لماذا يريد عمالقة التكنولوجيا إلغاء كلمات المرور من الإنترنت؟
شركات التكنولوجيا تسعى لتخليص الناس من لعنة كلمات المرور وحفظها وقرصنتها، لكن هل تنجح في التخلي عنها أو أنها الملاذ الآمن الوحيد؟
باتت كلمات المرور على الإنترنت مصدر إزعاج كبير للمستخدمين، في ظل اضطرارهم لتذكر العشرات من كلمات السر غير الاعتيادية التي لا يمكن تخمينها، فضلا عن إمكانية تسربها على أي حال من خلال عمليات القرصنة.
ويحاول عمالقة التكنولوجيا في العالم القضاء على كلمات المرور لتسهيل الدخول للحسابات فضلا عن تأمينها، وفي هذا الصدد يؤكد البعض أن عصر كلمات السر في طريقه للزوال، وهو ما قاله رئيس أمن المعلومات في شركة "مايكروسوفت" الأمريكية بريت أرسينالت.
- مواقع التواصل تحظر كلمات المرور الضعيفة بداية من 2020
- فيسبوك تعتذر عن خلل بشأن كلمات سر حسابات مئات ملايين المستخدمين
وأشار أرسينالت في حوار مع "سي إن بي سي" الأمريكية، إلى أن مايكروسوفت قضت على كلمات السر لـ90% من موظفيها الذين يبلغ عددهم 135 ألف شخص، حيث أصبح بإمكانهم الآن الولوج على شبكة الشركة دون استخدام كلمة مرور، لكن عبر بصمة الوجه أو الإصبع.
وبالمقياس نفسه، تصدر يوم بعد يوم المزيد من الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية التي يمكن فتحها عبر القراءات الحيوية للجسم سواء عبر ماسح البصمة أو خاصية التعرف على الوجه.
وتسعى شركات التكنولوجيا منذ فترة للقضاء على كلمات المرور، ففي 2016 قالت جوجل إنها تعمل على "مشروع أباكوس"، وهو مشروع داخلي تحاول من خلاله إلغاء كلمات المرور للسماح للمستخدمين الولوج إلى التطبيقات عن طريق دمج مجموعة من القراءات الحيوية والإشارات الأخرى.
لماذا لا تحمينا كلمات المرور؟
عدم اكتراث الناس بانتقاء رموز وحروف كلمة المرور هو أهم أسباب ضعف تأمينها، حيث كشفت تقارير عدة عن أن أكثر كلمات المرور انتشارا في العالم هي 123456، وفي بريطانيا وحدها عُثر على 23 مليون حساب بكلمة المرور هذه.
وبجانب كلمة المرور البدائية سهلة التخمين، يستخدم ملايين آخرون كلمات مرور سهلة، ويمكن توقعها سواء تتضمن أسماؤهم الأولى أو أسماء عائلاتهم أو أسماء حيواناتهم الأليفة أو فرقهم الرياضية المفضلة أو أفلامهم ومسلسلاتهم المحبوبة.
ويقول آلان ودوارد، أستاذ الأمن الإلكتروني في جامعة سري البريطانية، إن كلمات المرور ضعيفة بطبيعتها، حيث تعتمد على السلوك الإنساني.
ولمكافحة فشل كلمات المرور، تشجع شركات التكنولوجيا باستمرار المستخدمين على اللجوء للتحقق عبر خطوتين، ما يبعث رسالة إلى المستخدم برقم سري على هاتفه الذكي للتحقق من شخصيته، وهي خاصية قدمتها جوجل وفيسبوك في 2011.
لكن على جانب آخر، يوجد خزائن كلمات المرور، وهي تطبيقات يمكنها تسجيل وتوليد كلمات مرور بشكل دوري لكل حساباتك، وهو ما يجعل المستخدم مضطرا فقط، لتذكر كلمة مرور واحدة قوية ومعقدة للغاية، تكون خاصة بحسابه على هذا التطبيق الذي سيولد له كل كلمات المرور الأخرى.
وأشار ودوارد إلى شكوكه في أن كلمات المرور ستعيش لوقت طويل وحتى مستقبل غير معلوم، موضحا أن تطبيقات إدارة كلمات المرور ستساعد في تحقيق ذلك، كما أن الجيد بشأن كلمات المرور أنه بمجرد تعرضها للخطر يمكن تغييرها في الحال.