الجيش الليبي يستهدف "إمبراطور التهريب" غربي طرابلس
المحلل العسكري الليبي محمد الراجحي يؤكد أن قوات الجيش الليبي مستمرة في تقطيع أوصال المليشيات الإرهابية بشكل كبير
استهدف سلاح الجو بالجيش الوطني الليبي، السبت، مقرات المليشيات الإجرامية منها مقر مليشيا "النصر" المسؤولة عن التهريب والاتجار بالبشر في مدينة الزاوية غرب العاصمة طرابلس.
- "ليبيا لليبيين دون عثمانيين".. احتجاجات ضد أردوغان في تونس
- رئيس برلمان ليبيا يزور قبرص ردا على تحركات أردوغان
وقال المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة بالجيش الليبي إن سلاح الجو نفذ غارتين على مقر مليشيا النصر التي يقودها محمد كشلاف الملقب بالقصب والمعروف بـ"إمبراطور التهريب".
وتعد مليشيا النصر التي يتزعمها "إمبراطور التهريب، المذكور في تقرير لجنة الخبراء التابعين للأمم المتحدة في الفقرتين 90، 92 من التقرير الصادر في مارس/آذار 2018، إحدى أخطر وأهم المليشيات في مدينة الزاوية والمحور الغربي للقتال ضد الجيش الوطني الليبي.
وأكد المركز تحقيق الضربتين لإصابات مباشرة ودقيقة لأهدافها، موضحة أن من بين الأهداف مخزن ذخيرة في منطقة أبوغلاشة الذي تم تدميره بالكامل.
ومدينة الزاوية إحدى أبرز المدن التي تسيطر عليها المليشيات الإرهابية والإجرامية، تحت قيادة الإرهابي أبو عبيدة الزاوي (شعبان هدية)، وتنتشر بالمدينة مليشيات عدة بعضها موالٍ لتنظيم القاعدة وعلى رأسها ما يعرف بكتيبة الفاروق.
كما تنتشر في المدينة ذاتها مليشيات الاتجار في البشر "الهجرة غير الشرعية" التي تمارس الانتهاكات ضد الإنسانية وتستخدم أطفال المهاجرين غير الشرعيين للعمل في بيع الوقود، لتسديد مستحقات السفر.
وتقوم المليشيات بإجبار الأطفال المهاجرين في الزاوية على العمل في منازل قيادات المليشيات، وتشييد المباني والعمل في المزارع، ولا يستطيعون الهرب، خاصة أن ذويهم محتجزون في مراكز يسيطر عليها الإرهابي محمد القصب.
وسبق واستهدف سلاح الجو الليبي معسكرا لمليشيا الفاروق الإرهابية بالزاوية، وموقعا آخر كان يتم فيه تجهيز الآليات التابعة للمليشيات، وقتل نحو 6 أشخاص بالغارات الجوية في الموقعين.
وميدانيا تقدمت قوات الجيش الليبي في المحور الغربي، الجمعة، وسيطرت على منطقة الحرشة في مدينة الزاوية، 48 كيلومترا غربي العاصمة طرابلس، كما استمرت الاشتباكات المسلحة بين مليشيات مدينة الزاوية التابعة لحكومة الوفاق برئاسة فايز السراج في وقت متأخر مساء السبت.
كما حافظت قوات الجيش الليبي على قدرتها في توسيع تقدماتها في المحاور الشرقية والجنوبية ووصلت إلى مناطق متقدمة وسط العاصمة الليبية طرابلس، خاصة بعد السيطرة على معسكري التكبالي وحمزة وطريق المطار، ولا تزال الاشتباكات مستمرة في منطقة سيمفرو التي لا تبعد عن الشاطئ أكثر من 10 كيلومترات.
كما تمكنت قوات الجيش الليبي من تشتيت قدرات المليشيات وتقطيع أوصالها بشكل كبير، بحسب المحلل العسكري الليبي محمد الراجحي.
ويقول الراجحي لـ"العين الإخبارية": "إن ساحة العمليات مهيأة لمزيد من عمليات تقطيع الأوصال هذه الناتجة عن تخطيط مسبق ضمن مراحل معركة تحرير ليبيا".
وشدد على أن فتح محور الزاوية في وقت اشتد فيه الهجوم في محور طريق المطار كانت نتائجه مباشرة وسريعة، حيث سيطر الجيش على كل الأهداف في وقت قياسي من مشارف مطار طرابلس إلى خزانات النفط والنقلية وكوبري الفروسية، حيث رئاسة الأركان وكلية القيادة والأركان، وأصبح الطريق مفتوحا إلى مقر وزارة الداخلية بالجسر الحديدي.
وتابع أن فتح محور الزاوية أضعف محور العزيزية - السواني الكريمية إلى أقصى حد، حيث كانت مليشيات الزاوية أهم عناصره، وفي هذا المحور تم استنزاف هذه المليشيات بشكل كبير انعكس على فشلها الواضح في الدفاع عن الزاوية.
ويرى الراجحي أن الجيش الليبي أصبح بإمكانه في القاطع الشرقي من طرابلس قطع طريق الإمدادات بين مصراتة وطرابلس عند القربوللي وفي نقاط أخرى، كما يمكنه قطع الطريق بين مصراتة وسرت في العديد من النقاط.
ونوه بأنه ليس من المستبعد فتح الجيش الليبي لمحور سرت، وحينها سيتم عزل قوات البنيان المرصوص عن مصراتة وتصبح عديمة الجدوى عسكريا.
وحول الجوانب العسكرية الأخرى للمعركة يرى الراجحي أن لدى القوات المسلحة قوة احتياط كبيرة على مستوى القيادة العامة أو غرفة عمليات المنطقة الغربية، يمكنها الدفع بجزء منه لمعالجة أي موقف عسكري قد تقابله أو تكليفها بمهام جديدة وهو ما تفتقر له المليشيات، حيث لا توجد لها قيادة موحدة مع انعدام الثقة بينها.
واختتم حديثه قائلا: "إن المليشيات تعاني من حالة إحباط شديدة، حيث تعجز كل مليشيا عن نجدة الأخرى نتيجة حاجتها الدائمة للتزود بالذخائر لاعتمادها على القوة النارية وعدم الاقتصاد في الذخيرة وتدمير السلاح الجوي لعدد كبير من مخازنها، ومن المرجح أن تصل إلى حالة العجز التام".