«لحمنا جميل».. رسالة أمريكية رسمية تثير خلافا تجاريا مع أوروبا

تشمل لوائح الغذاء الصارمة التي يفرضها الاتحاد الأوروبي قواعد صارمة، وأكثر من يتضرر منها لحوم الأبقار الأمريكية، وقد تُصبح هذه القواعد نقطة خلاف في الحرب التجارية.
ووفق "واشنطن بوست"، يعتقد هندريك ديريندونك، وهو جزار ينتمي لأسرة عملت بهذا المجال، واشتهر عالميًا في بلجيكا، أن الطريقة الأوروبية في تربية الماشية يقدرها المستهلكون الأوروبيون.
وأوضح ديريندونك، الذي يمتلك مطعما حائز على نجمة ميشلان، "إن الأوروبيين يُريدون لحومًا خالية من الهرمونات، مُغذّاة على العشب، ويهتمون بمعرفة مصدرها".
وتجادل إدارة ترامب بأن اللحوم الأمريكية، المُنتَجة دون لوائح مماثلة، أفضل - وتريد من أوروبا شراء المزيد منها، ومن غيرها من المنتجات الزراعية الأمريكية.
وقال وزير التجارة، هوارد لوتنيك، في مقابلة تلفزيونية الشهر الماضي، "إنهم يكرهون لحمنا لأن لحمنا جميل، بينما لحمهم ضعيف".
وبغض النظر عن مسألة الجمال والقوة، فإن الإدارة الأمريكية مُحقة في أمر واحد، هو أن صناع السياسات الأوروبيين لا يرغبون في السماح بدخول المزيد من شرائح اللحم والبرغر الأمريكية المُحسّنة بالهرمونات إلى الاتحاد الأوروبي.
وتقول الصحيفة، إن فتح السوق الأوروبية أمام المزارعين الأمريكيين ليس سوى مطلب واحد ضمن قائمة طويلة من طلبات فريق ترامب.
كما يريد المفاوضون الأمريكيون من أوروبا شراء المزيد من الوقود والشاحنات الأمريكية، وتغيير ضرائب الاستهلاك، وإضعاف لوائحها الرقمية.
ويبدي مسؤولو التجارة في الاتحاد الأوروبي استعدادهم لتقديم العديد من التنازلات لتجنب حرب تجارية مؤلمة وطويلة الأمد، وتجنب فرض رسوم جمركية أعلى.
وقد عرضوا خفض الرسوم الجمركية على السيارات إلى الصفر، وشراء المزيد من الوقود، وزيادة المشتريات العسكرية.
بل واقترح المفاوضون شراء المزيد من بعض المنتجات الزراعية، مثل فول الصويا.
لكن يرى الأوروبيون أن لكل شيء حدا، وتشمل هذه الحدود لحم البقر الأمريكي المعالج بالحرارة وصدور الدجاج المغسولة بالأحماض التي يأبى المسئولين في أوروبا إتاحتها في أسواق البلدان الأوروبية.
وقال أولوف جيل، المتحدث باسم المفوضية الأوروبية، الذراع الإدارية للاتحاد الأوروبي، في مؤتمر صحفي عُقد مؤخرًا، "معايير الاتحاد الأوروبي، لا سيما تلك المتعلقة بالغذاء والصحة والسلامة، مقدسة، وهذا ليس جزءًا من المفاوضات، ولن يكون كذلك أبدًا، إنه خط أحمر".
وليس من الواضح مدى جدية الأمريكيين في الضغط على المنتجات الزراعية مثل لحوم البقر والدجاج لتكون ضمن اتفاقية تجارة ملزمة.
لكن هذا الموضوع طُرح مرارًا وتكرارًا، على سبيل المثال، عندما كشف المسؤولون الأمريكيون عن اتفاقية تجارية مع بريطانيا يوم الخميس، كان لحم البقر جزءًا من الاتفاقية.
لكن وفقًا لبريطانيا، ستُخفّض هذه الاتفاقية ببساطة تكلفة تصدير المزيد من لحوم البقر الخالية من الهرمونات إلى الولايات المتحدة، ولن تشمل تخفيف قواعد الصحة والسلامة البريطانية، المُشابهة لتلك المُطبقة في الاتحاد الأوروبي.
وفيما يتعلق بالاتحاد الأوروبي، يُمكن للولايات المتحدة بالفعل تصدير كميات كبيرة من لحوم البقر الخالية من الهرمونات دون مواجهة رسوم جمركية، لذا فإن اتفاقية مُماثلة لن تُفيد المزارعين الأمريكيين كثيرًا.
لكن الدبلوماسيين والمسؤولين الأوروبيين أصرّوا مرارًا على أنه لا مجال للمناورة لخفض معايير الصحة والسلامة تلك.
aXA6IDMuMTQxLjE5My4yMzcg جزيرة ام اند امز