صلاة التراويح.. فضلها وسبب التسمية وحكمها من صحيح السنة
تُعتبر صلاة التراويح من الشعائر الإسلامية العظيمة التي تُؤدّى في شهر رمضان المبارك، وقد أجمع العلماء على أنّها سُنّة مُؤكّدة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وردت الكثير من الأحاديث في بيان فضل صلاة التراويح منها قول النبيّ صلى الله عليه وسلم:
"كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُرَغِّبُ في قِيَامِ رَمَضَانَ مِن غيرِ أَنْ يَأْمُرَهُمْ فيه بعَزِيمَةٍ، فيَقولُ: مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ".
فصلّاها النبيّ وصلّاها الصحابة معه جماعة، وبعد وفاته، عليه الصلاة والسلام، استمرّ الصحابة في صلاتها منفردين، وفي عهد عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، رآهم يُصلّون مُتفرّقين، ورأى أنّ بعضهم لا يحسن القراءة؛ فجمعهم على إمام، ورأى أنّ ذلك أفضل من صلاتهم مُتفرّقين، وكان ذلك أوّل اجتماع للمسلمين على إمام واحد في صلاة التراويح".
ما هي صلاة التراويح؟
هي صلاة الليل، والتي تكون بعد صلاة العشاء في شهر رمضان الكريم، وهي سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
تسمية صلاة التراويح
تُطلَق كلمة التراويح على الجلوس مُطلَقاً، وسُمِّيت بهذا الاسم؛ لأنّ المُصلّين يجلسون للاستراحة فيها بعد كُلّ أربع ركعات، واتّفق الفقهاء على مشروعيّة هذه الاستراحة بعد كلّ أربع ركعات؛ لورودها عن السلف؛ لأنّهم كانوا يُطيلون القيام في صلاة التراويح، فيجلسون للاستراحة.
كما ذهب الحنفية إلى أنّ حُكم هذه الاستراحة مندوب، وعلى المُصلّي إشغالها بالسكوت، أو الصلاة، أو التسبيح، أو قراءة القرآن.
في حين يرى الحنابلة بجواز ترك الاستراحة بعد كلّ أربع ركعات، ولا يُسَنّ لمَن جلس للاستراحة أن يدعو بدعاء مُعيَّن.
فضل صلاة التراويح
لصلاة التراويح الكثير من الفضائل، منها أنها سبب لمغفرة الذنوب؛ لحديث النبيّ صلّى الله عليه وسلّم:
"كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُرَغِّبُ في قِيَامِ رَمَضَانَ مِن غيرِ أَنْ يَأْمُرَهُمْ فيه بعَزِيمَةٍ، فيَقولُ: مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ".
كما تعد سببًا لنيل أجر قيام ليلة لمَن صلّاها مع الإمام وبقي معه حتى ينصرف؛ لحديث النبيّ، عليه الصلاة والسلام:
إنَّ الرجلَ إذا صلَّى مع الإمامِ حتى ينصرفَ حُسِبَ له قيامُ ليلةٍ".
وقت صلاة التراويح
يرى جمهور الفقهاء أنّ وقت صلاة التراويح يكون من بعد صلاة العشاء، وقبل صلاة الوتر؛ لأنّها سُنّة تابعة للعشاء،
ويمتدّ وقتها إلى قبل طلوع الفجر؛ لفعل الصحابة، وقد نُقِل ذلك عنهم.
ومن صلّاها بعد المغرب وقبل العشاء فإنّها لا تُجزأ عن التراويح، وتكون بمقام النافلة كما يرى المالكية،
وفي رواية عند الحنفية أنّها تُجزأ عن صلاة التراويح؛ لأنّ وقتها جميع الليل واسمها قيام الليل. وأفضل وقتها يكون بعد ثلث الليل أو نصفه عند الحنفية والشافعية.
كيف تصلي صلاة التراويح؟
الأفضل في صلاة التراويح أن تُصلّى إحدى عشرة ركعة؛ لفعل النبيّ؛ فقد ورد عنه أنّه كان لا يزيد في رمضان،
ولا في غيره عن ذلك، إذ وصفت السيّدة عائشة صلاة النبيّ في رمضان فقالت:
"ما كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَزِيدُ في رَمَضَانَ ولَا في غيرِهِ علَى إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً".
لكن من زاد على ذلك فهو جائز، وتُراعى في ذلك أحوال الناس، واستطاعتهم.
عدد ركعات صلاة التراويح
لهذا أجمع العلماء على عدم حصر صلاة التراويح في عدد مُعيَّن، إلّا أنّهم اختلفوا في أفضليّة الزيادة، وعدمها، وذهب الشافعي، وأبو حنيفة، وأحمد، وسفيان الثوري، وابن المبارك إلى أنّها عشرون ركعة؛ لفعل عمر وعليّ -رضي الله عنهما-، وله أن يُصلّيها ستّاً وثلاثين ركعة كما هو مشهور في مذهب الإمام مالك.
حكم صلاة التراويح من دار الافتاء
هناك بعض الأحاديث النبوية التي ترغب في صلاة الليل خلال شهر رمضان الكريم وتوضح فضلها. فقد ورد عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه".
حكم صلاة التراويح جماعة
يكون حكم صلاة التراويح في جماعة أفضل من الصلاة منفردًا، فقد صلى النبي عليه أفضل الصلاة والسلام بأصحابه جماعة لعدة أيام، ثم ترك ذلك حتى لا يجعلها فرد على المسلمين.
حديث عن صلاة التراويح
قد ورد عن رسول الله صلى الله عليه بعض الأحاديث التي تتحدث عن صلاة التراويح، منها:
عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى ذات ليلةٍ في المسجد، فصلى بصلاته ناسٌ، ثم صلى من القابلة، فكثر الناس، ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة أو الرابعة، فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما أصبح قال: قد رأيت الذي صنعتم ولم يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تفرض عليكم وذلك في رمضان".
هل صلاة التراويح بدعة؟
لا ليست بدعة، فهي سنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وصلاها الصحابة أيام النبي عليه الصلاة والسلام أوزاعًا، ثم جمعهم عمر على إمام واحد.
أصل صلاة التراويح
هي من السنن الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن لم يواظب النبي صلى الله عليه وسلم على صلاتها في جماعة، وذلك حتى لا تفرض على المسلمين.
بينما حرص سيدنا عمر بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم على جمع المسلمين وجعل أبي بن كعب رضي الله عنه أمامًا.
كيفية صلاة الشفع والوتر؟
قد روي عن رسول أنه كان يصلي صلاة الليل ثلاثًا وعشرين ركعة، وكذلك صلاها إحدى عشرة ركعة. فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"صلاة الليل مثنى مثنى ولم يحدد إحدى عشرة، ولا ثلاث عشرة، ولا أكثر من ذلك قال: صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح؛ صلى ركعة واحدة، توتر له ما قد صلى".
كيفية صلاة التراويح 11 ركعة؟
يمكن صلاة التراويح 8 ركعات على هيئة ركعتين ركعتين، ثم ركعتي الشفع وكعة الوتر. كما ذُكر عن صلاة التراويح في رواية عند الحنفية أنّها تُكرَه بعد نصف الليل؛ لأنّها تبعٌ للعشاء.
والأصحّ عندهم أنّها لا تُكرَه والأفضل تأخيرها إلى آخر الليل، ويرى الحنابلة أنّ أفضل أوقاتها أوّل الليل؛ اتِّباعًا لفعل الناس في عهد عمر، وهي تصحّ قبل الوتر، وبعده دون كراهة.
إلّا أنّ الأفضل أن تكون قبله باتّفاق الجمهور، وخالف المالكية في ذلك فقالوا بأنّها تُصلّى قبل الوتر، وبعد العشاء، ويُكرَه تأخيرها عن الوتر؛ لقوله -عليه الصلاة والسلام-: (اجْعَلُوا آخِرَ صَلَاتِكُمْ باللَّيْلِ وِتْرًا). وإن خرج وقتها فإنّها لا تُقضى على قول الجمهور، في حين يرى الشافعية جواز قضائها.
aXA6IDE4LjIxOS4xNS4xMTIg جزيرة ام اند امز