مع افتقار الناخبين الأمريكيين للحماس تجاه السباق الرئاسي، دخلت ملكة جمال أمريكا والمغنية الشهيرة، تايلور سويفت على خط الاستحقاق الرئاسي، مما وضعها في مواجهة مع الرئيس السابق وأنصاره.
دخول قالت عنها صحيفة «الغارديان» البريطانية، إنه قد يرجح كفة الرئيس الأمريكي جو بايدن، ضد خصمه ومنافسه الأبرز دونالد ترامب، مشيرة إلى أن الجمهوريين الغاضبين سعوا في البداية إلى تشويه سمعتها، وإصباغ مزاعم تأييدها للرئيس الحالي بنظرية المؤامرة.
وقالت المجلة الأمريكية «رولينغ ستون»، إن حلفاء دونالد ترامب تعهدوا بـ«حرب مقدسة» ضد سويفت إذا وقفت إلى جانب الديمقراطيين في الاستحقاق الرئاسي المقرر عقده في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
ورغم ذلك، إلا أن كل الجمهوريين لا يوافقون على مهاجمة سويفت؛ فالمرشحة الرئاسية نيكي هيلي قالت لشبكة «سي إن إن»: «لا أعرف ما سر هذا الهوس. تايلور سويفت فنانة جيدة. لقد اصطحبت ابنتي إلى حفلاتها. إن وجود نظرية مؤامرة أمر غريب. لا أحد يعرف من الذي ستؤيده، لكن لا أستطيع أن أصدق أن هذا قد تجاوز سياستنا الوطنية».
دروس سياسية
وبحسب «الغارديان»، فإن سويفت يمكن أن تقدم دروسًا سياسية في الرسائل القائمة على القيم، وفهم الجمهور، وبناء اتصالات حقيقية مع المعجبين أو الناخبين.
وفي الأسبوع الماضي، زعم ترامب أنه أكثر شعبية منها (سويفت)، حتى لو كانت الروايات القائمة على القيم التي يقدمها «غالبا ما تكون أكثر انسجاما مع إيذاء الذات من تمكين الذات»، بحسب الصحيفة البريطانية.
ووجدت دراسة استقصائية أجرتها Morning Consult العام الماضي أن 53% من البالغين الأمريكيين هم من محبي سويفت، ما يعني أن لديها دائرة انتخابية يمكن أن تؤدي إلى ترجيح كفة أحد المرشحين.
نقاط ضعف
وأشارت الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري الأخيرة في نيو هامبشاير إلى نقاط ضعف ترامب مع النساء، اللائي يشكلن جزءًا كبيرًا من قاعدة جماهير سويفت. لكن استطلاعات الرأي الأخيرة أظهرت أيضًا أن معدلات تأييد بايدن ودعمه بين الناخبين الشباب قد انخفضت.
ويقول هانك شينكوبف، مستشار الحزب الديمقراطي: «إن الأمريكيين ليسوا مؤيدين بشكل مطلق لبايدن. إذا خرجوا للانتخابات فقد يكون ذلك لمعارضة ترامب. لكن إذا كنت تواجه مشكلة مع الشباب، وتحتاج إلى القيام بشيء ما، فما هي أفضل طريقة لعلاج المشكلة؟
ويقول ديفيد آلان، أستاذ التسويق في جامعة سانت جوزيف في فيلادلفيا، والذي يقوم بتدريس دورة تركز على سويفت، إن الجمهوريين يحتاجون إلى توخي الحذر مع تايلور لأنها تحظى بشعبية كبيرة بين النساء من جميع الفئات الديمغرافية وبعض الرجال، محذرًا من مهاجمة النجمة الأمريكية.
ويقول آلان: «أنت تعلم أن لها بعض التأثير (..) بالنسبة لترامب، فإن وجود تايلور سويفت ضده يمنحه شيئًا للحديث عنه».
في الفيلم الوثائقي لسويفت، ملكة جمال أمريكا، كان والدها يشعر بالقلق من أن أي موقف سياسي علني قد يؤثر عليها، لكنه يعتقد الآن أن سويفت باتت أكبر من أن تكون عرضة للتأثر تجاريا.
دور حاسم
ولم تحدد المغنية بعد الدور الذي ستلعبه، في انتخابات 2024، لكنها كانت صريحة بشأن تشجيع قاعدتها الجماهيرية على التسجيل للتصويت، مما دفع أكثر من 35 ألف شخص للتسجيل في موقع Vote.org في الخريف الماضي. كما أنها أيدت الديمقراطيين في الانتخابات النصفية لعام 2018.
وفي حين أنه من الصعب قياس مدى تأثير سويفت على الناخبين الشباب، إلا أن بعض البيانات تشير إلى أنها يمكن أن تقلب الموازين.
ووجد استطلاع أجراه معهد هارفارد للسياسة في خريف عام 2023، أن 19% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عامًا قالوا إنهم سيصوتون إذا «تلقوا مكالمة هاتفية شخصية أو رسالة نصية من تايلور سويفت تشجعهم على التصويت».
وخرجت سويفت، التي ابتعدت عن السياسة طوال معظم حياتها المهنية، عن صمتها في عام 2018 عندما دعمت حاكم ولاية تينيسي السابق فيل بريديسين (ديمقراطي) ضد النائب آنذاك مارشا بلاكبيرن (جمهوري من ولاية تينيسي) لعضوة مجلس الشيوخ.
وكانت هذه أول مشاركة كبيرة للمغنية في الانتخابات، وأظهر مقطع فيديو تم إصداره لاحقًا سويفت وهي تقول إنها تأسف لعدم التحدث علنًا في السباق الرئاسي لعام 2016.