دعوات حقوقية لـ"تحرك دولي".. حصار الحوثي يحصد 3 آلاف و590 مدنيا بتعز
دعت منظمات حقوقية، مساء الأحد، المجتمع الدولي إلى تحرك جاد وفعال ضد الحوثي لرفع حصار تعز، فيما كشفت عن مقتل 3 آلاف و590 مدنيا خلال 6 أعوام.
وفي بيان مشترك صادر عن 26 منظمة حقوقية يمنية ودولية، قالت إن ملف تعز يمثل أهمية مركزية في الأزمة اليمنية، حيث تتفاعل في تعز مجموعة من الإشكالات السياسية والاجتماعية، وفيها أكبر مظاهر الأزمة الإنسانية وانتهاكات حقوق الإنسان.
وتتعرض مدينة تعز لحصار خانق منذ عام 2015، في ظل تعاطٍ دولي يجعل فك هذا الحصار وتخفيف معاناة المدنيين فيها قضية فرعية، لا تحظى سوى بالقليل من الاهتمام، مع وعود سرعان ما يتم التنصل عنها.
وأشار بيان المنظمات الحقوقية إلى أن ملف أزمة تعز الإنسانية وحصارها لا يتم الالتفات إليه إلا في بعض هوامش الجهود والمباحثات الدولية لإنهاء الحرب في اليمن، وبرغم أن تعز تعيش أقسى ظروف الحرب، وفيها تتجسد كافة ملامح الأزمة الإنسانية اليمنية،
وأوضحت المنظمات، في بيانها، أن تعز تُرتكب فيها أكثر انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب؛ إلا أن إنهاء هذه المعاناة لم يتحول إلى أولوية لدى المجتمع الدولي، لا على مستوى الخطاب، ولا من حيث المساعي لإحلال السلام في اليمن،
إضافة إلى أنه لا يجري الاهتمام بما يحدث فيها من انتهاكات، ولا بتأثير الحصار على الأوضاع الإنسانية إلا من باب إسقاط الواجب لا أكثر.
وكشف البيان أن 3590 مدنيا قتلوا، بينهم 761 طفلا و347 امرأة و289 مسنا، وأصيب 13736 آخرون، بينهم 3155 طفلا و1180 امرأة و764 مسنا خلال الأعوام من 2015، وحتى 2020، جراء أعمال القصف والقنص التي نفذتها مليشيات الحوثي خلال هذه المدة .
ويتعرض المدنيون في تعز للاستهداف بالقصف المدفعي والصاروخي والقناصة الحوثيين المتمركزين على الجبال والتلال وأسطح البنايات بمحيط بالمدينة، يحدث ذلك دون تمييز بين الأطفال والنساء وتقيد حركة المدنيين ونزوحهم عن منازلهم حتى باتت العديد من الأحياء في أطرافها خاوية، وتعرضت مبانيها للنهب بشكل كامل.
واتهم البيان مليشيات الحوثي بتعمد استهداف الناشطين والعاملين في منظمات وجهات الإغاثة والصحفيين والإعلاميين داخل المدينة إما بالقصف والقنص أو بالاغتيالات، لمنعهم من نقل الحقيقة وكشف وتوثيق الانتهاكات، أو تقديم المساعدات للمدنيين.
ويتمثل الحصار في انتهاك حرية التنقل، ومنع الحركة بين مركز المحافظة وأريافها والمحافظات الأخرى بإغلاق الطرقات والمنافذ الرئيسية والفرعية المباشرة، وبناء المتاريس والحواجز وحفر الخنادق فيها، وتحويل مساراتها إلى طرقات وعرة وبعيدة وملتوية طويلة.
وأشارت إلى أنه لم يبقَ أمام المدنيين للوصول إلى المدينة سوى منفذ رئيسي واحد، تم فتحه بعد معارك طويلة خلال العامين 2015 و2016، ويضطر المدنيون من كافة المناطق إلى الالتفاف في مسافات طويلة وطرق مزدحمة وغير معبدة للوصول إليه.
وتسبب هذا الحصار في توقف وصول المواد الأساسية والضرورية بما فيها المياه والأغذية والأدوية والمستلزمات الطبية، ويتم مصادرة المساعدات الإنسانية ومنعها من الوصول، ومنع منظمات وجهات الإغاثة وتقديم العون الإنساني من الوصول إلى المدنيين المتضررين من الحرب والحصار.
وأوضح البيان أن الحصار الحوثي على تعز أدى إلى شح أو انعدام المواد الأساسية والضرورية في أسواق المدينة وارتفاع أسعارها مع تدني القدرة الشرائية للمواطنين الذين تقطعت بهم السبل، وخسر غالبيتهم مصادر دخولهم وأعمالهم، مما فاقم الأمر أزمة المشتقات النفطية والغاز المنزلي.
ولفت البيان الى أن الحصار أنهك المدنيين في تعز، وتسبب في خسائر اقتصادية ضخمة، حيث تقدر خسائر السكان من دخولهم ما يقارب 40 مليار ريال، كما يقضي السكان ما يزيد على 500 ألف ساعة في الطرقات، وزادت تكاليف الحصول على الخدمات الصحية والتعليمية، واضطر الكثير منهم إلى السفر خارج المدينة للحصول عليها، وفقا للبيان.
وحذرت المنظمات من أن أي عملية لا ينتج عنها إنهاء حصار تعز والأزمة الإنسانية فيها؛ محكوم عليها بالفشل سواء في المدى المنظور، أو في المدى الأبعد، مشيرة إلى أن تعز جزء لا يتجزأ من اليمن، واستمرار هذه الأزمة سيلقي بظلاله على مستقبل البلاد أياً كانت ملامحه.
ومن المقرر أن تنطلق الخميس المقبل في الأردن مفاوضات رفع حصار تعز بين الحوثيين والحكومة اليمنية بإشراف المبعوث الأممي لليمن، وفق مصدر حكومي تحدث لـ"العين الإخبارية".
في وقت سابق، نفذ نشطاء يمنيون وقفة احتجاجية أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي الهولندية تنديدا بحصار الحوثيين المستمر منذ 7 أعوام ونصف، بالتزامن مع تصاعد الاحتجاجات الشعبية في المدينة للمطالبة بفتح شرايين حياة للمدنيين.
ويشكل فتح الطرقات بين تعز والمحافظات المجاورة كعدن وإب والحديدة من أهم ملفات الهدنة التي تستمر شهرين ودخلت حيز التنفيذ بتاريخ 2 أبريل/ نيسان الماضي.
وتحتل تعز الريادة بين المدن اليمنية سياسيا وفكريا ومجتمعيا، فهي عاصمة البلد الثقافية، وشكلت بفعل تكوينها الطبيعي والبشري محل أطماع الحوثي والإخوان، وتخضع لحصار قاس ووحشي منذ 7 أعوام ونصف.
aXA6IDE4LjE4OC4xNDAuMjMyIA== جزيرة ام اند امز