"التعقب".. أحدث الأسلحة التكنولوجية في حرب كورونا
شركات التكنولوجيا حول العالم تتسابق لتطوير مجموعة من الخدمات التقنية للمساعدة في جهود مكافحة الأوبئة ولكى تتغلب علي فيروس كورونا المستجد
تلعب التكنولوجيا وتطبيقات الهواتف المحمولة دورا كبيرا في الإجراءات التي تتخذها العديد من دول العالم في معركة التصدي لفيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19).
وتتسابق شركات التكنولوجيا لتطوير مجموعة من الخدمات التقنية للمساعدة في جهود مكافحة الأوبئة.
وذكر رئيس ديوان المستشارية في برلين، هيلجه براون، أن التطبيق المخطط إطلاقه في الهواتف المحمولة لتعقب انتشار العدوى بفيروس كورونا المستجد قد يكون جاهزا للاستخدام خلال الأيام أو الأسابيع المقبلة.
1. كتاب يوميات رقمي
وأوضح براون في تصريحات لمحطة "آر تي إل" التلفزيونية الإثنين أن هذا التطبيق جزء من استراتيجية الخروج من الأزمة للحكومة الألمانية، حتى يمكن تخفيف القيود المفروضة على الاختلاط الاجتماعي وغيرها من القيود تدريجيا، وفقا لوكالة لأنباء الألمانية.
وذكر براون أن من شروط تخفيف القيود زيادة أسرة العناية المركزة في المستشفيات، وكذلك تحسين سبل تعقب المخالطين بالمصابين.
وقال: "سيؤدي تطبيق التعقب، الذي يتعين أن يمتثل لقواعد حماية البيانات الخاصة المعمول بها في الاتحاد الأوروبي، دورا مهما في ذلك"، مشيرا في الوقت نفسه إلى أهمية زيادة العمالة في المستشفيات الألمانية.
ويعمل هذا التطبيق المنتظر كأنه كتاب يوميات رقمي، بحيث إنه إذا جاءت نتيجة فحص فيروس كورونا إيجابية بالنسبة لصاحب الهاتف الذي عليه التطبيق، يتم إرسال تحذيرات إلى الأشخاص الذين يحتمل أن يكون قد خالطهم في آخر أسبوعين.
وستقوم إتاحة مثل هذا التطبيق على نحو سريع بدور مهم في الحد من انتشار الفيروس عند تخفيف إجراءات تقييد الحياة العامة السارية حاليا في وقت ما.
2. (COVID-19) من أبل
ولم تكن ألمانيا هي الأولى التي استخدمت التكنولوجيا، فقد أطلقت شركة أبل تطبيقاً جديداً يحمل اسم (COVID-19) لمساعدة المستخدمين على اتخاذ الخطوات المناسبة لحماية صحتهم في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد.
ويعد التطبيق هو نتيجة شراكة بين أبل ومركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC، والبيت الأبيض.
ويعد أحد المنتجات الأولى التي تُنشر على نطاق واسع نتيجة محاولة الحكومة الأمريكية الاستفادة من جهود شركات التكنولوجيا الكبرى لمكافحة انتشار الفيروس.
يوجه تطبيق COVID-19 المستخدمين من خلال سلسلة من الأسئلة حول الأعراض، ويقدم توصيات بناءً على ظروفهم التي قد تشمل: التوجيهات بشأن التباعد الاجتماعي، والعزل الذاتي، وكيفية مراقبة تطور الأعراض، وهل من المستحسن إجراء اختبار COVID-19 في هذا الوقت أم لا، ومتى يجب الاتصال بجهة الرعاية الصحية.
3. طب فاكت
وفي فلسطين، جذب تطبيق طبي، مئات المراجعين يوميا مع اشتداد العبء على الطواقم الطبية وإغلاق العيادات الخارجية في مستشفيات غزة؛ بسبب ترتيبات مواجهة انتشار فيروس كورونا.
وأطلق طبيبان فلسطينيان حديثا التخرج تطبيق "طب فاكت" على أجهزة الهاتف المحمول، أواخر عام 2019، بالتنسيق مع نقابة أطباء فلسطين، ليقدم خدمة استشارية للمرضى عن بعد، حتى بات اليوم مرجعا للكثير من المرضى في ظل أزمة كورونا.
4. التعرف على الوجه أسفل الكمامة
وكانت الصين سباقة في هذا المجال، حيث نجحت شركة صينية في تطوير أول تطبيق أمني ذكي في العالم قادر على التعرف على الوجوه أسفل كمامات الوقاية من فيروس كورونا.
وقالت صحيفة ديلي ميل البريطانية إن الشركة الصينية وتدعى Hanwang Technology Ltd قد نجحت في تحقيق هذا الإنجاز للحفاظ على الأمن وردع الراغبين في استغلال الكمامات عن التخفي من القانون.
وأوضحت الصحيفة البريطانية أن نظام التعرف على الوجه أسفل الكمامات الجديد، تدعمه الشركة الصينية المصنعة له بقاعدة بيانات لأكثر من 6 ملايين مواطن بالغ، تحتفظ الشركة بملامح وجوههم وأسمائهم قبل وضع الكمامات.
وبإمكان النظام الجديد التعرف على وجوه الأشخاص والتمييز فيما بينهم في حالات ازدحام تصل لـ30 فردا، وهو قادر على التعرف على كل فرد فيما بينهم دون خطأ.
ويشمل عمل النظام المتطور من شركة Hanvon، تحديد درجة حرار جسم الشخص الذي يتعرف عليه ومن ثم الوصول لاسمه لتظهر نتيجة تحديد هويته في النهاية.
5. كاشف الاتصال الوثيق
وواصلت الصين تقديم حلول تكنولوجية مبتكرة لمواجهة كورونا بتطوير تطبيق جديد صممته بكين بالتعاون مع شركة تكنولوجية لتحذير المستخدمين عندما يكونون في حيز التقاط فيروس "كورونا".
وأوضحت وكالة "شينخوا" الصينية أن "كاشف الاتصال الوثيق" كما أطلق عليه أصبح حاليا متاحا للمستخدمين الصينيين، ولا يتطلب سوى أسمائهم وأرقام هواتفهم ومعرف التثبيت.
ويتيح التطبيق للمستخدم معرفة إن كان على اتصال بشخص مصاب بفيروس كورونا، ولم توضح الوكالة تقنية عمل الجهاز وكيفية الكشف عن المصابين.
6. سوار إلكتروني للحجر
وفي مسعى منها للتصدي لتفشي فيروس كورونا المستجد لجأت السلطات في هونج كونج إلى استخدام الأساور الإلكترونية لمراقبة الأفراد الذين يخضعون للحجر الصحي الإلزامي.
وتقوم الأساور وتطبيق الهواتف الذكية المصاحب للسوار بإعلام المسؤولين، في حال انتهك المسافرون الحجر الصحي، حيث ستقوم فرقة مختصة بمتابعة تحركات الخاضعين للحجر أثناء بقائهم في المنزل.
وقالت الحكومة في بيان منتصف مارس/آذار الماضي: "حتى الآن هناك 5 آلاف سوار قابل للاستخدام أكثر من مرة قام بتصنيعها مركز التكنولوجيا متوافرة حاليا، وهناك 60 ألف سوار من هذا النوع تم شراؤها من الأسواق، وسيتم تسليم 5 آلاف منها واختبارها وسيتم تسليم الـ55 ألفا المتبقية على دفعات".
7. روبوت يقتل الفيروس
وكشفت كينون للروبوتات النقاب عن روبوت مخصص للمستشفيات يستخدم مزيجا من الأشعة فوق البنفسجية والرذاذ المطهّر لقتل مسببات فيروس كورونا المستجد.
الشركة الصينية زودت الروبوت الآلي بـ4 مجموعات من المصابيح لقتل الجراثيم بالأشعة فوق البنفسجية القصيرة الموجة، و5 فوهات لرش المطهر.
وروبوتَ التطهير البالغ ارتفاعه 1.4 متر، يمكنه حمل 1500 ميليمتر من السائل المطهر، ويستغرق 6 ساعات للشحن الكامل، وتبلغ تكلفته إلى 40 ألف دولار.
كما طورت الشركة الروبوت ليعمل في الغرف الداخلية ذات الأرضيات الناعمة، حيث يمكنه رش المطهر لمدة تصل إلى 8 ساعات دفعة واحدة.
ويستخدم الروبوت عملية آمنة لا تترك أي بقايا، بالإضافة إلى أنه يجمع البيانات عن الطريق الذي يسلكه وعملية التطهير للرجوع إليها في المستقبل.
8. أنظمة رقابة جماعية
ولجأت الصين إلى مكافحة فيروس كورونا عبر برامج الذكاء الاصطناعي من خلال بناء الحكومة الصينية قاعدة بيانات ضخمة عن المواطنين في أنحاء البلاد حتى تتمكن من تعقب الأشخاص الذين سافروا في الفترة الأخيرة إلى مدينة ووهان الصينية.
ومن خلال تحليل خوارزميات التتبع بدأت السلطات في فتح خطوط اتصال مع المواطنين لاتخاذ إجراءات الفحص والعزل الذاتي.
وبحسب دراسة لمركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، تعتمد الصين على تطبيقات الهواتف الذكية للقيام بأمرين رئيسيين؛ أولا التحكم في صلاحية دخول المرضى للأماكن العامة، وذلك من خلال إنشاء بطاقة تعريف إلكترونية لكل مواطن عبارة عن QR code تحدد ما إذا كان هذا الشخص سليما ولا يعاني من أعراض الفيروس، أو أن هناك احتمالية لإصابته أو أنه مصاب.
وبناء على كل مستوى يتم السماح للشخص بدخول المناطق العامة مثل المطاعم والكافيهات والمحطات والمواقف الرئيسية من عدمه.
الاستخدام الثاني للهواتف الذكية يرتكز على بناء قاعدة بيانات بالمصابين تشمل أسماءهم ومناطق إقامتهم والشركات التي يعملون بها، حتى يسهل على باقي الأشخاص معرفة المصابين، وتجنب الشركات والمناطق الموجودين بها.
9. شاشات ذكية
كما طورت الصين نظاما إلكترونيا في محطات القطارات والحافلات والموانئ الرئيسية يسمح للشاشات الذكية والكاميرات الحرارية بقياس درجة حرارة المرضى الموجودين في المحطات، وتطلق إنذارًا عند رصد ارتفاع في درجة حرارة أي شخص أو تظهر عليه أعراض الفيروس.
وفي الوقت ذاته، أطلقت شركة علي بابا الصينية نظام ذكاء اصطناعي لتشخيص فيروس كورونا في غضون 20 ثانية فقط، حيث يتم رصد الفيروس من خلال أشعة مقطعية للصدر بدقة تصل إلى 96%، بحسب موقع "ذا نكست ويب" الأمريكي.
10. استخدام الروبوتات
وتوسعت عدة دول في استخدام الروبوتات في تأدية الخدمات اللوجستية الطبية، مثل تقديم الأدوية للمرضى ما يقلل التواصل بين أطقم الصيادلة والأطباء والمرضى.
كما استخدمت الصين أيضًا سيارات إسعاف بدون سائق تقوم بنقل الحالات المصابة إلى المستشفيات، دون أن يحدث احتكاك مباشر بينهم وبين غيرهم من أفراد الطواقم الطبية.
ونشرت شركة إم تي آر المسؤولة عن تشغيل السكك الحديدية في هونج كونج ربوتات لتعقيم القطارات والمحطات، ويستغرق الروبوت الواحد نحو 4 ساعات لتنظيف قطار كامل من 8 عربات.
ولجأت بكين إلى استخدام سيارات بدون سائق لتوصيل الطلبات والأغذية والمواد الطبية إلى المستشفيات، فضلا عن أن مدينة شنيانغ الصينية استخدمت الربوتات في توصيل الأغذية لنزلاء الفنادق.
aXA6IDE4LjIyNC43My4xMjQg
جزيرة ام اند امز