هل عثر تنظيم القاعدة على موطئ قدم جديد في أفغانستان؟
حذر تقرير جديد من عودة الكثير من عناصر وقادة تنظيم القاعدة للتجمع في أفغانستان، استجابة لدعوة قيادة التنظيم.
وعقب مقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في العاصمة الأفغانية كابول، انتقل العديد من قادة القاعدة، بينهم شقيق أسامة بن لادن، إلى أفغانستان حيث وجدوا بيئة خصبة تسمح لهم بمواصلة العمل بأقل تدخل من حكومة طالبان، وفقا لصحيفة "الإندبندنت" البريطانية.
وتراجعت أعداد عناصر تنظيم القاعدة اليوم بشكل كبير مقارنة بأعدادهم عقب تنفيذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول، وتزعم تقارير الاستخبارات الأمريكية الأخيرة أن التنظيم بات أقل تهديدًا في المنطقة مقارنة بداعش.
برغم ذلك، يظل زعيمها الجديد سيف العدل - خبير المتفجرات المقيم في إيران - الإرهابي الأكثر طلبًا لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي، والذي وضعت مكافأة قدرها 10 ملايين دولار على رأسه.
ويزعم أحمد ضياء سراج، الذي قادة جهاز الاستخبارات الأفغانية بصفته رئيسًا لمديرية للأمن الوطني حتى سقوط كابول في أغسطس/ آب 2021، أن طالبان تمكنت من احتواء ما تبقى من تنظيم القاعدة في تحالف بحكم الأمر الواقع، مع انخراط قادة المجموعتين بانتظام في محادثات في العاصمة.
وبين عامي 2017 و 2018، قاد ضياء سراج حملة قمع ضد عملاء القاعدة؛ شهدت اعتقال أكثر من 400 شخص. ويقول إن هؤلاء الأسرى وصفوا أثناء الاستجوابات مؤامرات مستمرة لاستهداف الغرب، والتي دبرها مئات القادة والمقاتلين الذين ما زالوا مختبئين.
وأوضح ضياء سراج، الأستاذ الزائر في قسم دراسات الحرب في كينجز كوليدج لندن، لصحيفة الإندبندنت "بعد فترة وجيزة من استيلاء (طالبان) على كل شيء، نقل أعضاء القاعدة عائلاتهم إلى داخل أفغانستان. وكان أكبر مثال على ذلك هو الظواهري [عندما] كان في كابول، وقد سمعت أن العديد منهم أعادوا عائلاتهم [إلى أفغانستان].
ويقول ضياء سراج: "إنه مكان جذاب للغاية بالنسبة لهم للتواجد هناك، الآن في أفغانستان. عالمهم الخاص".
ويشير تقرير صدر مؤخرا إلى أن شقيق أسامة بن لادن، عبد الله بن لادن، وعدد غير محدد من أبنائه كانوا من بين أولئك الذين عادوا إلى أفغانستان منذ استيلاء طالبان على السلطة. وأعد التقرير الفريق سامي سادات، وهو جنرال شغل منصب نائب رئيس الأركان العامة في الجيش الوطني الأفغاني قبل انهياره.
ويقول التقرير: "على مدى السنوات الست والعشرين الماضية، كانت طالبان القوة الأساسية التي تدعم تنظيم القاعدة، وتوفر الحماية لقادة مثل بن لادن والظواهري، وتغذي الجيل القادم من زعماء الإرهاب مثل عبد الله بن لادن في أفغانستان".
ويزعم سادات أن فتح الله منصور، رئيس هيئة الطيران المدني التابعة لطالبان، هو نقطة الاتصال الرئيسية لتنظيم القاعدة داخل النظام الفعلي الجديد. ويقال إنه هو الذي يوافق على الوقت والمكان والطرق لكبار قادة القاعدة ــ بما في ذلك أفراد عائلة بن لادن ــ الذين يعيشون ويسافرون في مختلف أنحاء أفغانستان.
ويرى قيس علمدار، الباحث في الاستخبارات المفتوحة المصدر في ألمانيا والذي يراقب صور الأقمار الصناعية والتقارير الميدانية في أفغانستان، إن الأماكن الأكثر احتمالاً لأن تجد تنظيم القاعدة موطئ قدم جديد فيها هي المقاطعات الجبلية في قندهار وغزنة ووردك ولوغار. وكان هناك العديد من الضربات بطائرات بدون طيار في هذه الأماكن مقارنة ببقية البلاد.
وبحسب الصحيفة، كان إعلان زعيم القاعدة المقيم في إيران عن حملة تجنيد جديدة للقاعدة، في يونيو/ حزيران هذا العام بمثابة جرس إنذار للغرب، عندما دعا أي مقاتلين يرغبون في "ضرب" المصالح الغربية إلى التجمع في أفغانستان.
ويقول صادق أميني، الخبير في الدبلوماسية العامة والأمن الدولي، والذي خدم في السفارة الأمريكية حتى أغسطس/ آب 2021: "لقد أصدر دعوة مفتوحة لجميع مقاتليهم وجميع شركائهم وجميع مؤيديهم للقدوم إلى أفغانستان للتدريب والتخطيط من أجل تنفيذ هجمات ضد الولايات المتحدة ومصالحها في المنطقة".
aXA6IDMuMTQ1LjMzLjI0NCA= جزيرة ام اند امز