الرئيس الجزائري: نسعى للتخلص من "ديمقراطية العصابة"
أكد الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، السبت، أن الهدف من تجديد مؤسسات الدولة عبر الانتخابات هو "التخلص من ديمقراطية العصابة".
وعقب الإدلاء بصوته الانتخابي في الجزائر العاصمة، أجرى تبون مؤتمرا صحفياً نوه خلاله بأن بلاده "تتجه لاستقرار اقتصادي وترسخ ديمقراطية لن تكون مجرد شعار".
ولفت الرئيس الجزائري إلى أن الرسالة الوحيدة التي تحملها آخر محطة في التعديلات التي باشرها منذ توليه الحكم هي "بناء دولة عصرية وقوية اقتصادياً واجتماعياً بسواعد أبنائها".
وتوقع الرئيس الجزائري "مشاركة قوية" في الانتخابات المحلية، مرجعاً ذلك إلى "أنها تهم المواطن مباشرة".
وعن تصريحاته السابقة التي قال فيها إن "نسبة المشاركة لا تهم"، أكد تبون أنه "تم تأويلها".
وأشار إلى أن الهدف الحقيقي هو "البحث عن مؤسسات شرعية لا غبار عليها بدون تزوير ووصلنا إلى هذه النتيجة ولا يمكن لأي كان أن يقول إن هناك تغييرا للنتائج".
وفي رده على سؤال متعلق باستمرار دعوات بعض الشخصيات المعارضة لـ"مرحلة انتقالية" و"تهديد أطراف بالعنف"، توعد تبون إياهم بـ"قانون صارم".
وتابع: "هناك قانون في البرلمان فيما يخص غلق المؤسسات وتزوير أصوات الناخبين، ومن يسبح خارج التيار الله يهديهم، ولا يوجد إجماع تام في كل العالم وليس في الجزائر فقط، بل إن الإجماع هو ما يثير شكوكاً".
ومضى الرئيس الجزائري في حديثه: "نحترم المعارضة ولكن لا يجب أن نصل إلى العنف".
ونبه إلى اعتزامه مراجعة جذرية لصلاحيات المجالس المحلية العام المقبل لمنحهم صلاحيات أوسع في التنمية المحلية.
من جانب آخر، أكد تبون، عزمه القيام بزيارة دولة إلى تونس لتعزيز التشاور والتعاون بين البلدين، لافتا إلى أن زيارة رئيس الحكومة التونسية نجلاء بودن، إلى الجزائر أمس الأول الخميس، تندرج في إطار " تبادل الزيارات، والأراء والتجارب"، مؤكدا أن هذا النوع من الزيارات سيتواصل.
ومساء الجمعة، دعا الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الناخبين للمشاركة بقوة في الاستحقاق الانتخابي "لاختيار منتخبيهم بناء على الجدارة والكفاءة".
واعتبر أن المشاركة في الانتخابات هي الوسيلة الناجحة لإحداث التغيير، مستدلا على ذلك بالآية القرآنية الكريمة: "إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ".
وأكد أن الانتخابات المحلية لها طابع خاص، متعهدا بإحداث تغيير جذري في قانوني البلدية والولاية لتوسيع صلاحيات المنتخبين المحليين، وهو أحد أبرز مطالب الأحزاب السياسية.
وشدد على أن "عهد شراء الذمم وتمويل الحملات الانتخابية بهدف بسط نفوذ المال الفاسد قد انتهى".
كما تعهد بإحداث "إصلاح هيكلي عميق اجتماعي واقتصادي" بعد الانتخابات المحلية التي تُجرى اليوم السبت.
وفتحت مراكز الاقتراع الجزائرية أبوابها، اليوم السبت، للتصويت في الانتخابات المحلية المبكرة، بمشاركة 23 مليون ناخب.
وتستمر عملية الاقتراع لـ11 ساعة كاملة في آخر محطات المشوار الانتخابي الذي باشرته السلطات الجزائرية منذ 2020.
وينص القانون الجزائري على فتح مراكز الاقتراع عند الساعة 8.00 صباحاً بالتوقيت المحلي (7.00 بتوقيت جرينيتش) وتغلق في الساعة 19.00 مساء (18.00 بتوقيت جرينيتش).
ويبلغ إجمالي عدد الناخبين في الانتخابات المحلية بالجزائر 23 مليونا و717 ألفا و479 ناخبا من بينهم 12 مليونا و824 ألفا و978 رجلا و10 ملايين و892 ألفا و501 سيدة، بحسب أرقام السلطة المستقلة للانتخابات.
ولعهدة مدتها 5 أعوام، يتنافس في الانتخابات المحلية 115 ألفا و230 مرشحاً للمجالس البلدية على 24 ألفا و932 مقعدا، و18 ألفا و993 مرشحاً لمجالس الولايات على 2004 مقاعد.
ويبلغ عدد مجالس الولايات 58 مجلساً يمثلون في الوقت نفسه عدد محافظات الجزائر، فيما يصل عدد المجالس البلدية إلى 1541 مجلساً.
وبلغة الأرقام دائماً، فقد خصصت سلطة الانتخابات 676 مكتب تصويت، و13 ألفا و326 مركز اقتراع و129 مكتباً متنقلا خاصاً بالبدو الرحل.