تايوان تُصبح أكبر مستورد للنافثا الروسية.. هل تدخل دائرة العقوبات؟

تشتري تايوان ملايين الأطنان من النافثا، وهي مادة نفطية، من روسيا منذ اندلاع حربها مع أوكرانيا.
ووفقًا لتقرير صادر عن مركز أبحاث الطاقة والهواء النقي (CREA) ومقره هلسنكي، ارتفعت الواردات الشهرية من السائل الهيدروكربوني، المستخدم في صناعة المواد الكيميائية للتكنولوجيا وتصنيع أشباه الموصلات، خلال النصف الأول من عام 2025 إلى متوسط أعلى بستة أضعاف من مستويات عام 2022.
وفي الأشهر الستة الأولى من عام 2025، استوردت تايوان 1.9 مليون طن من النافثا، بقيمة 1.3 مليار دولار، مقارنة بـ 574 ألف طن في عام 2022 بأكمله، مما يجعلها أكبر مستورد للنافثا الروسية هذا العام، وفقًا لمركز أبحاث الطاقة والهواء النقي.
وقد أثار اعتماد تايوان على النافثا الروسية مخاوف بشأن أمنها الاقتصادي، ولهذا يتطلع صناع التشريعات لتنويع مصادر الطاقة في تايوان.
وقال تشين كوان تينغ، النائب عن الحزب الديمقراطي التقدمي الحاكم في تايوان: "لا يمكننا الاعتماد على دولة أو شركة واحدة، خاصةً إذا لم تعترف بسيادة تايوان".
وأضاف: "هذه ليست مجرد مسألة موارد، إنها مسألة أمن قومي وجيوسياسية".
وأضاف بوما شين، وهو نائب آخر عن الحزب الديمقراطي التقدمي وعضو لجنة الشؤون الخارجية والدفاع الوطني في المجلس التشريعي، أن "هذا الاعتماد قد يؤدي إلى أزمة أمن قومي".
من جانب آخر، قد تُعرّض واردات النافثا المتزايدة، إلى جانب مشتريات الفحم الروسي، تايبيه لانتقادات من الولايات المتحدة ودول أخرى، بزعم أنها تُساهم في تمويل اقتصاد الحرب الروسي.
واستشهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أغسطس/آب بمشتريات الهند من النفط الخام الروسي كسبب لمضاعفة الرسوم الجمركية على معظم صادراتها إلى نسبة عقابية قدرها 50%.
وأفاد التقرير، الذي أُعدّ بالتعاون مع مؤسسة الحقوق البيئية التايوانية ومجموعة "إيكوديفينس" البيئية الروسية المنفية، أن المشترين التايوانيين يدفعون أكثر من سقف السعر الذي حددته مجموعة السبع، والبالغ 45 دولارًا للبرميل، للنافثا الروسية المنقولة بحرًا، مما يزيد من احتمال فرض غرامات أو عقوبات ثانوية.
وقال كيران تايلر، كبير محللي أبحاث النافثا في شركة "كبلر"، إنه "من المرجح جدًا" أن المشترين التايوانيين "يدفعون أسعارًا أعلى بكثير من سقف السعر الذي فرضته مجموعة السبع للنافثا الروسية المنشأ".
وفي حين أن الشركات التايوانية الكبرى المملوكة للدولة، مثل مجموعة البتروكيماويات "سي بي سي"، قد أوقفت وارداتها من المنتجات الروسية تدريجيًا منذ غزو أوكرانيا، زادت بعض الشركات الخاصة مشترياتها بشكل كبير، وخاصةً من النافثا.
ومن أبرز هذه الشركات شركة "فورموزا للبتروكيماويات"، وهي مورد رئيسي للمواد الكيميائية للصناعات المحلية، بما في ذلك قطاع الرقائق الرائد عالميًا في تايوان.
واستحوذت مصفاة مايلياو التابعة للشركة على 96% من إجمالي واردات تايوان من النافثا الروسية منذ بداية عام 2022 وحتى يونيو/حزيران 2025، وزاد اعتمادها على الإمدادات الروسية من 9% في عام 2021 إلى 90% في النصف الأول من هذا العام، وفقًا لـ Crea.
وقال إسحاق ليفي، محلل الطاقة في Crea والمؤلف المشارك للتقرير: "حلت روسيا محل بلدان مثل الهند" كأهم مورد للنافتا في الجزيرة.
وأعلنت شركة فورموزا في بيان أن مشترياتها من النافثا استندت إلى مناقصات مفتوحة المصدر.
وأضافت الشركة: "على الرغم من عدم وجود قيود على المنشأ، يجب على جميع البائعين والشحنات الامتثال للوائح عقوبات الاتحاد الأوروبي" وتصنيفات التجارة.