل.
-
تحديد عدد الركعات المناسبة حسب القدرة، والأفضل الاقتداء بالنبي ﷺ، حيث كان يصلي غالبًا إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة.
- التركيز على الطمأنينة والخشوع في الصلاة وعدم التعجل.
- الإكثار من الدعاء وقراءة القرآن خاصة في السجود، حيث يكون العبد أقرب إلى ربه.
- ختم الصلاة بالوتر، سواء كان ذلك بركعة واحدة أو أكثر.
عدد ركعات صلاة التهجد
ليس لصلاة التهجد عدد محدد من الركعات، ولكن الثابت عن النبي ﷺ أنه كان يصلي إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة. ومن أراد أن يزيد أو ينقص عن ذلك فلا حرج عليه، إذ إن الأمر واسع في صلاة الليل.
نصائح للمداومة على صلاة التهجد
لجعل صلاة التهجد عادة يومية، اتبع هذه النصائح:
- النوم مبكرًا لتسهيل الاستيقاظ.
- الدعاء قبل النوم بأن يعينك الله على القيام.
- تجنب الطعام الثقيل قبل النوم حتى لا يكون النوم عميقًا.
- ضبط المنبه أو الاستعانة بأفراد الأسرة للاستيقاظ.
- المداومة على الصلاة حتى تصبح عادة يومية