بينما أدت سياساته إلى الإطاحة بعشرات الألوف من الموظفين في الحكومة الأمريكية، كان إيلون ماسك على موعد مع هدية «استثنائية» ورسالة تحفيزية.

وتجتاح وزارة الكفاءة الحكومية تحت إشراف ماسك، وهي كيان أنشأه ترامب، وكالات الحكومة الاتحادية وفصلت عشرات الألوف من الموظفين من الباحثين حتى حراس المتنزهات، وأغلبهم ممن كانوا في فترة الاختبار.

ورغم الغضب حيال تسريح الموظفين وخفض الإنفاق بشكل كبير، قوبلت تلك السياسة، بإشادة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورسالة له، طالبه فيها بأن يكون أكثر حزما في جهوده لتقليص عدد موظفي الحكومة الاتحادية.

وكتب ترامب على منصته «تروث سوشيال»: «يقوم إيلون ماسك بعمل رائع، لكنني أود أن أراه أكثر عدوانية.. تذكروا، علينا إنقاذ بلدنا، لكن في النهاية، يجب أن نجعله أعظم من أي وقت مضى. لنجعل أمريكا عظيمة مجددا».

ولاتساق تلك السياسة مع تلك التي ينتهجها الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، أهدى الأخير، الملياردير الأمريكي إيلون ماسك منشارا كهربائيا، خلال مشاركته في مؤتمر العمل السياسي المحافظ السنوي بالقرب من العاصمة واشنطن.

لم يكن اختيار هذه الهدية عشوائيًا، إذ يُعد المنشار رمزًا لأجندة ميلي التحررية، التي تهدف إلى تقليص البيروقراطية وتقليص حجم موظفي الحكومة.

ونشرت وسائل إعلام غربية، مقطع فيديو يوثق لحظة تسليم المنشار لماسك، الذي بدوره لوّح به أمام الحاضرين متفاخرا بسياسته الداعمة للتقشف وتقليص النفقات الحكومية، وسط تصفيق المحافظين الأمريكيين الذين حضروا الحدث للاحتفاء بعودة دونالد ترامب إلى المشهد السياسي.

وفي الفيديو، بدا ماسك مبتهجًا بالهدية، وسأل: «هل يعمل؟» قبل أن يلوح به أمام الجميع، بينما كانت ابنته تلعب على مقربة.

منشار ميلي

وأحب ماسك المنشار لدرجة أنه حمله معه إلى المسرح في أثناء ظهوره في مؤتمر العمل السياسي المحافظ (CPAC)، حيث أعاد ميلي تقديم الهدية أمام جمهور متحمس.

ووصف الحساب الرسمي لميلي على منصة إكس المنشار بأنه "نسخة طبق الأصل" من ذاك الذي يحتفظ به الرئيس الأرجنتيني في مكتبه بـكاسا روسادا، لكنّ هناك فرقًا دقيقًا، فمنشار ميلي يحمل نقش «قوى السماء»، أما منشار ماسك فيحمل شعار ميلي الآخر: «عاشت الحرية».

وتعليقا على الهدية غير التقليدية، قال ماسك: «نحاول أن نفعل أشياء جيدة، لكننا أيضا نستمتع ونتحلى بروح الدعابة».

يُذكر أن الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، المعروف بتوجهاته اليمينية، كان قد استخدم المنشار الكهربائي كرمز لحملته الانتخابية، في إشارة إلى التزامه بإصلاح الاقتصاد، استعادة الانضباط المالي، والتصدي لارتفاع الأسعار.

رحلة المنشار من فيلا أوركيزا إلى واشنطن

بدأت هذه القصة مع هدية تلقاها ميلي نفسه. من الميكانيكي والمخترع الأرجنتيني ماريو دي ترو، الذي صنع له منشارا خاصا له قاعدة برونزية، مطليًا بالأسود والذهبي والفضي، ويحمل نقش «قوى السماء» على شفرته. وزنه حوالي ثمانية كيلوغرامات.

ووفقًا لسجل الهدايا والسفر التابع لمكتب مكافحة الفساد الأرجنتيني، تلقى ميلي المنشار كهدية في 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، وأرسل مكتب الرئاسة في اليوم التالي رسالة شكر إلى دي تيلا، تصف المنشار بأنه «رمز لعمل ميلي، وسيحتل مكانة بارزة في الأجواء الرئاسية».

بعد نجاح مشروعه مع ميلي، قرر دي تيلا وضع هدف جديد: صنع مناشير لماسك وترامب. في البداية، بدا الأمر مستحيلًا، لكن في الخميس الماضي، وصلت إحدى تحفه اليدوية إلى يد ماسك، وانتشرت الصور عالميًا.