بعد القرار الأمريكي بالانسحاب.. حرب أفغانستان من البداية حتى الآن
بالرغم من تصاعد أعمال العنف في أفغانستان، يعيد الرئيس الأمريكي جو بايدن القوات إلى أرض الوطن بعد نحو 20 عامًا من الحرب.
وأعلن بايدن يوم 14 أبريل/نيسان، أن جميع القوات الأمريكية ستعود إلى البلاد بحلول 11 سبتمبر/أيلول، لتنتهي أخيرًا مهمة قتالية لازمت أربعة رؤساء.
- بـ"حاملة طائرات".. "البنتاجون" يدرس تأمين الانسحاب الأمريكي من أفغانستان
- ألمانيا تخطط لأسرع انسحاب من أفغانستان بهذا التاريخ
لماذا غزت الولايات المتحدة أفغانستان؟
بعد أسابيع من هجوم تنظيم القاعدة على الولايات المتحدة في 11 سبتمبر/أيلول، أعلن الرئيس جورج دبليو بوش أن القوات الأمريكية بدأت هجمات على الجماعة الإرهابية وأهداف على صلة بحركة طالبان في أفغانستان، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
وقال الرئيس حينها إن "هذه الإجراءات محددة الأهداف مصممة لعرقلة استخدام أفغانستان كقاعدة عمليات إرهابية، وللهجوم على القدرات العسكرية لنظام طالبان".
وأضاف بوش أن طالبان، التي حكمت معظم أفغانستان، رفضت طلبه بتسليم قادة القاعدة الذين خططوا للهجمات من القواعد الموجودة في أفغانستان، مشيرًا إلى نيته تقديمهم للعدالة، وأن "طالبان ستدفع الثمن الآن".
وبحلول ديسمبر/كانون الأول عام 2001، هرب زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وكبار القادة الآخرين إلى الأمان في باكستان.
وداخل أفغانستان، سرعان ما أطاحت القوات الأمريكية بحكومة طالبان، وسحقت قواتها المقاتلة مع اقتراب نهاية عام 2001، وفي مايو/أيار عام 2003، أعلن وزير الدفاع، آنذاك، دونالد رامسفلد إنهاء العمليات القتالية الرئيسية في البلاد.
كيف تطورت المهمة في أفغانستان؟
بعد هزيمة طالبان، ركزت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) على إعادة بناء الدولة وإقامة ديمقراطية على النمط الغربي، بإنفاق المليارات في محاولة لإعادة بناء دولة فقيرة دمرتها الحرب بالفعل على مدار عقدين زمنيين، الأول خلال الاحتلال السوفيتي في الثمانينيات ثم خلال الحرب الأهلية.
وكانت هناك نجاحات مبكرة، وتم تنصيب حكومة موالية للغرب، وبنيت مدارس جديدة، ومستشفيات، ومرافق عامة. وذهبت آلاف من الفتيات إلى المدارس بعدما حرمن منها في ظل حكم طالبان. وذهبت النساء إلى الكليات بعدما حاصرتهن طالبان في منازلهن.
لكن طبقًا لصحيفة "نيويورك تايمز"، كان الفساد متفشيًا، مع سرقة مئات ملايين الدولارات من أموال إعادة البناء والاستثمار أو اختلاسها.
ثم أعادت طالبان بناء قدراتها القتالية، بالرغم من التدفق المستمر للقوات الأمريكية وقوات الناتو، التي أمنت الأراضي التي سبق وسيطرت طالبان عليها.
وبينما شكلت طالبان تهديدا عسكريًا متزايدًا، أرسل الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما آلافا إضافية من القوات إلى أفغانستان، لتصل إلى حوالي 100 ألف بحلول منتصف عام 2010. لكن ازدادت طالبان قوة، وألحقت خسائر فادحة بقوات الأمن الأفغانية بالرغم من القوة القتالية الأمريكية والضربات الجوية.
وفي مايو/أيار عام 2011، قتل فريق من البحرية الأمريكية أسامة بن لادن بمجمع سكني في أبوت آباد بباكستان، حيث كان يعيش لسنوات قرب أكاديمية تدريب عسكرية باكستانية.
وفي يونيو/حزيران، أعلن أوباما أنه سيبدأ إعادة القوات إلى الوطن وتسليم مسؤولية الأمن للأفغان بحلول عام 2014.
وبحلول هذا الوقت، خلص البنتاجون إلى أنه لا يمكن الفوز بالحرب عسكريًا وأن تسوية متفاوض عليها فقط يمكنها إنهاء الصراع.
ومع وصول الحرب لطريق مسدود، أنهى أوباما العمليات القتالية الرئيسية في 31 ديسمبر/كانون الأول عام 2014، وانتقل إلى تدريب ومساعدة قوات الأمن الأفغانية.
وبعد نحو ثلاثة أعوام لاحقًا، قالت الرئيس السابق دونالد ترامب إنه بالرغم من حدسه الأول بشأن سحب جميع القوات، لكنه سيواصل الحرب، مشددًا على أن أي سحب للقوات سيستند على ظروف القتال وليس جداول زمنية محددة سلفا.
وانخرطت إدارة ترامب في مناقشات مع طالبان منذ عام 2018، أفضت إلى مفاوضات رسمية لم تكن الحكومة الأفغانية جزءًا منها.
وفي فبراير/شباط عام 2020، وقعت إدارة ترامب اتفاقية مع طالبان دعت لمغادرة جميع القوات الأمريكية من أفغانستان بحلول الأول من مايو/أيار من العام الجاري.
وفي المقابل، تعهدت طالبان بقطع علاقاتها مع الجماعات الإرهابية مثل القاعدة وتنظيم داعش في أفغانستان، وتقليص العنف، والتفاوض مع الحكومة الأفغانية المدعومة من أمريكا.
كانت الأهداف الأساسية لاتفاق 2020 أن يتفاوض القادة الأفغان وطالبان على خارطة طريق سياسية من أجل حكومة جديدة ودستور، والحد من العنف، وفي التوصل في النهاية لوقف دائم لإطلاق النار.
لكن اتهمت الحكومة طالبان باغتيال مسؤولين بالحكومة الأفغانية وأفراد قوات الأمن ونشطاء المجتمع المدني، والصحفيين، والعاملين بمجال حقوق الإنسان.
وتقول إدارة بايدن إنها ستواصل دعم مفاوضات السلام، لكن لا يبدو أن طالبان في عجلة من أمرها، ولم يقولوا صراحة إنهم سيوافقون على تقاسم السلطة، مما يعني أنهم بدلًا من ذلك يعتزمون احتكار السلطة.