"تكفيري" بقبضة أمن تونس.. خلايا نائمة يحركها الإخوان
إرهابيون يقعون تباعا بمصيدة الأمن التونسي في حوادث تنبش العلاقة بين الخلايا النائمة بالجبال والمدن الحدودية وإخوان البلاد.
الداخلية التونسية أعلنت، الخميس، اعتقال "عنصر تكفيري" بمحافظة جندوبة شمال غربي البلاد على الحدود مع الجزائر.
الموقوف، وفق بيان للوزارة، مفتش عنه منذ فترة ومحكوم عليه بسنة سجن، ويتبع تنظيما إرهابيا ينشط في المناطق الجبلية شمال غربي البلاد.
من جانبها، قالت مصادر أمنية لـ"العين الإخبارية"، إن الموقوف شارك في عملية ذبح راعي غنم يدعى مبروك السلطاني في عام 2015 بجبل المغيلة بمحافظة القصرين (غرب).
وعملية ذبح الراعي الشاب قبل سنوات، زلزلت الرأي العام التونسي وأحدثت رجة في المجتمع نظرا لوحشيتها التي صدمت التونسيين.
الإخوان والخلايا النائمة
في الأثناء، يؤكد محللون أن أنشطة الخلايا الإرهابية النائمة تزايدات بالفترة الأخيرة في المرتفعات الغربية للبلاد، معتبرين أن نسقها محكوم بالمشهد السياسي وتحديدا بالإخوان الذين كلما ضاق عليهم الخناق، ضغطوا أزرار الإرهاب لتشتيت الانتباه عن فشلهم وجرائمهم.
مقاربة يؤكدها توقيت استهداف تونس بالهجمات الإرهابية والتي تزامنت جلها مع ورطة الإخوان سواء سياسيا أو عبر تسرب فضائحهم أو تناحرهم الداخلي وملفات فسادهم.
طرح يؤيده أيضا تفكيك الأمن التونسي منذ أيام قليلة عقب مقتل شرطية فرنسية على يد تونسي على علاقة بالإخوان، وتحديدا بما يسمى "ائتلاف الكرامة"، شبكة مختصة تنشط في تمويل العناصر الإرهابية التي تمّ تسفيرها إلى بؤر التوتر.
الشبكة التي تمّ الكشف عنها يديرها شخص أجنبي متزوج بتونسية ويقيمان خارج البلاد، وكانا يشرفان على وضع مخططات لاستقطاب الشباب.
ويتعامل الثنائي الإرهابي، داخل تونس، مع 3 عناصر مهمتهم استدراج ذوي الميولات المتطرفة والمتشددة وأصحاب السوابق وتسفيرهم عبر طرق ومسالك نحو البلدان التي عاشت وتعيش ظروف الحرب والاقتتال بسبب التنظيمات الإرهابية.
وجاء في اعترافات الموقوفين أن الأموال المحجوزة تتعلق بتحويلات مالية ترسلها عائلات 15 عنصرا إرهابيا تونسيا ببؤر التوتر.
العنصران الإرهابيان الموقوفان، وبعد أن مثلا أمام القضاء تمّ الزج بأحدهما في السجن وأطلق سراح الثاني، فيما أصدرت الشرطة التونسية برقية تفتيش بحق الفارّ من عناصر الشبكة الإرهابية الموجودين بتونس.
وتكشف السلطات الأمنية التونسية عن مثل هذه الشبكات المتورطة في تسفير آلاف الشباب التونسي وغيرهم من جنسيات أفريقية إلى بؤر التوتر أساسا ليبيا والعراق وسوريا، في نسق يكاد يكون أسبوعيا بالفترة الأخيرة.
المحللون الأمنيون التونسيون يفسرون هذه الإيقافات بكثرة العصابات الدموية التي تتاجر بحياة الشباب التونسي وبأمن الشعوب والبلدان من أجل المال الفاسد.
وتتوزع هذه العصابات بين مختصة في التسفير وأخرى مهمتها التمويل والتموين، وثالثة تلعب دور الوسيط بين الإرهابيين المسفرين وعائلاتهم، ورابعة تعمل في إخفاء هؤلاء الإرهابيين بين عديد من الدول على رأسها تركيا في انتظار إعادتهم إلى تونس أو إرسالهم إلى دول استقبال أخرى بهويات جديدة.
كل هذه المجموعات المتخصصة تعمل تحت إمرة إخوان تونس والمتعاونين معهم من الأحزاب ورجال الأعمال والجمعيات التي تتخفى تحت ستار "الأعمال الخيرية" لتكون جزءا من شبكات دموية.
aXA6IDE4LjIyNS4xOTUuMTUzIA== جزيرة ام اند امز