الملف النووي ليس الخلاف الوحيد.. الأذواق في الطعام تفرق بين كيم وترامب
الطاهي الأسترالي بول سمارت يقول إن تفضيل الزعيم الكوري الشمالي للحم شبه النيئ يظهر أنه يحب أن يستمتع بتناول الطعام.
العقوبات والملف النووي ليست نقاط الاختلاف الوحيدة بين كيم جونج أون ودونالد ترامب، ففي حين يفضل الزعيم الكوري الشمالي شريحة اللحم شبه نيئة، يحب الرئيس الأمريكي قطعة اللحم مشوية جيداً.
وكانت القمة الثانية بين الزعيم الكوري الشمالي والرئيس الأمريكي مناسبة لعشاء اقتصر على الرجلين.
لا يخفي دونالد ترامب حبه للأطباق البسيطة، وحتى الوجبات السريعة، فيما تبقى أذواق الزعيم الكوري الشمالي غامضة بعض الشيء.
لكن بول سمارت، الطاهي التنفيذي في فندق "سوفيتيل ليجند متروبول"، عمل بشكل وثيق مع الطاهيين الخاصيين لكيم جونج أون، وحصل منهما على بعض التفاصيل المتعلقة بهذا الجانب من حياة الزعيم الكوري الشمالي.
وقد تناول كيم جونج أون شريحة لحم "غير ناضجة جداً" محضرة على الطريقة الكورية الشمالية أي "مكسوة بالفلفل"، فيما طلب دونالد ترامب لحماً "مشوياً جداً" مطهواً على الطريقة الفرنسية "مع ثوم وذعتر وإكليل الجبل والزبدة".
ويقول الطاهي الأسترالي: "إن تفضيل الزعيم الكوري الشمالي للحم شبه النيئ يظهر أنه يحب فعلا أن يستمتع بتناول الطعام".
ويفيد طاهي كيم جونج أون أنه يحب الطعام الفاخر بحسب ما أكده بول سمارت، ويوضح: "هو يحب الكافيار والكركند والمنتجات الفاخرة جداً وكبد الأوز المسمن. يحب فعلاً أن يتلذذ بالأكل".
وكان كل فريق يعد أطباقه، وقد حمل الكوريون الشماليون معهم المكونات، ومن بينها شرائح اللحم، في قطار مصفح نقل إلى فيتنام لكيم جونج أون.
لحم كوري شمالي
ويكشف الطاهي الأسترالي أن اللحم "كان أحمر جداً، وفيه عروق كثيرة" ما يشير إلى أن الأبقار الكورية الشمالية على غرار الواجيو اليابانية ترعى حرة.
لكن باستثناء العربات التي تجرها ثيران، نادراً ما تشاهد المواشي في أرياف كوريا الشمالية.
وكوريا الشمالية بلد فقير يعاني أكثر من 40% من سكانه من انعدام الأمن الغذائي، بحسب ما أفادت الأمم المتحدة.
وسبق لدونالد ترامب أن نزل في فندق "متروبول" خلال زيارة رسمية له إلى فيتنام العام 2017، وأمضى ليلته في جناح يكلف 4800 دولار، وقد حضر بول سمارت يومها ستة علب من المثلجات بالفانيلا لكن الرئيس لم يتذوقها.
كلاب مدربة
وقبل القمة، أدخلت كلاب مدربة على الشم إلى مطبخ الفندق، وقام أفراد من المعسكرين بتذوق كل الأطباق للتحقق منها.
ويقول سمارت: "المكونات الكورية الشمالية كانت موضبة بطريقة تحترم المعايير الصحية، وقد جلبوا حتى الكحول لتنظيف السكاكين فضلاً عن ألواح التقطيع".
ويؤكد سمارت أن الطاهيين الكوريين الشماليين موهوبان جداً، لكنهما اكتشفا للمرة الأولى كوكتيل القريدس الذي طلبه الرئيس الأمريكي، وهو من كلاسيكيات المائدة الأمريكية منذ الثمانينيات.
ويضيف: "لقد استغربا كثيراً مذاق صلصلة ثاوزند أيلند" المصنوعة من المايونيز والكاتشاب والتاباسكو، مشيرا ًإلى أنه دون لهما الوصفة.
في المقابل علماه كيفية تحضير الكيمشي، وهو طبق تقليدي كوري مصنوع من الملفوف المخمر.
ولم يحصل الغداء المقرر في اليوم التالي بسبب اختلاف حول نزع السلاح النووي في كوريا الشمالية والعقوبات المفروضة عليها.
وكان الكوريون الشماليون ينوون تقديم طبق مصنوع من كبد الأوز المسمن يقول عنه سمارت "إنه أشبه بتحفة فنية"، إلا أن الزعيمين لم يجلسا على المائدة، واختصرا قمتهما من دون توقيع إعلان مشترك.
وقد قدم الطعام إلى الموظفين، وقال أنطوني سليوكا، المدير التجاري للفندق: "كان الطعام لذيذاً"، وهو يخطط لاقتراح الأطباق نفسها على الزبائن.