بعد اكتشاف ورم في دماغه.. أمريكي يهب حياته لإصلاح دراجات الأطفال
شارلاند تعرض لضربتين قويتين على رأسه أثناء شجار مع بعض زبائن الحانة، وأصيب على إثرها بورم في المخ ونوبات فقدان ذاكرة وصداع شديد الألم
بينما يعاني من ورم خطير في المخ، قرر بوب شارلاند الذي كان يعمل حافظاً للنظام في إحدى الحانات قضاء ما تبقى من عمره في تصنيع الدراجات والتبرع بها للأطفال الفقراء والمحرومين.
ووفقا لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، تعرض شارلاند من سربينجفيلد في ولاية ماساتشوستس الأمريكية لضربتين قويتين على رأسه أثناء شجار مع بعض زبائن الحانة التي كان يعمل فيها، وأصيب على إثرها بورم في المخ ونوبات فقدان ذاكرة وصداع شديد الألم.
وقال شارلاند (45 عاما) الذي يعمل ميكانيكيا حاليا "قال لي الطبيب إن مخي يبدو كمخ شخص في عمر الـ90، ولا توجد طريقة لوقف تدهوره وفي النهاية ربما يودي بحياتي".
وأضاف أنه فكر في التواصل مع مؤسسة "الموت بكرامة" التي تساعد المرضى الميؤوس من حالاتهم في الانتحار بمساعدة طبية، لأنه لم يرغب في أن يكون عبئاً على أحد، لكنه تلقى في اللحظة الأخيرة اتصالاً من أحد المستشارين في دار لرعاية الأطفال الفقراء، متسائلاً إذا كان في إمكانه التبرع ببعض الدراجات إليها، لافتاً إلى أن هذا الاتصال غير طريقة تفكيره تماماً.
في معظم الأوقات، يتجه الأشخاص الذين يعانون من حالات مرضية كتلك المصاب بها شارلاند إلى قضاء ما تبقى من حياتهم في السفر حول العالم، لكن شارلاند قرر أنه سيعكف على التبرع بالدراجات للأطفال المحرومين والمعرضين للمخاطر إلى أن تحين وفاته.
ويرى شارلاند أنه طالما مخه يستمر في التدهور وتزداد حالته سوءاً، ما سيؤدي إلى وفاته في النهاية، فلم لا يقوم بعمل يحبه حتى يأتيه الموت.
ومنذ ربيع 2017، أنفق شارلاند أكثر من 10 آلاف دولار من جيبه الخاص في إصلاح وتجديد ألف دراجة والتبرع بها للأطفال، في إطار الجمعية غير الهادفة للربح التي أسسها بعنوان Pedal Thru Youth، وساعده في القيام بمهمته النبيلة هيئات تنفيذ القانون في سبرينجفيلد والمدن المجاورة، فضلاً عن رجال الشرطة الذين ساعدوه في توصيل الدراجات والخوذات إلى المدارس الحكومية، وتصليح المقاعد والمقودات وإعطاء دروس حول قيادة الدراجات بأمان.
ويخصص شارلاند أيام الثلاثاء لتصليح الدراجات القديمة لتحقيق هدفه وتحويلها إلى دراجات فائقة الروعة، ويؤدي عمله هذا في مرآب مدينة سبرينجفيلد، ومؤخرا بدأ شارلاند أيضا في توفير مستلزمات حلاقة وقبعات وقفازات تدفئة للمشردين.
وتصفه ليزا باكوسكي، مديرة إحدى المدارس الابتدائية التي تبرع إليها شارلاند بدراجات، بـ"الرجل الاستثنائي".
وأضافت أن معظم الطلاب ويبلغ عددهم 800 طفل فقير لم يمتلكوا دراجات من قبل، وأنها استغلت برنامج شارلاند لاستخدام الدراجات كمكافأة للأطفال الذين يلتزمون بالحضور.