حصار تعز.. صرخات الشارع اليمني تواجه "أغلال الحوثي"
منذ سريان الهدنة الأممية في اليمن عاد حصار الحوثي على مدينة تعز إلى الأضواء كقضية إنسانية تصدرت أولويات المجتمع الدولي.
وبالتزامن مع بدء المبعوث الأممي لليمن هانس غروندبرغ مفاوضات في الأردن لفتح ممرات رئيسية إلى تعز بين وفدي الحكومة اليمنية ومليشيات الحوثي، خرج الآلاف من أبناء المحافظة للتظاهر للمطالبة بفك الحصار.
وكانت مليشيات الحوثي استبقت مفاوضات رفع حصار تعز، في الأردن ودفعت بتعزيزات غير مسبوقة إلى جبهات المحافظة للضغط على إبقاء الهدنة بشروطها.
واحتشد الآلاف في شارع جمال عبدالناصر في قلب مدينة تعز، الأربعاء، لتوجيه صرخة جماعية في وجه أغلال وقيود الحوثيين الذين يحاصرون محافظة يستوطنها أكثر من 5 ملايين نسمة فضلا عن تأييد خطوات مجلس القيادة الرئاسي تجاه السلام بموجب الهدنة ومشاورات الرياض.
وخلال المظاهرة التي جابت شوارع المدينة المحاصرة منذ 7 أعوام ونصف كانت طفلة في العاشرة من عمرها ترفع لافتة عليها "اكسروا الحصار، افتحوا المعابر سلما أو حربا، حوارا أو قتالا.. فكوا الحصار عن تعز".
وأكد بيان للمظاهرة الجماهيرية الذي دعت لها السلطة المحلية والأحزاب والمكونات السياسية ومؤسسات المجتمع مدني، أن فك الحصار مطلب جماعي لكل أبناء تعز محذرين أن يخضع الملف للتجزئة.
وحمل البيان، الذي تلقته "العين الإخبارية"، المجتمع الدولي ومكتب المبعوث الأممي لليمن مسؤولية تجاهل ملف حصار تعز وإغلاق منافذها والطرقات الرئيسة التي تربط تعز بمختلف المحافظات وتحديدًا طرق تعز صنعاء وتعز الحديدة وتعز عدن.
وحذر البيان من انتهاء الهدنة، دون فتح الطرقات ليصبح المجتمع الدولي أمام امتحان حقيقي إزاء ملف طرقات تعز وإن الملف الإنساني حزمة متكاملة غير قابلة للتجزئة وخطوة حقيقية ممهدة للسلام الشامل في اليمن، وما دون ذلك يبقى كل طرح مناورات لا قيمة لها.
وأشار إلى أن استمرار إغلاق طرقات تعز يترتب عليه أعباء ومخاطر ومعوقات إنسانية استثنائية، وحرمان المحافظة في المديريات الواقعة تحت مليشيات الحوثي من الاستفادة من الخدمات الصحية والتعليمية في مدينة تعز.
كما أن إغلاق الطرقات يترتب عليه ارتفاع أسعار البضائع والسلع عامة وخاصة المواد الغذائية والدوائية، فضلا عن الحرمان من المياه ووجود مخاطر بيئية من أبرزها عدم السماح بإيصال النفايات إلى مقلب القمامة الواقع في مناطق سيطرة الحوثي، وفقا للبيان.
وشدد على تحييد المجالات الإنسانية من الحرب والسماح بضخ المياه من الآبار الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية والدوائية دون قيد أو شرط.
واستهجن البيان استخدام مليشيات الحوثي الطائرات المسيرة والمدفعية ومختلف أنواع السلاح في الهجوم على الموانئ والمنافذ الرئيسية.
وأكد أنه" لا معنى للهدنة ولأي مفاوضات تؤسس لسلام شامل ودائم بدون فتح جميع طرقات ومعابر تعز التي تؤمن حركة المواطنين في إطارها ومع المحافظات الأخرى".
كما أكد أهمية التعامل مع تعز كشريان وطني للاقتصاد سيما مع تداعي ازمه الغذاء والطاقة العالمية التي ستلقي بضلالها على اليمن، بما يحتم التنفيس عن البيوت التجارية وراس المال الوطني والحواضن الصناعية والطرق.
وثمن البيان المبادرة الأحادية التي أطلقها العميد الركن طارق محمد عبد الله صالح، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي قائد المقاومة الوطنية بفتح الطرق من طرف واحد ودون أي شروط، وقامت بترميم كافة الجسور والعبارات.
كما ثمن الجهود المبذولة من دول مجلس التعاون في لمّ الصف اليمني وتوحيد الكلمة، خاصة المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة.
وأكد البيان دعمه اللامحدود لمجلس القيادة الرئاسي برئاسة رشاد العليمي ولمخرجات المشاورات الرياض.
وتشهد اليمن هدنة أممية هشة دخلت حيز التنفيذ في 2 إبريل، وتضمنت اجراءات إنسانية واقتصادية، عبر تدفق الوقود إلى ميناء الحديدة ورحلات عبر مطار صنعاء ومفاوضات لفتح طرق ومعابر إلى تعز وغيرها من المحافظات وتسليم مرتبات للمدنيين.
ويتمسك الحوثيون بعدم رفع حصار تعز وفتح شريان للمدنيين كما يرفضون تسليم المرتبات من رسوم سفن الوقود عبر ميناء الحديدة في حين استوفت الحكومة اليمنية والتحالف العربي كافة البنود، وفقا للاتفاق الأممي.