ملحمة الدراجة.. هندية تقود 1200 كم لإعادة والدها الجريح للمنزل
مراهقة هندية قطعت مئات الكيلومترات بدراجتها من أجل إعادة والدها المصاب إلى المنزل في رحلة بطولية منقذة للحياة وسط إغلاق كورونا
قطعت مراهقة هندية مئات الكيلومترات بدراجتها من أجل إعادة والدها المصاب إلى المنزل في رحلة بطولية منقذة للحياة وسط الإغلاق المفروض في أنحاء البلاد جراء فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19".
وبعد أصيب والدها في حادث مروري وتلقيه العلاج، استخدمت الفتاة جيوتي كوماري (15 عامًا)، آخر 20 دولارًا تملكها لشراء دراجة متهالكة، وقادتها أكثر من 700 ميل (1207 كم) إلى قريتهم عبر الهند، حسبما ذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
وبعد قصتها الملحمية، أصبحت كوماري واحدة المشاهير في وسائل الإعلام، وتلقت إشادة من ابنة ومستشارة الرئيس الأمريكي، إيفانكا ترامب.
وأطلقت إيفانكا نقاشًا حول حقيقة أن المراهقة شعرت أنه ليس لديها طريقة أخرى لإيصال والدها إلى بر الأمان.
قصة الرجل وابنته بدأت في يناير/كانون الأول الماضي، عندما أصيب والدها، موهان باسوان، ويعمل سائق توك توك، في حادث مروري.
ويعيش الأب في جوروجرام، إحدى ضواحي العاصمة نيودلهي، ويعمل لساعات طويلة لنقل الركاب، ويرسل المال لزوجته وأطفاله في ولاية بيهار الشرقية، على بعد أكثر من 700 ميل.
ولكن بعد الحادث، لم يستطع باسوان القيادة، وكان بحاجة إلى رعاية، لذا استقلت كوماري قطارا يعبر البلاد، وانتقلت للعيش مع والدها لرعايته حتى تعود له صحته، قبل فرض الإغلاق.
لكن إغلاق البلاد، وهو الأكبر في العالم، يعني أن باسوان، حتى عندما شفى من إصاباته، لن يتمكن من العودة إلى العمل على الطريق.
واستنفد المدخرات القليلة التي كانت لديه، ولم يستطع إرسال الأموال إلى المنزل لمدة 4 أشهر، ولم يعد بإمكانه تحمل الإيجار في غرفته الصغيرة، التي كان يتقاسمها مع ابنته في ذلك الوقت.
وتتذكر كوماري أنه بحلول أوائل شهر مايو/أيار الماضي، كان لديهما ما يعادل 20 دولارًا تقريبًا.
وقالت للتلفزيون المحلي: "طُردنا. ونفد الطعام"، "لذلك قلت، أبي، دعنا نذهب. دعنا نستخدم آخر أموالنا لشراء دراجة لنقودها عائدين إلى المنزل".
في البداية، رفض باسوان الفكرة، حيث يقع منزلهم على الجانب الآخر من البلاد على بعد 700 ميل تقريبًا، وما زال غير قادر على قيادة الدراجة بسبب إصاباته.
وقال الأب في مقابلة عبر الهاتف، مع إذاعة "إن بي آر" الأمريكية: "قلت كيف يمكن أن نذهب إلى هذا الحد، كلانا على دراجة واحدة، لكنها أقنعتني. إذا بقينا، سنموت جوعا. كان علينا على الأقل أن نحاول".
وبما تبقى من أمواله، اشترى الأب وابنته دراجة، انطلقا في 8 مايو/أيار الماضي، حيث جلس الأب على مقعد الدراجة الخلفي، وجميع ممتلكاتهما في حقيبة من القماش الخشن مربوطة في الخلف وابنته تجلس أمامه وتقود الدراجة.
وقالت كوماري: "كانت هناك أمور كثيرة تدور في ذهني. كنت خائفة. هل سنفعل ذلك؟".
وأضافت "كانت ذراعي وساقي تؤلماني، لكنني حصلت على القوة والشجاعة من جميع الأشخاص الذين التقينا بهم على طول الطريق".
وسجلت الهند البالغ عدد سكانها 1.4 مليار نسمة نحو 258 ألفا و90 إصابة، وأكثر من 7 آلاف و207 وفيات، بينما تعافى 124 ألفا و95 شخصا الثلاثاء.
ويكافح العالم الوقت الراهن من أجل السيطرة على تفشي المرض، بعد ارتفاع عدد الوفيات حول العالم، الثلاثاء، إلى 406 آلاف و567، وبلوغ عدد المصابين نحو 7.1 مليون شخص، بينما تعافى نحو 3.7 مليون شخص.