«مؤتمر يالطا».. هكذا غير روزفلت وتشرشل وستالين وجه العالم
قبل 79 عاما انعقد مؤتمر يالطا في شبه جزيرة القرم، وجمع 3 من قادة دول الحلفاء ليغير وجه العالم بعد الحرب العالمية الثانية.
خلال الفترة من 4 إلى 11 فبراير/شباط عام 1945، التقى الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت ورئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل والرئيس السوفياتي جوزيف ستالين في يالطا، وهم يعلمون أن انتصار الحلفاء في أوروبا كان حتميا من الناحية العملية، لكنهم كانوا يعلمون أن حرب المحيط الهادئ تتجه نحو مواجهة دامية، وفقا لموقع وزارة الخارجية الأمريكية.
وإدراكاً لحقيقة أن النصر على اليابان قد يتطلب معركة طويلة الأمد، رأت الولايات المتحدة وبريطانيا ميزة استراتيجية كبرى للمشاركة السوفياتية في مسرح المحيط الهادئ.
في يالطا، ناقش روزفلت وتشرشل مع ستالين الشروط التي سيدخل بموجبها الاتحاد السوفياتي الحرب ضد اليابان، واتفق الثلاثة على أنه مقابل المشاركة السوفياتية المحتملة الحاسمة في مسرح المحيط الهادئ، سيتم منح السوفيات مجال نفوذ في منشوريا بعد استسلام اليابان.
وشمل ذلك الجزء الجنوبي من سخالين، وعقد إيجار في بورت آرثر (لوشونكو حاليا)، وحصة في تشغيل خطوط السكك الحديدية منشوريا، وجزر كوريل، كان هذا الاتفاق بمثابة الإنجاز الملموس الرئيسي لمؤتمر يالطا.
كما ناقش زعماء الحلفاء مستقبل ألمانيا وأوروبا الشرقية والأمم المتحدة، واتفق روزفلت وتشرشل وستالين ليس فقط على ضم فرنسا إلى حكم ألمانيا في مرحلة ما بعد الحرب، بل أيضاً على أن تتحمل ألمانيا بعض المسؤولية عن التعويضات في أعقاب الحرب، وليس كلها.
واتفق الأمريكيون والبريطانيون بشكل عام على أن الحكومات المستقبلية لدول أوروبا الشرقية المتاخمة للاتحاد السوفياتي يجب أن تكون "صديقة" للنظام السوفياتي، بينما تعهد السوفيات بالسماح بإجراء انتخابات حرة في جميع الأراضي المحررة من ألمانيا النازية.
كما أصدر المفاوضون أيضا إعلانا بشأن بولندا، ينص على إدراج الشيوعيين في الحكومة الوطنية بعد الحرب، وفي المناقشات المتعلقة بمستقبل الأمم المتحدة اتفقت كافة الأطراف على خطة أمريكية بشأن إجراءات التصويت في مجلس الأمن، والتي تم توسيعها لتشمل 5 أعضاء دائمين بعد ضم فرنسا، وكان لكل من هؤلاء الأعضاء الدائمين حق النقض "الفيتو" على القرارات المتخذة أمام مجلس الأمن.
كان رد الفعل الأولي على اتفاقيات يالطا احتفاليا، واعتبر روزفلت والكثير من الأمريكيين ذلك دليلاً على أن روح التعاون بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي في زمن الحرب سوف تستمر إلى فترة ما بعد الحرب. لكن هذا الشعور لم يدم طويلا.
ومع وفاة فرانكلين روزفلت في 12 أبريل/نيسان 1945، أصبح هاري ترومان الرئيس الثالث والثلاثين للولايات المتحدة. وبحلول نهاية الشهر ذاته، نشب الخلاف بين الإدارة الأمريكية الجديدة والسوفيات حول نفوذهم في أوروبا الشرقية، وحول الأمم المتحدة.
وبسبب انزعاجهم من نقص التعاون من جانب السوفيات، بدأ الأمريكيون في انتقاد طريقة تعامل روزفلت مع مفاوضات يالطا.
وحتى يومنا هذا، يرى العديد من أشد منتقدي روزفلت أنه قام بـ«تسليم» أوروبا الشرقية وشمال شرق آسيا إلى الاتحاد السوفياتي في يالطا، على الرغم من حقيقة تقديم السوفيات العديد من التنازلات الجوهرية.
aXA6IDMuMTMzLjEzNy4xMCA=
جزيرة ام اند امز