استئناف المفاوضات الأفغانية.. هل يشوش دوي القنابل على حديث السلام؟
وسط ارتفاع وتيرة القتال بين القوات الأفغانية و"طالبان"، تعقد، السبت، مفاوضات بين ممثلين عن الطرفين مع استمرار انسحاب القوات الأجنبية.
ويعقد الجانبان محادثات متقطعة منذ أشهر، لكن مصادر مطلعة أشارت إلى أن المفاوضات تتراجع مع تقدم "طالبان" في ساحة المعركة.
وخاضت القوات الأفغانية، الجمعة، معارك عنيفة لاستعادة موقع سبين بولداك الاستراتيجي (جنوب) الذي يؤدي إلى الحدود الباكستانية وسقط بأيدي المسلحين الأربعاء.
وشنت "طالبان" هجوما شاملا على القوات الأفغانية في أوائل مايو/أيار الماضي، مستغلة بدء انسحاب القوات الأجنبية الذي من المقرر أن يكتمل بحلول نهاية أغسطس/آب المقبل.
وسيطرت الحركة على مناطق ريفية شاسعة، خصوصا في شمال أفغانستان وغربها، بعيدًا عن معاقلها التقليدية في الجنوب.
ويرى محللون أن الحملة العسكرية التي تشنّها طالبان بحجمها وسرعتها إلى جانب انعدام قدرة القوات الحكومية على كبح تقدّم المسلحين، نسفت كل الآمال التي كانت معلّقة على إنتاج محادثات السلام إطارا لتقاسم السلطة قبل موعد إنجاز الانسحاب العسكري الأمريكي بنهاية أغسطس.
وغادر عدد من كبار المسؤولين، بمن فيهم الرئيس السابق حامد كرزاي وعبد الله عبد الله، رئيس المجلس الحكومي المشرف على عملية السلام ورئيس الحكومة السابق، كابول متوجين إلى المفاوضات.
وقالت ناجية انواري المتحدثة باسم الوفد الحكومي المفاوض لوكالة فرانس برس إن "الوفد الرفيع المستوى موجود للتحدث إلى الجانبين وتوجيههما ودعم فريق التفاوض التابع للحكومة لتسريع المحادثات وتحقيق تقدم"، معبرة عن أملها في أن يتوصل الجانبان إلى اتفاق قربيا.
وتنتشر القوات الأجنبية في أفغانستان منذ ما يقرب من عشرين عاما، بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، لكن هذه القوات بدأت الانسحاب في الأشهر الأخيرة.
واعتبر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الجمعة أن مهمة الولايات المتحدة في أفغانستان "فشلت" ، قائلا: "رغم محاولة الرئيس الأمريكي جو بايدن "تصوير الوضع بشكل أكثر إيجابية الجميع يعلم أن المهمة فشلت".
وقبيل هذه التصريحات، قال لافروف إن "التدهور السريع للوضع في أفغانستان" يعود إلى "الانسحاب السريع للقوات الأمريكية وحلف شمال الأطلسي" مما زاد "عدم اليقين العسكري والسياسي"، محذرا "في ظل الظروف الحالية من خطر حقيقي لامتداد عدم الاستقرار إلى الدول المجاورة".
aXA6IDMuMTQ4LjEwOC4xOTIg جزيرة ام اند امز