بعد قرابة الشهرين من صمته، ظهر أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، في يوم اعتقد أنه سيقدر على دغدغة مشاعر الشعوب
بعد قرابة الشهرين من صمته الذي يشبه صمت القبور على ما فعلته دوحته من خروج عن الصف العربي بدعمها الإرهاب والتطرف، ظهر أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، في يوم اعتقد أنه سيقدر على دغدغة مشاعر الشعوب حين أتى على القدس وأقصاها، وهو لا يدري أنه حرق كل مراكبه المتبقية على شاطئ النزق والعناد والمراوغة.
أمير قطر توهم في ذلك اليوم أنه سيلهب حماس الجماهير العربية، لتخرج في الشوارع والميادين تهتف للدوحة والأقصى، وهو لا يعلم أن الشعوب سبقته في القول ونامت بعد الخطاب، فهي لن تنسى من خان الأدنى وخطط لاغتيال خادم الحرمين، فلم يطبل ويرقص له سوى من غذى إرهابهم وانقلابهم على السلطة واختطافهم لغزة.
وباختياره يوم النفير للأقصى، أراد تميم عبر خطاب عزمي، أن يضلل ويلهي شعبه عن الأزمة التي ارتكبها بحقهم، بركوب الموجة عبر استثمار الأحداث الجارية في الأراضي الفلسطينية، وهو لا يدري أن أهل القدس شبعوا من هذه الشعارات الرنانة الجوفاء لقطر وبوقها الإعلامي "الجزيرة"، وأنهم على علم بتنامي العلاقة بين الدوحة وإسرائيل.
خطاب أميري مليء بانتقادات منقطعة النظير، لم تتوقف عند يوم النفير، فمن عباءة المظلومية الكاذبة إلى التناقض والمكابرة، مروراً بالتخبط والمراوغة، تعددت مفردات الجهل السياسي لأمير قطر الذي أراد أن يعطي درساً في الأخلاق والتربية، وقد نسى أنه الطفل الذي شهد انقلاب الابن على الأب، وأنه الشاب الذي تربى في بلاط التآمر على تخريب الأرض، وأنه الحاكم الذي قسم فخان العهد.