"تيقن".. منصة فلسطينية لكشف الأخبار المزيفة

من مشروع تخرج جامعي، تحولت "تيقن" في غضون 3 سنوات إلى منصة مرجعية لتفنيد الشائعات وكشف التضليل عبر مجموعات متطوعين من مختلف دول العالم.
و"تيقن" هو مشروع إعلامي شبابي فلسطيني، يقوم عليه مجموعة من المتخصصين في مجال الإعلام، ويسعى بشكل أساسي للارتقاء بالمحتوى الفلسطيني على شبكة الإنترنت، من خلال رصد الأخبار الوهمية وتكذيبها في مختلف المجالات، وتوعية الجمهور الفلسطيني بضرورة التحقق من الأخبار قبل نشرها.
وقال أنس حواري مؤسس المبادرة لـ"العين الإخبارية" إن فكرة "تيقن" كانت عبارة عن مشروع تخرجه في قسم الصحافة بجامعة النجاح الوطنية نهاية ديسمبر 2017، ومن ثم انطلق في تنفيذها على الأرض بعدما لاحظ كما كبيرا من انتشار الأخبار غير الصحيحة والشائعات لأغراض مقصودة.
وبمساعدة 20 متطوعًا من خريجي الصحافة وطلبتها بمحافظات الضفة تحولت الفكرة إلى واقع من خلال عملية منهجية من أربعة محاور للتيقن من الأخبار المشكوك في صحة معلوماتها، وفق حواري.
محاور العمل
وأوضح أن هذه المحاور هي: الرصد، والمتابعة والبحث، ونشر المحتوى، والمالتميديا، مبينا أنهم يتبعون منهجية متابعة الأخبار التي حولها لغط في الشارع وبين الإعلاميين والتأكد من صحة تلك الأخبار، وبعد التأكد تنشر على مختلف منصات "تيقن".
آلية العمل -وفق حواري- تبدأ برصد ومتابعة مختلف المواقع والصفحات والحسابات من خلال فريق المبادرة، إضافة لطلب مساعدة الجمهور بالتحقق من مصداقية مواد معينة منشورة.
وأشار إلى أن خبرة الفريق تلعب دورا كبيرا بكشف المواد التي فيها خداع للجمهور، وبعد الرصد يقوم الفريق بالتحقق من مصداقية المواد المنشورة.
آلية التحقق
وتعتمد عملية التحقق على عدة طرق منها: التواصل مع الوكالات والشبكات لمعرفة مصادر المواد التي نشرتها، والتواصل المباشر مع المؤسسات والشخصيات التي وردت في المواد المنشورة المشكوك بصحتها، وأيضا الاستعانة ببعض المواقع للبحث عن بعض الأمور والصور، إضافة للاستعانة بمختصين في برامج الصور والفيديو لكشف التلاعب الاحترافي فيها.
وأشار إلى أن بعض الصحفيين من معدي الأخبار غير الصحيحة كانوا يتحسسون في بدايات عملهم ويقوم بالمراجعة والعتاب، واليوم في تقبل أفضل للفكرة بين الصحفيين.
وذكر أنهم ينشرون أخبارهم المتحقق منها عبر منصاتهم التي تشمل "موقعا إلكترونيا وحسابات فيسبوك وتوتير وتلغرام وانستغرام وقناة يوتيوب"، ويتابع هذه المنصات أكثر من 100 ألف متابع.
وأشار إلى أن عمل الطاقم تطوعي وكذلك احتياجات العمل على حسابهم الخاص، وفي اليوم الواحد يتعاملون مع حوالي 10 أخبار يدور حولها لغط.
لماذا؟
وأكد أن الاستهداف المتواصل للجمهور الفلسطيني بالشائعات والتضليل، والحاجة إلى درع يحميه من هذا الهجوم من خلال كشف هذه الشائعات ومحاولات التضليل المستمرة حفزهم على الاستمرار خاصة مع استشعار خطورة والأخبار المضللة.
وأشار إلى أن جزءا كبيرا من الشائعات تؤدي للإضرار بالوحدة الفلسطينية والنسيج الاجتماعي، وتلحق الضرر بعدد كبير من أفراد الجمهور، وغالبية الأخبار التي يجري تفنيدها في الآونة الأخيرة تتعلق بأخبار وتطورات كورونا، وفق "حواري".
ومن الاهتمام بالحدث الفلسطيني، امتد نشاط "تيقن" إلى دول أخرى في العالم عبر مجموعات من المتطوعين الذين آمنوا بالفكرة.
ويؤكد "حواري" أن "تيقن" تسعى إلى أن تكون مرجعية للصحفيين ومرجعا للتأكد من المعلومات الخبرية، وتنمية قيم التحقق والدقة من المعلومات لدى الصحفيين، وتنقية الفضاء الإعلامي من الأخبار المضللة لما لها من تأثيرات سلبية على المجتمع حيث تعمل على إشاعة الفوضى.
إشادة بالدور
ويشيد صحفيون وناشطون فلسطينيون بأداء ودور "تيقن"، في محاربة الشائعات ونشر الحقيقة.
وعبرت الصحفية رنين جودة إحدى عضوات الفريق التطوعي عن فخرها بما حققته تيقن بعد 3 سنوات من انطلاقها وباتت منصة لرصد الأخبار المغلوطة والخاطئة بهدف تصحيحها.
وقالت: "فخورة جدًا كوني جزءا من فريق تيقن المُبدع.. عقبال يصير عنا وعي بفكرة معرفة الأخبار الصحيحة قبل نشرها على الصعيد الشخصي قبل الإعلامي”.
بدورها قالت أروى عثمان: "ثلاث سنوات مرت على مبادرة تيقن، بدأت كمشروع تخرج في قسم الصحافة، والآن أصبحت منصّة ضخمة تضُم عدد كبير من الصحفيين والمتطوعين، الذين يبحثون بكل مصداقية وشفافية للوصول إلى الحقيقة وكشف الأخبار المُضللة والكاذبة، في الوقت الذي أصبحت الرغبة في السبق الصحفي لدى بعض وسائل الإعلام تعتدي على الحقيقة".
aXA6IDMuMTQ4LjEwMy4xNDcg
جزيرة ام اند امز