فئران تنزانيا تكتشف "السُل" مبكراً
فئران مدرّبة يمكنها اكتشاف المرض فيما لا يزيد على ١٥ دقيقة حتى أن أحدها حدد في إحدى المرات بشكل إيجابي ١٣ شخصا قد يكون لديهم مرض السل.
في تجربة فريدة من نوعها، نجح فريق من الباحثين في تدريب فئران عملاقة على اكتشاف وشمّ مرض السل وإنقاذ حياة العشرات.
وكشفت صحيفة الجارديان البريطانية، نقلا عن الباحثين في مركز أبوبو للكشف عن السل في مدينة موروجورو بتنزانيا، عن أن الفئران المدربة يمكنها اكتشاف المرض فيما لا يزيد على ١٥ دقيقة حتى أن أحدها ويدعى "رضوان" حدد في إحدى المرات بشكل إيجابي ١٣ شخصا قد يكون لديهم مرض السل.
وهذا الاكتشاف يعني إنقاذ حياة الكثيرين في أسرع وقت ممكن، وقد تم تدريب الفئران تقريبا منذ الولادة لالتقاط رائحة المرض، وهو أمر يصعب اكتشافه، ولأداء عملها، توضع الفئران في قفص كبير في قاعدته، يضع الباحثون شريطا معدنيا عريضا به ١٠ أطباق من البلغم البشري مرسلة من عيادة السل.
وقد تمت معالجة جميع العينات بالحرارة حتى لا يكون هناك خطر العدوى إما للفئران أو البشر، وواحد تلو الآخر، يتم فتح الشرائط المعدنية في الجزء السفلي من القفص للسماح للفئران بشم كل طبق.
ويبدأ الفأر بفحص العينات ويتحرك بسرعة من فتحة لأخرى، ولكن عندما يقف ويبدأ في خدش المعدن السفلي من القفص فهذا يعني أنه يشم رائحة المرض، وعندها يعلن المشرف على الفأر اكتشاف حالة فيحظى الفأر بمكافأة من الموز المهروس والأفوكادو.
وأكد الباحثون أن هذه الفئران يمكنها اكتشاف حالات المرض بزيادة ٤٠٪ عن الحالات التي تكتشفها العيادات الطبية، وأضافوا أن الفأر الواحد يمكنه فحص ١٠٠ عينة في اليوم بعدها يعود الفأر إلى الهواء الطلق، حيث يتم تنظيف القفص ويتم جلب فئران أخرى لإجراء المزيد من الاختبارات على النتائج التي توصل إليها الفأر السابق.
وأشار الباحثون إلى أنه حتى هذه اللحظة فإن هذه الفئران ليست معتمدة كأداة تشخيصية مستقلة، وبعد أن تجري الفئران الفحص يعود فني بشري ليعيد التحقق من هذه العينات، ولكن الفئران قد أسهمت بالفعل بشكل كبير في تضييق نطاق التركيز.
ومنذ بدء العمل قبل ١٠ سنوات، أسهمت الفئران في فحص ما يقرب من نصف مليون عينة، وتم اكتشاف أكثر من ١٢٢٠٠ حالة خفية، ويمكنها فحص ١٠٠ عينة في ١٠ إلى ٢٠ دقيقة، بينما يمكن للإنسان مستخدما المجهر أن يستغرق ٤ أيام لاختبار العدد نفسه.
وتقدر منظمة الصحة العالمية أنه في العام الماضي لم يتم الكشف عن ٤،١ مليون حالة من السل، على الرغم من كونها أكبر قاتل معدٍ في العالم في عام ٢٠١٦، مما أدى إلى وفاة ١،٧ مليون شخص.
aXA6IDMuMTQ5LjIzLjEyNCA= جزيرة ام اند امز