لم يكن الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني يتوقع أن طعنة الغدر ستأتيه من وليّ عهده بل ممّن أنجبه من صُلبِه.
لم يكن الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني يتوقع أن طعنة الغدر ستأتيه من ولي عهده بل ممن أنجبه من صلبه.
لوح له مودعا، مجسدا لقول الشاعر: يعطيك من طرف اللسان حلاوة ** ويروغ منك كما يروغ الثعلب
- قطر تحت حصار تركيا وإيران.. الدوحة غير جادة في محاربة الإرهاب
- اتساع نطاق محاكمة شقيق أمير قطر بأمريكا
بخبث ودهاء، تمكّن حمد بن خليفة آل ثاني بالتعاون مع زوجته موزة، وحمد بن جاسم من الضغط على والده حتى عيّنه وليا للعهد بدلا من أخيه الأكبر عبدالعزيز.
ثم جرّد أخاه من جميع صلاحياته، وفعل ذلك مع أعمامه وأولادهم من آل ثاني، ثم بدأ يختلق المبررات والأعذار، للوثوب على قصر الإمارة.
حانت الفرصة المناسبة.. سافر الشيخ خليفة إلى سويسرا، فأمر حمد الجيش الذي كان تحت إمرته بالسيطرة على القصر والمطار، ثم ظهر حمد فجأة على شاشة التلفاز، في يوم 27 يونيو/حزيران عام 1995، منصّبا نفسه أميرا لقطر.
سارع حمد إلى اعتقال رفاق والده، وزجّ بهم في السجون، ووضع الدكتور عيسى الكواري، مدير مكتب الشيخ خليفة، تحت الإقامة الجبرية، بعد أن أجبره على تسليم جميع الملفات الخاصة بمكتب الأمير.
الكذب ديدن المخادعين الغدارين، فلا العائلة الحاكمة، ولا الشعب القطري يريد حمد أميرا، بل إن حسده للمملكة السعودية، وحقده على جيرانه، وأطماعه في السلطة، وتنفيذا للمخطط المرسوم، كل ذلك وغيره، دفعه لطعن أبيه -الذي وثق به- في ظهره.
كان حمد بن خليفة يكنّ العداء للمملكة العربية السعودية، ويتقرب من إيران، ويسعى لكسب ود إسرائيل، وهذا غيض من فيض ما أكده عضو الأسرة الحاكمة في قطر عبدالله بن فهد آل ثاني المقيم خارج قطر.
دارت الأيام، وخابت أحلام حمد، وارتد كيده في نحره، فجزيرة الفتنة، ذراع حمد الإعلامية، لم تتمكن من توسيع مساحة قطر، ولم يستطع الغاز القطري أن ينفخ أميرها، والقذافي قتل، والخناق الأمريكي يزداد على إيران، وداعش والإخوان وأردوغان إرهابيون منبوذون في المشرق والمغرب، وأنوفهم تتمرغ بوحل سوريا وليبيا ومصر.
حمد المتهور، الذي أزاح والده الحكيم المتعقل، فشل في تنفيذ ما كان مطلوبا منه، وانكشف بالتسجيل الصوتي تآمره على السعودية، ومحاولة اغتيال الملك عبدالله..
هذا الحمد، لم يعد مقبولا على رأس السلطة في قطر، وكان لا بد من إزاحته من الواجهة، ولأنه يعلم أن مصيره مصير والده، وأن خلعه عن الحكم مجرد وقت لا غير، سارع إلى مسرحية نقل السلطة إلى ابنه تميم، الفتى المراهق الذي لا يعرف من الحكم إلا اسمه، ومن الدولة إلا رسمها.
في إشارة إلى اعتزاله، أطلق على حمد لقب "الأمير الوالد"، لكن مجلة فورين بوليسي الأمريكية أكدت، في تقرير لها، أن حمد هو الحاكم الفعلي لإمارة قطر.
الأمر نفسه أكده الشيخ عبدالله بن فهد آل ثاني، مشيرا إلى أن الحاكم الفعلي لإمارة الإرهاب هو حمد بن خليفة، وما تميم إلا مجرد دمية على واجهة لا بد أن يسدل عليها الستار، ليعود الأمن والسلام الذي دمره نظام الحمدين منذ أن عق حمد أباه خليفة، وأقصاه بغدر تجاوز به الذئاب الغادرة.