احتفاء تميم بوزير خارجية إيران يفضح تحالف الشر بين الدوحة وطهران
اللقاء رسالة واضحة عن دعم الدوحة لسياسات طهران التخريبية بالمنطقة، في تحد واضح لأمريكا والعالم ودول المنطقة
احتفاء لافت من قبل أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني بوزير الخارجية الإيراني جواد ظريف خلال زيارته للدوحة، الثلاثاء والأربعاء، في توقيت يكشف بشكل واضح حجم التعاون بين تنظيم "الحمدين" ونظام ولاية الفقيه في التآمر على أمن المنطقة واستقرارها.
وبقراءة لهذا الاحتفاء في سياق التوقيت تبرز لقطات خطيرة في معناها ودلالاتها، وترسل رسالة واضحة عن دعم سياسات طهران التخريبية في المنطقة التي تتماهى مع سياسات الدوحة الراعية للإرهاب، في تحد واضح لأمريكا والعالم ودول المنطقة.
لذا لم يجد ظريف غضاضة في أن يزيف تاريخ الخليج عبر إطلاق مصطلح مزعوم وهو "الخليج الفارسي" على الخليج العربي من قلب الدوحة، بعد أيام من تهديد بلاده بغلق مضيق هرمز، وهو التهديد الذي أيدته قطر علنا في منتدى الجزيرة، بمزاعم عدم قدرة الولايات المتحدة الأمريكية أو الجيوش العربية الدفاع عن نفسها في وجه إيران، في تسويق واضح لسياسة الانهزامية والانبطاح التي تنتهجها الدوحة مع طهران.
مكايدة وانبطاح
وعلى الرغم من أن زيارة ظريف للدوحة جاءت للمشاركة في مؤتمر "حوار التعاون الآسيوي"، إلا أن أمير قطر أظهر احتفاء لافتا بظريف دون غيره من نظرائه المشاركين في المؤتمر، فأظهر مبالغة في الترحيب به عند استقباله وجلس إلى جانبه مباشرة، سواء على مأدبة العشاء أو في حفل الاستقبال الذي سبق العشاء، وكان لافتا تبادلهم الضحكات خلال حديثهما.
كما كان لافتا إلى أن تتصدر صورة ظريف إلى جانب تميم، سواء على مأدبة العشاء أو في حفل الاستقبال صدر الصفحات الأولى لإعلام الحمدين، وكأن الأمر مكايدة سياسية من تميم للعالم الذي يحاول أن يحاصر إرهاب إيران وسياسات تنظيم "الحمدين".
أيضا جاءت محادثات ظريف مع أمير قطر الند بالند لتكشف واقع الانبطاح الواضح من قبل تنظيم "الحمدين" لنظام ولاية الفقيه.
من هنا، يبدو أن قطر -التي افتضح أمر إرهابها بعد مقاطعة الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب لها في ٥ يونيو/حزيران عام 2017- لا تزال تصر على تقديم فروض الولاء والطاعة لنظام حليفتها طهران المتورط بتنفيذ مخططات تخريبية إقليمياً ودولياً.
لقطات ودلالات
وبالتدقيق في هذا الاحتفاء في سياق التوقيت ستبرز لقطات خطيرة في معناها ودلالاتها.
أولى هذه اللقطات في سياق التوقيت، أن هذا الاحتفاء اللافت يأتي بعد أيام من تهديد طهران بغلق مضيق هرمز الاستراتيجي، وهو ما يعني دعم الدوحة لسلوك البلطجة وتهديد الملاحة الدولية في الخليج العربي.
ولا يمكن إغفال أن هذا التهديد أيدته قطر علنا على لسان الكاتب القطري عبدالعزيز آل إسحاق، الموالي لتنظيم الحمدين خلال مشاركته في منتدى الجزيرة، قبل أيام حينما أساء للمملكة العربية السعودية ودول الخليج، وأكد عدم قدرة الولايات المتحدة الأمريكية أو الجيوش العربية الدفاع عن نفسها في وجه إيران، من وجهة نظره، في تسويق واضح لسياسة الانهزامية والانبطاح التي تنتهجها بلاده مع طهران.
وقال آل إسحاق في كلمته "أمر مهم، إيران لو قررنا الدخول في حرب معها، لا الولايات المتحدة الأمريكية قادرة على حمايتنا منها ولا كل جيوشنا قادرة على حمايتنا من إيران".
وكان النظام الإيراني هدد، الأحد، بغلق مضيق هرمز الاستراتيجي إذا واجه مزيدا من العقوبات الأمريكية على طهران.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرر إنهاء الإعفاءات التي سمح بموجبها لثماني دول بشراء النفط الإيراني، بهدف تحقيق "صادرات صفر" من الخام في هذا البلد.
وحسب قرار ترامب فابتداء من مطلع مايو/أيار، ستواجه الصين والهند وكوريا الجنوبية وتركيا واليابان وتايوان وإيطاليا واليونان، عقوبات أمريكية إذا استمرت في شراء النفط الإيراني.
وترتبط باللقطة الأولى، اللقطة الثانية وهي أن الاحتفاء يأتي بالتزامن مع بدء سريان قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإنهاء الإعفاءات التي سمح بموجبها لثماني دول بشراء النفط الإيراني، بهدف تحقيق "صادرات صفر" من الخام في هذا البلد، وهو ما يعني أن الاقتصاد الإيراني سيزداد بؤسا ومعاناة.
وتطمع إيران في الحصول على نصيبها من الكعكة من ثروات الشعب القطري، على غرار ما فعلت تركيا لإنقاذ اقتصادها المنهار.
لذلك لم يكن غريبا أن تعلن قطر، الأربعاء، رفضها العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران من أجل التصدي لإرهابها وسلوكها العدائي في المنطقة ودعم المليشيات المسلحة لإثارة الفوضى.
وقال وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، خلال مؤتمر صحفي، الأربعاء، إن بلاده لا ترى أن العقوبات الأحادية الجانب تسفر عن نتائج إيجابية، مضيفا "لا يجب تمديد العقوبات الأمريكية على إيران".
أيضا هذا الاحتفاء اللافت أعقبه، إعلان ظريف رفض بلاده سعي الولايات المتحدة لتصنيف جماعة الإخوان المسلمين تنظيما إرهابيا، وهذه اللقطة الثالثة.
وقال جواد ظريف، في تصريحات صحفية من الدوحة على هامش مشاركته في مؤتمر "حوار التعاون الآسيوي": "الولايات المتحدة ليست في وضع يؤهلها بأن تبدأ في تصنيف الآخرين كمنظمات إرهابية، ونحن نرفض أي محاولة أمريكية فيما يتعلق بهذا الأمر".
وكان البيت الأبيض، أعلن الثلاثاء أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تعمل على تصنيف جماعة الإخوان تنظيما إرهابيا أجنبيا.
وبهذا التصريح، تنضم إيران إلى تركيا ضد المساعي الأمريكية لتصنيف جماعة الإخوان منظمة إرهابية.
وقوف "ثلاثي الشر" (تركيا وإيران وقطر) سرا وعلنا ضد محاولة واشنطن تصنيف الإخوان يكشف بشكل واضح اصطفافهم، في مواجهة أمريكا والعالم لمحاربة الإرهاب، كما يكشف هذا الرفض مخاوف تلك الدول من العقوبات التي تطالهم والتداعيات التي ستلحق بهم حال تصنيف الجماعة تنظيم إرهابي، حيث إن إدراج تنظيم الإخوان في اللائحة الأمريكية يتيح فرض عقوبات على كل شخص أو منظمة لديها علاقات مع الإخوان.
كما أن هذا الاحتفاء جاء بعد أسابيع من تصنيف واشنطن الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، واعتراض الدوحة على القرار، وهذا الاحتفاء يفضح دور الدوحة في دعم وتمويل الإرهاب عبر علاقتها بالحرس الثوري، وهو الأمر الذي لطالما حذرت منه الدول العربية الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب.
ويعد القرار الأمريكي الخاص بتصنيف الحرس الثوري الإيراني "منظمة إرهابية" ضربة قاصمة لأهم حلفاء تنظيم الحمدين، في دعم الإرهاب وزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، الأمر الذي سيؤثر على مؤامراتهما خلال الفترة المقبلة.
وفي ظل هذا الاحتفاء اللافت من قبل أمير قطر والدعم المطلق لطهران وسياساتها، لم يجد ظريف غضاضة أن يزيف تاريخ الخليج عبر إطلاق مصطلح مزعوم وهو "الخليج الفارسي" على الخليج العربي من قلب دولة هي عضو في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، خلال كلمته في مؤتمر حوار التعاون الآسيوي.
يذكر أن إيران تسعى دوما لتزييف الواقع والتاريخ عبر إطلاق مصطلح مزعوم، وهو "الخليج الفارسي" على الخليج العربي، إلى جانب استمرار محاولتها بسط النفوذ والسيطرة في المنطقة والتدخل في شؤون دول الجوار.
كما أجرت قناة الجزیرة القطریة باللغة الإنجلیزیة حوارا مع وزير الخارجیة الإیراني كرر فيه تخاريفه وتهديداته للمنطقة.
aXA6IDE4LjIyMS42OC4xOTYg
جزيرة ام اند امز