الحوثي يلتف على ممرات هدنة اليمن.. هروب وإفلاس سياسي
تمددت هدنة اليمن أو لم تتمدد فمليشيات الحوثي تمضي نحو إهدار الوقت دون أي تدابير لبناء الثقة وتستمر في إفلاسها السياسي والحصار الداخلي.
فبعد مضي 49 يوما من عمر السلام الأممي، أعلنت مليشيات الحوثي عن فتح ممر وهمي جنوبي محافظة الحديدة غربي البلاد، للهروب من بند "فتح طرق تعز وبقية المحافظات"، بموجب اتفاق الهدنة.
وخلافا لأولوية فتح الممرات الرئيسية في تعز، قفزت المليشيات إلى فتح طريق فرعي في جبل رأس، الذي يقع كليا تحت سيطرتها، فيما لم تفتح من جانبها ممرا رئيسيا وحيويا يربط بين الحديدة وتعز، كانت قد أعلنت القوات المشتركة فتحه في أبريل/نيسان الماضي.
إفلاس سياسي اعتبرته قوات الشرعية المرابطة في جنوبي الحديدة وغربي تعز "تضليلا مفضوحا على مرأى ومسمع المجتمع الدولي"، فيما وصفه يمنيون بأنه سلوك يستهدف الهدنة ووصولها إلى طريق مسدود.
ونشرت القوات المشتركة في الساحل الغربي خريطة توضيحية تفضح خطوة المليشيات الانقلابية بفتحها طريقا بديلا في منطقة "المبرز" بجبل رأس الواقع أساسا تحت سيطرة الحوثيين من الجهتين.
وفي بيان صادر عن متحدث المقاومة الوطنية العميد ركن صاد دويد، وتلقته "العين الإخبارية"، قال إن ما أعلنته "مليشيات الحوثي عن فتح طريق تسيطر عليه من الجانبين يعد تضليلا للرأي العام وهروبا من استحقاق الهدنة الإنسانية، لتسهيل حركة المدنيين بين المحافظات".
وأوضح البيان أن زعم "مليشيات الحوثي فتح منفذ إنساني في منطقة المبرز جبل رأس الذي تسيطر عليها من الجانبين في الطريق الواصل بين مديريتي الجراحي- العدين، يمثل تضليلا للرأي العام والمجتمع الدولي".
وأشار إلى أن مليشيات الحوثي تستهدف "الهروب من الاستحقاقات بما فيه فتح الخط الأسفلتي الرئيسي الحيوي "حيس - الجراحي" الرابط بين محافظتي تعز والحديدة".
مستجدات مفاوضات تعز
يتزامن ذلك مع المنجز الوهمي للحوثيين، إذ سمت المليشيات أخيراً فريقها للتفاوض مع الحكومة اليمنية تحت إشراف الأمم المتحدة في الأردن، وذلك للتباحث على بند الهدنة "فتح طرق تعز وغيرها من المحافظات".
وضم الفريق الحوثي 4 ممثلين بينهم أحد أكبر القيادات المتطرفة في المليشيات ومسعر الحرب "يحيى الرزامي"، واثنان آخران من صعدة في لجنة كان يفترض التركيز على رفع حصار تعز كمطلب إنساني، لكن فيما يبدو فإن للانقلابيين نوايا في إهدار الوقت في طرق هامشية.
وأكد عضو وفد الحكومة اليمنية في لجنة تعز اللواء محمد المحمودي، لـ"العين الإخبارية"، أن الحوثيين رفعوا أسماء فريقهم للأمم المتحدة،غالبيتهم بالفعل منحدرون من المعقل الأم للمليشيات في صعدة.
وعن الآلية التنفيذية للمبادرة الحوثية بشأن تعز والتي تتضمن إدارة أمنية مشتركة للمعابر والطرقات ومناطق خطوط التماس بقيادة لجنة أمنية، قال المسؤول العسكري إنه "لم يطرح ذلك حتى الآن".
وكانت "العين الإخبارية"، علمت من قيادي سياسي بصنعاء في وقت سابق أن الحوثيين يستعدون لطرح آلية تنفيذية للمبعوث الأممي لليمن والوسطاء المحليين تستهدف "فصل ملف تعز عن اتفاق الهدنة وعن اتفاق ستوكهولم الذي تضمّن تفاهمات خاصة بها".
وتسعى مليشيات الحوثي إلى وضع تعز خارج سياق الاتفاق العام وتحويلها إلى قضية صراع بين طرفين وليست قضية حصار جائر واعتداء من قبل طرف انقلابي على ملايين السكان المدنيين، وفقا للمصدر.
ومن المقرر أن تنطلق في الأسبوع المقبل مفاوضات بشأن فتح الطرقات إلى تعز، لتخفيف وطأة الحصار الحوثي منذ 7 أعوام ونصف العام، وذلك في العاصمة الأردنية عمان وبرعاية الأمم المتحدة.
التفاف
وأثار إعلان مليشيات الحوثي فتح طرق وهمية وفريقا تفاوضيا من المتطرفين غضبا لدى الشارع اليمني.
وفيما شدد اليمنيون على أهمية إعادة قيمة الهدنة كمحطة لإنضاج شروط السلام، حذر البعض منهم من تكريس الحوثيين واقع شروط الاستسلام للأمر الواقع.
وقال رئيس المركز الإعلامي لألوية العمالقة الجنوبية أصيل السقلدي إن مليشيات الحوثي لا تزال تتنصل وتماطل وتلتف على الهدنة الإنسانية، وما أعلنت عنه من فتح طريق يعد "تحصيل حاصل".
وأشار إلى أن مليشيات الحوثي كانت تتخندق في الطريق الواقع تحت سيطرتها، وأن فتحه لا يشكل أي قيمة تذكر، لأن 5 دوريات للقوات المشتركة كفيلة بفكه ودفن عناصر الانقلابيين في خنادقهم.
من جهته، علّق رئيس الإعلام العسكري للمقاومة الوطنية عبدالناصر المملوح على ما أعلنته مليشيات الحوثي بشأن فتح طريق في الحديدة، مؤكدا أن لا علاقة له بفتح طريق تعز- الحديدة الحيوي.
وقال إن "محاولة مليشيات الحوثي مفضوحة وغير مقبولة" وعلى الأمم المتحدة حال كانت تهمها تنفيذ بنود الهدنة إلزام الانقلابيين بفتح طريق حيس الجراحي الرابط بين تعز والحديدة، إذ لن تعفي فتح الشرايين الرئيسية.
وتسبب قطع مليشيات الحوثي للطرقات في تفاقم معاناة النساء والأطفال وعرقلة وصول الغذاء والدواء والمشتقات النفطية وتقييد تنقلات المواطنين داخليا خاصة للفئات الاشد ضعفاً والأطفال وكبار السن.
ويشكل فتح الطرقات خاصة بين تعز والمحافظات المجاورة كالحديدة من أهم ملفات الهدنة التي تستمر شهرين ودخلت حيز التنفيذ بتاريخ 2 أبريل/ نيسان 2022.
aXA6IDMuMTYuNzYuMTAyIA== جزيرة ام اند امز