بالصور.. موظفون أمريكيون يتسولون الطعام بسبب "جدار ترامب"
في مدينة يعيش الكثير من عائلاتها حياة بؤس بسبب الغلاء الكبير في قيمة الإيجارات، فاقم الإغلاق الجزئي للإدارات الفيدرالية الوضع
بعد شهر من الإغلاق الجزئي للإدارات الفيدرالية الأمريكية، توافد عشرات الموظفين الحكوميين إلى بروكلين للتزود بالمواد الأساسية من بنك الطعام، وهو وضع ما كانوا يتخيلون أنهم سيقاسونه يوما.
ومن بين هؤلاء، موظفون في الجمارك أو هيئات الضرائب أو الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ، وجميعهم في بطالة قسرية منذ 22 كانون الأول/ديسمبر 2018، بسبب رفض الكونجرس اعتماد الميزانية المطلوبة لبناء جدار أمني على الحدود المكسيكية، يطالب به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أجل وقف الهجرة غير المشروعة، وهو ما دفعه إلى ما يسمى بإعلان الإغلاق الحكومي الجزئي، الذي ترتب عليه وقف دفع الرواتب للعديد من قطاعات العمل الحكومي في الولايات المتحدة.
أما آخرون، من حراس السجن أو عناصر الأمن في قطاع النقل ممن يصنفون "ضروريين"، فهم مضطرون للعمل من دون أي مقابل، وكان البعض يستفيدون من استراحات الغداء وآخرون من أوقات الفراغ القليلة للحصول على مؤن.
وفي بهو الدخول لمركز "باركليز" الشهير المعتاد أكثر على استضافة الحفلات واللقاءات الرياضية من العمليات الخيرية، عمد متطوعون إلى توزيع الطعام على مدى ساعات عدة.
وعلى الطاولة الأولى، قام موظفون بتسجيل أسمائهم، فيما تلقوا على الطاولات اللاحقة أكياسا مليئة بالمعلبات والبطاطس والدجاج والعنب والحليب ومستلزمات النظافة الأساسية.
وتقول أنطوانيت بيك وليامز من هيئة الجمارك وحماية الحدود، الآتية من هارلم على بعد أكثر من ساعة بقطارات الأنفاق "في الحقيقة، أتيت إلى هنا للتزود بالمؤن، كل ما من شأنه أن يساعدني في التوفير وادخار المال لأمور أخرى، هذا هو ما أحاول فعله".
ومنذ بدء حال المراوحة في الميزانية بين الكونجرس والبيت الأبيض؛ فإن هذه الموظفة البالغة 62 عاما "تعيش ليومها". وهي تقول "أراقب مأكلي ومصروفي، مع الأمل بأن يتخذوا قرارا سريعا".
وتأمل هذه الأم لطالبة جامعية في استئناف العمل في الأول من فبراير/شباط، وتقول "لا أفقد الأمل لأننا لا نملك شيئا من دون الأمل".
وتؤكد أيضا شانتيه جونسون (48 عاما) المسؤولة الإدارية في هيئة الضرائب أن "الوضع بات صعبا". وتضيف: "من شبكة الأمان إلى ادخار الأموال. بتنا نقترب من القاع. يجب أن نحاول ألا نبلغ القاع".
وتلفت هذه المرأة المعيلة لابنتها ووالدتها إلى أنها تعاني مشكلات في النوم والأكل منذ توقفها القسري عن العمل، وتقول "آمل أن ينتهي هذا الوضع غدا".
أما أولئك المرغمون على العمل من دون تقاضي أي أجر فوري فهم في وضع أكثر صعوبة، وفي ظل واجب التكتم المفروض عليهم، يعلقون من دون الكشف عن هويتهم.
وتوضح هذه الأم العازبة البالغة 39 عاما وهي حارسة في سجن بروكلين الفيدرالي أنها أتت لأخذ كميات تكفي لتحضير "بضع وجبات" من الطعام: "هذا يسبب ضغطا نفسيا كبيرا علينا".
وهي تأسف لعدم قدرتها على دفع تكاليف تسجيل ابنتها للانطلاق في مرحلة التعليم الجامعي هذا العام.
وقد نجحت في إرجاء أجل دفع قيمة الاشتراك في الهاتف المحمول الذي لا يمكنها الاستغناء عنه لضرورات العمل، بعد دفع غرامة مالية، وبحسب حساباتها، لن تستطيع الصمود لأبعد من أواسط الشهر المقبل "إذ لن يكون لدي ما يكفي لتعبئة الوقود اللازم للذهاب إلى العمل".
وفي مدينة يعيش الكثير من عائلاتها حياة بؤس بسبب الغلاء الكبير في قيمة الإيجارات، فاقم الإغلاق الجزئي للإدارات الفيدرالية الوضع، وفق فرانشسيكو تيزن المسؤول في منظمة "فود بنك فور نيويورك سيتي" القائمة على المبادرة الأخيرة لتوزيع الأكل في بنك الطعام.
ويوضح تيزن "هذا أمر غير مسبوق يوازي تقريبا الإجراءات الواجب اتخاذها في حالات الكوارث الطبيعية"، وهو جمع ما يقرب من ألف وجبة طعام ويحضر لتوزيع كميات أخرى للموظفين الحكوميين خلال الأيام المقبلة.
ويقول "يمكننا المساعدة لكن من غير الممكن أن نشكّل علاجا للمأزق الحالي أو لسياسة خاطئة".
ويحمّل موظفون فيدراليون كثر في نيويورك -المعقل الديموقراطي- الرئيس الجمهوري دونالد ترامب مسؤولية المراوحة الراهنة، معتبرين أن الوضع عند الحدود المكسيكية ليس بالخطورة التي تستأهل دفع مليارات الدولارات لتشييد جدار فاصل.
aXA6IDE4LjIyNi4yNDguODgg
جزيرة ام اند امز