تقنية جديدة لعلاج اضطراب ما بعد الصدمة في 20 دقيقة
تقنية "MeRT" المستخدمة لمحو ذكريات الماضي، ساعدت عدة مرضى على التخلص من أعراض القلق والاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة
تشكل التجارب القاسية التي يمر بها البعض تحدياً يصعب عليهم التعامل معه وتجاوزه، لتلاحقهم ذكريات الماضي في حياتهم اليومية، وتحولها لسلسلة من موجات الغضب والكوابيس المؤرقة وفقدان الذاكرة، فيما يعرف بـ"اضطراب ما بعد الصدمة".
وللتغلب على ذلك الاضطراب ابتكر خبراء أمريكيون تقنية حديثة تسمى "MeRT" أظهرت تقدما بارزا في التعامل مع الأعراض لدى جنود من البحرية الأمريكية، بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وفي جلسات تمتد لـ20 دقيقة، يرتدي من يعانون اضطراب ما بعد الصدمة قبعة ذات أقطاب كهربائية تستخدم عادة لقياس نشاط الدماغ، يعلوها جهاز يتم توصيله بعدد من النقاط على الرأس، ويرسل طاقة موجية تعيد ضبط التردد الذي يعمل عليه الدماغ.
ويقول القائمون على التقنية الجديدة في مختبر نيوبورت برين للأبحاث في كاليفورنيا، إن تلك التقنية المستخدمة لمحو ذكريات الماضي، ساعدت عدة مرضى على التخلص من أعراض القلق والاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة.
وتعد تقنية "MeRT" ثورية بامتياز، حيث يتوقع الباحثون أن توفر حلاً واحدا لعدد من الأمراض العصبية والنفسية التي يعاني منها البعض مجتمعة، ويستخدمون عددا من الأدوية للتعامل مع كل منها.
ويقول د. إيريك وون، مبتكر "MeRT"، الذي عمل سابقا كجراح في البحرية، إن معظم الأعراض المصاحبة لاضطراب ما بعد الصدمة ترجع لخلل في إيقاع الدماغ، وإن إعادة ضبط الدماغ باستخدام التقنية الجديدة يساعد المرضى على الهدوء والتحكم بالغضب والنوم بشكل أفضل.
ويضيف أن 650 من المحاربين القدامى عولجوا باستخدام "MeRT"، مشيرا إلى أنها تقنية ذات آثار جذرية.
وأجرت إدارة الدواء والغذاء الأمريكية أبحاثا خاصة حول التقنية الجديدة، لدراسة اعتمادها، وقالت إن بعض المشاركين شهدوا تغييرات جذرية خلال شهر.
ويتوقع د. وون أن تحل "MeRT" محل عدد من العلاجات الأخرى، منها الحبوب المنومة ومضادات الاكتئاب، وستكون الخطوة القادمة من الدراسة السريرية هي عرض نتائجها خلال نوفمبر 2019.