تيودور روزفلت.. رئيس أمريكي «صنع تاريخه النساء»
ينظر الكثيرون في الولايات المتحدة إلى الرئيس السابق ثيودور روزفلت باعتباره رجلا عصاميا أسطوريا وربما يراه البعض «خارقا للطبيعة»، لكن كتابا سيصدر قريبا سيكشف عن «دور النساء في حياة الرجل».
ويقول الكاتب الصحفي إدوارد إف أوكيف مؤلف الكتاب المرتقب "أحبة ثيودور روزفلت: النساء اللاتي خلقن رئيساً" إنه ولد في ولاية داكوتا الشمالية حيث الأسماء محدودة لاختيار مثل أعلى، مشيرا إلى أن روزفلت كان دوما خياره.
- «مؤتمر يالطا».. هكذا غير روزفلت وتشرشل وستالين وجه العالم
- أسوأ طعام في تاريخ البيت الأبيض.. يعود إلى روزفلت
وأوضح لصحيفة "بوليتيكو" الأمريكية أنه قرأ في طفولته رائعة إدموند موريس الحائزة على جائزة بوليتزر، صعود ثيودور روزفلت، مرات عديدة حتى إن صفحاتها أصبحت ممزقة وممزقة.
وأضاف أنه كان يفكر دوما في الطريقة التي أنقذت بها داكوتا الشمالية روزفلت بعد خسارته المأساوية لزوجته في نفس اليوم من عام 1884، حيث أعاد الرئيس السابق اكتشاف نفسه وأمضى نحو عامين هناك كمزارع وراعي بقر يعيش "حياة شاقة".
وقال إن بعض الوثائق التي يبلغ عمرها مائة عام قادته لاكتشاف قصة أكثر دقة وإقناعا، عن الرجل الذي اعتبره مثالا على المرونة والتصميم والوصول إلى حقيقة أن روزفلت كان نتاج نساء غير عاديات ضحين من أجله، ودعمنه في اللحظات الحاسمة.
واعتبر أن التاريخ وروزفلت نفسه أسهما في اختفاء جزء كبير من قصة الرئيس السابق خاصة ما يتعلق بدور النساء، مشيرا إلى المثل الشهير الذي يقول إن "التاريخ يكتبه المنتصرون" وهؤلاء المنتصرون هم في الغالب رجال.
وأوضح أن هذه الفكرة هي الحجة الرئيسية لكتابه المرتقب الذي يصدر قريبا، التي ترتبط بشكل ما بمكتبة روزفلت التي يتولى رئاستها والتي من المقرر أن تفتتح في صيف عام 2026.
وقال: "لدينا الفرصة لإضفاء الطابع الإنساني على روزفلت، وليس تكريمه، وسرد قصص النساء اللاتي خلقنه".
وتذكر الكاتب اللحظة التي كان يدرس فيها الزمالة في جامعة هارفارد عندما سمع عن اكتشاف 10 رسائل مكتوبة بخط اليد من روزفلت إلى أخته الكبرى المعروفة باسم بامي، وهي الرسائل التي جرى نسيانها لمدة تزيد عن ثلاثة أرباع قرن.
وكشف الكاتب عن دور بامي الكبير في مساعدة شقيقها على التعامل مع وفاة زوجته وأمه التي كانت أمها أيضا لكنها كانت أقوى في مواجهة الأزمة، فأشرفت على بناء منزله الجديد وأسهمت في تربية ابنته الصغيرة أليس، التي كانت تبلغ من العمر 3 أعوام والتي قالت مرة عن عمتها إنها لو كانت رجلا لكانت هي الرئيسة وليس والدي.
ولم تكن بامي وحدها هي صاحبة التأثير فوالدته كانت امرأة قوية صاحبة التأثير الأكبر، لكن تماشيا مع العصر أرجع روزفلت كل الفضل في بناء شخصيته إلى والده.
كما شجعت زوجته الأولى روزفلت على أن يصبح ناشطا تقدميا في مجال حقوق المرأة، ويدافع عن حق المرأة في التصويت قبل الرجال الآخرين في عصره.
أما زوجته الثانية إيديث فكانت ذات نفوذ وربما كانت الشخص الوحيد الذي كان روزفلت يخشاه، وعملت مع شقيقاته على تعزيز صورته الأمر الذي دفعه في النهاية إلى الوصول إلى البيت الأبيض.
وقال الكاتب إن التاريخ لم يخبرنا أن روزفلت الرجل العصامي كان في حاجة إلى المساعدة من أجل البقاء والازدهار وهذا ما قامت به النساء في حياته.