تميم يقايض الأسرى الفلسطينيين بتحسين علاقاته مع اليهود
تميم الذي فشل في لقاء يهود أمريكا هذا العام، يفكر هذه المرة بتقديم هدية مجانية لهم على حساب تضحيات الفلسطينيين
بدأ وفد من الحاخامات والقادة اليهود في الولايات المتحدة الأمريكية زيارة إلى قطر؛ بهدف الضغط على حماس لإخلاء 4 إسرائيليين تحتجزهم الحركة في قطاع غزة منذ الحرب الأخيرة على القطاع عام 2014.
الزيارة غير المعلنة نظمها الناشط الأمريكي نيك موزين، الذي تعاقدت معه الحكومة القطرية بقيمة 50 ألف دولار شهريا، لمحاولة تحسين صورتها لدى أوساط اليهود في الولايات المتحدة.
وقالت صحيفة "جروزاليم بوست" الإسرائيلية في تقرير اطلعت عليه "بوابة العين الإخبارية"، إن الوفد اليهودي سيلتقي أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني.
ويرأس الوفد الحاخام مناحيم غيناك، القيادي في "الاتحاد الأرثوذكسي" للمتدينين اليهود في الولايات المتحدة، والذي يتخذ من نيويورك مقرا له.
ولا تظهر أخبار عن هذه الزيارة على الموقع الإلكتروني للاتحاد، ما يشير إلى أنها سرية.
وقال إلين فاغين، نائب الرئيس التنفيذي للاتحاد الأرثوذكسي إن "الحاخام غيناك يسافر إلى قطر بصفته الشخصية كمواطن، وزيارته لا تتم برعاية من الاتحاد".
وكان غيناك، ساند المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون ضد دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، التي جرت العام الماضي.
وحاول تميم اللقاء مع قادة يهود في الولايات المتحدة على هامش مشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر /أيلول الماضي، ولكن مساعيه التي قادها موزين باءت بالفشل.
ورفض موزين الإجابة على أسئلة وجهتها له "جروزاليم بوست" عبر البريد الإلكتروني عن هذه الزيارة إلى قطر.
أما الحاخام غيناك فاكتفى بالقول للصحيفة: "لا أعلق على أي شيء له علاقة بقطر".
ولم يتم الكشف عن أسماء باقي أعضاء الوفد اليهودي.
محاولة للتخريب على الجهد المصري
تأتي هذه المحاولة من قبل قطر للدخول على خط الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، في وقت تقوم فيه مصر بمحاولة إبرام صفقة لتبادل الإسرائيليين بالمئات وربما آلاف الأسرى الفلسطينيين في سجون تل أبيب.
وقالت مصادر فلسطينية لبوابة العين الإخبارية، إن مصر تتوسط في مفاوضات غير مباشرة بين الحكومة الإسرائيلية وحركة حماس لإبرام صفقة تبادل أسرى.
ويأمل الفلسطينيون أن تؤدي هذه الجهود إلى الإفراج عن المئات من الأسرى ذوي الأحكام العالية، وخاصة المؤبدات، من السجون الإسرائيلية بعد رفض سلطات الاحتلال الإفراج عنهم.
وكانت مصر نجحت في العام 2011 في التوصل لإبرام صفقة بين حماس وتل أبيب، تم بموجبها إخلاء الجندي الإسرئيلي جلعاد شاليط من غزة، مقابل إفراج سلطات الاحتلال عن جميع الأسيرات الفلسطينيات، وما يزيد على 1000 معتقل معظمهم من أصحاب الأحكام العالية.
ونجحت مصر منتصف الشهر الماضي، في إبرام اتفاق بين حركتي فتح وحماس، لإعادة السيطرة على قطاع غزة إلى حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية بعد 10 سنوات من الانقسام.
4 إسرائيليين
منذ الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عام 2014، تحتجز حماس 4 إسرائيليين، بينهم جنديان هما أورين شاؤول وهدار غولدين اللذان لم يتضح حتى الآن ما إذا كانا على قيد الحياة، إضافة إلى اثنين آخرين هما، افراهام منغستو وجمعه أبو أمينة.
وتركز إسرائيل بشكل خاص على الجنديين سيما في ضوء تقديراتها بأنهما قتلا خلال الحرب، ولكن حماس ترفض الإفصاح عن مصيرهما حتى تفرج تل أبيب عن نحو 60 فلسطينيا اعتقلتهم عام 2014 بعد أن تم الإفراج عنهم في صفقة 2011.
وتعتقد أوساط فلسطينية أنه سيكون من شأن إبرام صفقة تبادل جديدة بين حماس وإسرائيل بوساطة مصرية، الإفراج عن المئات من المعتقلين المحكومين بالسجن المؤبد، ومن بينهم القادة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح مروان البرغوثي، وأمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات، إلى جانب قيادات في حركة حماس مثل عبد الله البرغوثي وحسن سلامه.
ولكن تل أبيب تسعى بكل السبل من أجل استرجاع الإسرائيليين الأربعة دون دفع أي ثمن.
جثامين 5 شهداء
في هذا الصدد، أعلن جيش الاحتلال، أمس الأول الأحد، احتجاز جثامين 5 شهداء قضوا في هجوم إسرائيل على نفق على الحدود مع قطاع غزة.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الإثنين، في بيان: " لحكومة مكلفة بتحقيق مهمتين كبيرتين – الأولى هي الدفاع عن الدولة والأخرى هي بناء الدولة. نحن نقوم بهاتين المهمتين بآن واحد".
وأضاف: "ندافع عن الدولة ونحافظ على مبدأين بسيطين. الأول هو بأننا نهاجم من يحاول أن يهاجمنا والآخر هو بأننا لن نعطي هدايا مجانية لأحد. سنعيد جميع أبنائنا إلى أحضان عائلاتهم ولن نعطي هدايا مجانية".
هدية قطر المجانية
معلوم أن الحاخامات اليهود في العالم يتحركون بتنسيق مسبق مع الحكومة الإسرائيلية، مما يثير التساؤل عما إذا كانت إسرائيل تريد من خلال قطر وتأثيرها على حركة حماس الحصول على الإسرائيليين "كهدية مجانية".